المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06



اضواء على السّنّة المحمّديّة  
  
3655   04:04 مساءاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج 5,ص15-22
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

ألقى الإمام علي (عليه السلام) الأضواء بصورة موضوعية وشاملة على رواة الأحاديث النبوية وعرض بتحليل رائع لدوافع رواياتهم عن النبيّ (صلى الله عليه واله) التي هي متباينة كأشدّ ما يكون التباين فقد عمد بعضهم إلى وضع الأحاديث وافتعالها وسها آخرون عن نصوص الأحاديث فرووا ما يغايرها إلى غير ذلك من الدوافع والأغراض ومن المؤكّد أنّ المسلمين لو علموا أو ميّزوا الأحاديث المفتعلة لتبرّؤا منها وما سجّلها الثقات في السنن والصحاح.

وعلى أي حال فيعتبر حديث الإمام (عليه السلام) في هذا الموضوع من أروع الدراسات العلمية عن الأحاديث النبوية وقد روى ذلك الثقة الزكي سليم بن قيس الهلالي قال : قلت لأمير المؤمنين : إنّي سمعت من سلمان الفارسي والمقداد وأبي ذرّ شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه واله) غير ما في أيدي الناس ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبيّ الله (صلى الله عليه واله) أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطل أفترى الناس يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه واله) متعمّدين ويفسّرون القرآن بآرائهم؟

لقد طلب سليم من الإمام (عليه السلام) أن يوضّح له الحال في شأن بعض الأخبار وتفسير بعض آيات الذكر الحكيم التي ينقلها حماة الإسلام أمثال سلمان الفارسي وأبي ذرّ والمقداد والإمام يقرّها وهناك طائفة من الأخبار وتفسير بعض الآيات والإمام ينكرها فما هو الصحيح منهما؟

فأجابه الإمام بهذا الجواب الرائع قائلا : قد سألت فافهم الجواب إنّ في أيدي النّاس حقّا وباطلا وكذبا وناسخا ومنسوخا وعامّا وخاصّا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما وقد كذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) على عهده حتّى قام خطيبا فقال : أيّها النّاس قد كثرت عليّ الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار ؛ ثمّ كذب عليه من بعده , وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس : رجل منافق يظهر الايمان متصنّع بالإسلام لا يتأثّم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) متعمّدا فلو علم النّاس أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه ولكنّهم قالوا : هذا قد صحب رسول الله (صلى الله عليه واله) ورآه وسمع منه  وأخذوا أي الناس عنه وهم لا يعرفون حاله وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عزّ وجلّ : {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } [المنافقون: 4] ثمّ بقوا بعده فتقرّبوا إلى أئمّة الضّلالة والدّعاة إلى النّار بالزّور والكذب والبهتان فولّوهم الأعمال وحملوهم على رقاب النّاس وأكلوا بهم الدّنيا وإنّما النّاس مع الملوك والدّنيا إلاّ من عصم الله .

وحكى هذا المقطع من حديث الإمام عليّ (عليه السلام) امورا بالغة الأهمّية وهي :

أولا : أنّ ما بأيدي الناس من الأحاديث التي يروونها عن رسول الله (صلى الله عليه واله) متباينة لا يعرفون واقعها فبعضها صدق وبعضها كذب وهي بين عامّ وخاصّ ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وقد جهلوا ذلك ولم يميّزوا بعضها عن بعض.

ثانيا : أنّ الكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يحدث بعد وفاته وإنّما كان في حياته ممّا دعا النبيّ (صلى الله عليه واله) أن يحذّر الكاذبين وشدّد عليهم النكير وبشّرهم بنار جهنّم.

ثالثا : ذكر أنّ نقلة الحديث أربعة أشخاص وذكر القسم الأوّل وهم المنافقون الذين يظهرون الإسلام بألسنتهم وقلوبهم مطوية على الكفر والإلحاد وهؤلاء لا يتحرّجون من الكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) وافتعال الأحاديث الباطلة ونسبتها له ولو علم الناس بافتعال أحاديثهم لما أخذوا بها واجتنبوها لقد اغترّ الناس بهم لأنّهم رأوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وصحبوه وسمعوا منه وظنّ الناس بهم خيرا ولم يعرفوا واقعهم أنّهم على ضلال وهؤلاء المنافقون أمثال سمرة بن جندب وعمرو بن العاص ومروان بن الحكم وأشباههم من المنافقين.

رابعا : أنّ المنافقين من الرواة قد تقرّبوا إلى السلطة الأموية الظالمة وأخذوا ينشرون بين الناس الأحاديث المنكرة تقرّبا للأمويين فمنحتهم السلطة الوظائف المهمّة في الدولة وحملوهم على رقاب الناس وهؤلاء الصنف الأوّل من الرواة ؛ ثمّ يأخذ الإمام (عليه السلام) في بيان بقية أصناف الرواة قائلا : ورجل سمع من رسول الله (صلى الله عليه واله) شيئا لم يحمله على وجهه ووهم فيه ولم يتعمّد كذبا فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه ولو علم هو أنّه وهم لرفضه .

