أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
10982
التاريخ: 5-4-2019
2199
التاريخ: 4-5-2022
2003
التاريخ: 7-02-2015
3275
|
[لما توجه الامام (عليه السلام) الى الشام قال:] بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه واله): اتقوا الله عباد الله أطيعوه وأطيعوا امامكم فان الرعية الصالحة تنجو بالأمام العادل، ألا وان الرعية الفاجرة تهلك بالأمام الفاجر وقد أصبح معاوية غاصبا لما في يديه من حقي ناكثا لبيعتي، طاعنا في دين الله عزوجل وقد علمتم ايها المسلون ما فعل الناس بالأمس وجئتموني راغبين إلي في أمركم حتى استخرجتموني من منزلى، لتبايعوني فالتويت عليكم لا ملوما عندكم، فراددتموني القول مرارا وراددتكم وتكأكأتم علي تكأكؤ الابل الهيم على حياضها حرصا على بيعتى، حتى خفت ان يقتل بعضكم بعضا فلما رأيت ذلك منكم رويت في أمري وأمركم، وقلت: ان أنا لم اجبهم إلى القيام بأمرهم لم يصيبوا أحدا منهم يقوم فيهم مقامي ويعدل فيهم عدلي، وقلت: والله لا لينهم وهم يعرفون حقي وفضلي أحب إلي من أن يلوني وهم لا يعرفون حقي وفضلي، فبسطت لكم يدى، فبايعتموني يا معشر المسلمين وفيكم المهاجرون والانصار والتابعون بإحسان، فأخذت عليكم عهد بيعتي وواجب صفقتي من عهد الله وميثاقه وأشد ما أخذ على النبيين من عهد و ميثاق لتفّن لي ولتسمعن لأمري ولتطيعوني وتناصحوني وتقاتلون معي كل باغ وعاد أو مارق ان مرق، فأنعمتم لي بذلك جميعا، فأخذت عليكم عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة رسوله فأجبتموني إلى ذلك، وأشهدت الله عليكم وأشهدت بعضكم على بعض، وقمت فيكم بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه واله).
فالعجب من معاوية بن أبى سفيان ينازعنا الخلافة ويجحدنى الامامة ويزعم انه أحق بها مني جرأة منه على الله وعلى رسوله بغير حق له فيها، ولا حجة لم يبايعه عليها المهاجرون ولا سلم له الانصار والمسلمون، يا معشر المهاجرين والانصار وجماعة من سمع كلامي أو ما اجبتم لي على أنفسكم الطاعة؟ أما بايعتموني على الرغبة؟ أما أخذت عليكم العهد بالقبول لقولي؟ أما كانت بيعتي لكم يومئذ أوكد من بيعة أبو بكر وعمر؟ فما بال من خالفني لم ينقض عليهما حتى مضيا ونقض علي ولم يف لي؟ أما يجب لي عليكم نصحي ويلزمكم أمري؟ أما تعلمون ان بيعتي تلزم الشاهد منكم والغائب.
فما بال معاوية وأصحابه طاعنين في بيعتي؟ ولم لم يفوا بها لي وأنا في قرابتي وسابقتي وصهري أولى بالأمر ممن تقدمني؟ أما سمعتم قول رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم الغدير في ولايتي وموالاتي؟ فاتقوا الله أيها المسلمون وتحاثوا على جهاد معاوية الناكث القاسط وأصحابه القاسطين.
واسمعوا ما أتلو عليكم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا فانه والله عظة لكم فانتفعوا بمواعظ الله وازدجروا عن معاصي الله وعظكم الله بغيركم، فقال لنبيه (صلى الله عليه واله): {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 246، 247].
ايها الناس ان لكم في هذه الآيات عبرة لتعلموا ان الله جعل الخلافة والامرة من بعد الانبياء في أعقابهم وانه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه اياه وزيادته بسطة في العلم والجسم، فهل تجدون الله اصطفى بنى امية على بنى هاشم وزاد معاوية على بسطة في العلم والجسم، فاتقوا الله عباد الله وجاهدوا في سبيله قبل أن ينالكم سخطه بعصيانكم له، قال الله عزوجل: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79] { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [الصف: 10 - 12].
اتقوا الله عباد الله وتحاثوا على الجهاد مع امامكم فلو كان لي منكم عصابة بعدد أهل بدر اذا أمرتهم أطاعوني، واذا استنهضتهم نهضوا معى، لاستغنيت بهم عن كثير منكم، واسرعت النهوض إلى حرب معاوية واصحابه فانه الجهاد المفروض.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|