ثالثاً : الفـائدة    

الفائدة (Interest) هي كمية النقود الاضافية التي يكون الشخص مستعداً لدفعها من أجل حصوله على سلعة أو مورد معين الآن بدلاً من المستقبل ، ولما كان الأفراد في العادة يحصلون على سلع في وقت مبكر بواسطة اقتراضهم من طرف (شخص أو مؤسسة اقراضية) ثالث بدلاً من دفع مبلغ كبير للبائع في تاريخ معين مستقبلاً .

تحديـد سعر الفائدة  

ينظر الى سعر الفائدة من منظور معين أنه سعر الأرصدة القابلة للإقراض (Loadable Funds) ، فيتحدد سعر الفائدة بتقاطع العرض والطلب على الأموال القابلة للإقراض.

ان طلب المستهلكين على الأموال القابلة للإقراض يكون بسبب تفضيلهم الحصول على السلع في وقت مبكر ، وللأشخاص في المتوسط معدل ايجابي للتفضيل الزمني (Time Preference) ، وهذا يعني ان الأشخاص يقوّمون السلع التي يحصلون عليها في الحال أو المستقبل القريب تقويماً موضوعياً بقيمة مرتفعة جداً عن السلع التي يحصلون عليها في المستقبل البعيد.

ويرتكز مفهوم التفضيل الزمني على أنه في ضوء حالة عدم التأكد التي تسود الحياة التي نعيشها ، فانه من المناسب أن نفضل الاستهلاك الحالي على استهلاك كميات أكبر غير مؤكدة في المستقبل ، وبالطبع فإن المقدار الاضافي الذي يجب أن يدفعه الشخص في مقابل الحصول المبكر على السلع والخدمات ــ سعر الفائدة ــ سوف يؤثر على المقادير النسبية من الاستهلاك الحالي والمستقبلي.

ويطلب المستثمرون الأموال القابلة للإقراض كي تمكنهم من الاستثمار في السلع الرأسمالية وتمويل وسائل الانتاج غير المباشرة.

ويوضح الشكل (3-9) ان كمية الأموال المطلوبة ترتبط بعلاقة عكسية مع سعر الفائدة ، فكلما ارتفع سعر الفائدة كلما زادت تكاليف الحصول المبكر على سعر السلع والخدمات ، وكنتيجة لهذه الزيادة في سعر السلع والخدمات الحالية بالنسبة لسعرها في المستقبل ، فان المستهلكين يخفضون من استهلاكهم الحالي ، كما لا يرغب البعض منهم في دفع فائدة مرتفعة ثمناً للحصول المبكر على السلع الاستهلاكية.

وبالاضافة الى ذلك فان بعض المشروعات الاستثمارية تكون أكثر كسباً عند سعر الفائدة الأقل ، في حين تكون أقل ربحية عند معدلات الفائدة المرتفعة ، ولهذا فان كلاً من المستهلكين والمستثمرين سوف يطلبون كمية أقل من الاموال عند أسعار الفائدة المرتفعة.

وعلى الرغم من أسعار الفائدة المرتفعة تتسبب في نقص كمية الأموال المقترضة ، الا انها تشجع المقترضين على امداد السوق بكمية كبيرة من الأموال . 

لذلك فان الأفراد ذوي المعدل الايجابي للتفضيل الزمني سوف يضحون بالاستهلاك الحالي من أجل عرض أموالهم في سوق الأموال القابلة للإقراض وذلك اذا كان سعر الفائدة مناسباً بحيث يجذب الأفراد الى عرض أموالهم للإقراض ، ومع ان الأفراد يفضلون الاستهلاك المبكر ، فانهم يفضلون أيضاً الكثير من السلع عن القليل منها ، كما ان ارتفاع سعر الفائدة يكون مساوياً للزيادة في كمية السلع المستقبلة والتي يحصل هليها هؤلاء الذيـن يضحون بالاستهلاك الحالي ، وهذه الزيادة في كمية السلع المستقبلية التي يمكن الحصول عليها من كل دينار يعرض في سوق الأموال القابلة للإقراض ، سوف ينتج عنها منحنى عرض ينحدر الى الأعلى جهة اليمين.

ويعمل سعر الفائدة على التوفيق بين خطط المقرضين والمقترضين ، وعند التوازن تتساوى كمية الأموال المطلوبة من قبل المقترضين مع كمية الأموال المعروضة من قبل المقرضين.