وهذا الصنف الثاني من الرواة الذين سمعوا من رسول الله حديثه إلاّ أنّهم على غفلة ووهم فإنّهم لم يحملوا الحديث على وجهه وظاهره وأخذوا بالوهم منه وهؤلاء لم يتعمّدوا الكذب ولا افتعال الحديث فحديثهم مرفوض لأنّهم لم يأخذوا بظاهره وتأوّلوه ثمّ يأخذ الإمام في بيان الصنف الثالث من رواة الحديث قائلا : ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلى الله عليه واله) شيئا أمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم أو سمعه ينهى عن شيء ثمّ أمر به وهو لا يعلم فحفظ منسوخه ولم يحفظ النّاسخ ولو علم أنّه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه .

الصنف الثالث من الرواة أنّهم سمعوا حديثا من رسول الله (صلى الله عليه واله) قد أمر به ثمّ نهى عنه فحفظوا ما أمر به وأشاعوه بين الناس ولم يحفظوا ناسخه وهم كانوا على حسن نيّة لم يتعمّدوا الكذب وافتعال الحديث إلاّ أنّهم غافلون وهؤلاء ينبغي التوقّف في حديثهم وعدم الأخذ به.

ويستمر الإمام (عليه السلام) في بيان الصنف الرابع من رواة الحديث قائلا : وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما لرسول الله (صلى الله عليه واله) لم ينسه أي الحديث بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه وعلم النّاسخ من المنسوخ فعمل بالنّاسخ ورفض المنسوخ فإنّ أمر النّبيّ(صلى الله عليه واله) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ وخاصّ وعامّ ومحكم ومتشابه قد يكون من رسول الله(صلى الله عليه واله) الكلام له وجهان كلام عامّ وكلام خاصّ مثل القرآن وقال الله عزّ وجلّ في كتابه : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7] فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله .

الصنف الرابع من الرواة وهم المتحرّجون في دينهم الذين يخافون الله ولا يكذبون وهم الذين يحفظون الحديث على وجهه ويشيعونه بين الناس قد عرفوا الناسخ من المنسوخ والخاصّ من العامّ والمحكم من المتشابه وهؤلاء حديثهم من أرقى أصناف الحديث ومن أكثره صدقا ويجب الأخذ به .

ويستمر الإمام (عليه السلام) في حديثه قائلا : وليس كلّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يسأله عن الشّيء فيفهم وكان منهم من يسأله ولا يستفهمه حتّى أن كانوا ليحبّون أن يجيء الأعرابيّ والطّاري فيسأل رسول الله(صلى الله عليه واله) حتّى يسمعوا .

تحدّث الإمام (عليه السلام) في هذه الكلمات عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنّهم ليسوا على مستوى واحد من الإدراك والفهم فبعضهم يسأل عن الشيء فيجيبه الرسول (صلى الله عليه واله) فيفهم الجواب والبعض الآخر يسأل ولا يعرف الجواب وأنّهم كانوا بشوق لمجيء أعرابي أو غريب ليسألا رسول الله (صلى الله عليه واله) فيجيبهما فيقفوا على ما دار بينهما ويفهموا ما أراد الرسول (صلى الله عليه واله) . ويستمر الإمام في حديثه فيعرب عن سموّ منزلته وعظيم مكانته عند الرسول (صلى الله عليه واله) قائلا : وقد كنت أدخل على رسول الله (صلى الله عليه واله) كلّ يوم دخلة وكلّ ليلة دخلة فيخلّيني فيها أدور معه حيث دار وقد علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) أنّه لم يصنع ذلك بأحد من النّاس غيري فربّما كان في بيتي يأتيني رسول الله (صلى الله عليه واله) أكثر ذلك , وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عنّي نساءه فلا يبقى عنده غيري وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عنّي فاطمة ولا أحد من بنيّ , وكنت إذا سألته أجابني وإذا سكتّ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني , فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) آية من القرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عليّ فاكتتبتها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصّها وعامّها ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه عليّ وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا , وما ترك شيئا علّمه الله من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه وحفظته فلم أنس حرفا واحدا, ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا فقلت : يا نبيّ الله بأبي أنت وأمّي منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شيء لم أكتبه أفتتخوّف عليّ النّسيان فيما بعد؟ فقال : لا لست أتخوّف عليك النّسيان والجهل .

وأعرب الإمام (عليه السلام) بهذه الكلمات عن شدّة اتّصاله بالنبيّ (صلى الله عليه واله) وأنّه من ألصق الناس به وأقربهم إليه وأنّ الرسول (صلى الله عليه واله) أفاض عليه علومه ومعارفه وأنّه قد دعا له بأن لا ينسى ما علّمه وقد استجاب الله دعاءه فكان الإمام (عليه السلام) لا ينسى أي شيء عهد به النبيّ (صلى الله عليه واله) إليه .

ونال هذا الحديث الدرجة القطعية من الصحّة فقد عرضه بنصّه أبان على الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) بعد موت أبيه الإمام علي بن الحسين (عليهما ‌السلام) فاغرورقت عينا الإمام وقال : صدق سليم ما قد أتى يعني سليم أبي بعد قتل جدّي الحسين (عليه السلام) وأنا قاعد عنده فحدّثه بهذا الحديث بعينه فقال له أبي : صدقت قد حدّثني أبي وعمّي الحسن (عليهما ‌السلام) بهذا الحديث عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم فقالا له : صدقت قد حدّثك بذلك ونحن شهود .

وبهذا ينتهي بنا المطاف عن الأضواء التي ألقاها الإمام (عليه السلام) على الأحاديث النبوية فقد عرض لها بصورة موضوعية وشاملة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.