أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
3335
التاريخ: 2023-10-04
1930
التاريخ: 5-5-2016
3769
التاريخ: 4-3-2019
3600
|
نقلت من مناقب الخوارزمي عن عبد خير عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال أهدي إلى النبي (صلى الله عليه واله ) قنو موز فجعل يقشر الموزة و يجعلها في فمي فقال له قائل يا رسول الله إنك تحب عليا قال أوما علمت أن عليا مني و أنا منه.
قلت قوله (صلى الله عليه واله ) هو مني و أنا منه يدل على مكانة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومنزلته و أنه قد بلغ من الشرف و الكمال إلى أقصى غايته و تسنم من كاهل المجد أعلى ذروته و رفعه رسول الله (صلى الله عليه واله ) بما أثبته من تنبيهه على محله منه و نسبته و بيان هذه الجملة التي أسفر محياها و إيضاح هذه المنقبة التي تضوع عرفها و فاح رياها و كشف غطاء هذه الفضيلة التي اتفق لفظها و معناها أنه لما قال (صلى الله عليه واله) سلمان منا أهل البيت حصل لسلمان رضي الله عنه بذلك شرف مد أطنابه و نصب على قمة الجوزاء قبابه و فاق به أمثاله من الأصحاب و أضرابه فلما ذكر عليا و خصه بأنت مني سما به عن تلك الرتبة و تجاوز به عن تلك المحلة و لو اختصر عليها كانت مع كونها متعالية عن رتبة سلمان قريبة منها فلما قال له فأنا منك تم المنقبة و كملها و زين سيرته بهذه الفريدة و جملها فإنها عظيمة المحل ظاهرة الفضل تشهد لشرفه و مكانه و رجاحة فضله و ثقل ميزانه و ذلك لأنها دلت أن كل واحد منهما أصل للآخر و نازل منزلته و أنه لم يرض أن يقتصر له بأن عليا منه حتى جعل نفسه من علي و قد أورد ابن جرير الطبري و ابن أثير الجزري في تاريخهما أنه كان (صلى الله عليه واله ) يقول لعلي في يوم أحد و قد فر من الزحف من فر و قر مع النبي من قر يا علي اكفني أمر هؤلاء اكفني أمر هؤلاء إشارة إلى الكفار و علي(عليه السلام) يجالد بين يديه باذلا نفسه دونه خائضا غمار الحرب في نصره صابرا على منازلة الأقران و مصاولة الشجعان و مقارعة صناديد العرب و مصارعة الفرسان الجاهلية بعزم لا ينثني و همة لا تني و بأس يذل مردة الطغيان و نجدة تقيد شياطين الكفر في أشطان الذل و الهوان فقال جبرئيل و الله يا محمد هذه المواساة فقال هو مني و أنا منه فقال و أنا منكما.
فانظر إلى هذه الحال التي خص بها الإمام (عليه السلام) ما أجلها و المنزلة التي طلب جبرئيل (عليه السلام) أن ينالها و يتفيأ ظلها و الحديث ذو شجون أي يدخل بعضه في بعض.
ومن كتاب المناقب عن عائشة قالت رأيت النبي (صلى الله عليه واله )التزم عليا و قبله و يقول بأبي الوحيد الشهيد.
ومن المناقب أيضا عن علي بن أبي طالب قال كنت أمشي مع النبي (صلى الله عليه واله ) في بعض طرق المدينة فأتينا على حديقة و هي الروضة ذات الشجر فقلت يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة فقال ما أحسنها و لك في الجنة أحسن منها ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت يا رسول الله ما أحسنها من حديقة فقال لك في الجنة أحسن منها حتى أتينا على سبع حدائق أقول يا رسول الله ما أحسنها فيقول (صلى الله عليه واله ) لك في الجنة أحسن منها فلما خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكيا فقلت يا رسول الله ما يبكيك قال ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها إلا بعدي فقلت في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك.
ومنه عن أسامة بن زيد عن أبيه قال اجتمع علي و جعفر و زيد بن حارثة فقال جعفر أنا أحبكم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) و قال علي أنا أحبكم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) وقال زيد أنا معتق النبي أنا أحبكم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) فانطلقوا بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) فنسأله قال أسامة فاستأذنوا على رسول الله (صلى الله عليه واله ) و أنا عنده قال اخرج فانظر من هؤلاء فخرجت ثم جئت فقلت هذا جعفر وعلي و زيد بن حارثة يستأذنون قال ائذن لهم فدخلوا فقالوا يا رسول الله جئنا نسألك من أحب الناس إليك قال فاطمة قالوا إنما نسألك عن الرجال فقال أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي و أنت إلي ومن شجرتي و أما أنت يا علي فختني و أبو ولدي و مني و إلي و أحب القوم إلي.
ومن كتاب المناقب عن جابر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) جاءني جبرئيل من عند الله عزوجل بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض إني افترضت محبة علي بن أبي طالب على خلقي فبلغهم ذلك عني و منه عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما خلق الله عز و جل النار.
أقول ربما وقف على هذا الحديث بعض من يميل إلى العناد طبعه و يتسع في الخلاف و النصب ذرعه فيرد عليه منه ما يضيق به وسعه فيجزم بخفض مناره عند ما يعييه دفعه و يسارع إلى القدح في راويه و معتقده و ينكر على ناقله بلسانه و قلبه و يده وهو لا يعلم أنه إنما أصيب من قبل طبعه الذميم و أتي من قبل تصوره السقيم ووجه تبيينه أن محبة علي (عليه السلام)فرع على محبة النبي (صلى الله عليه واله ) وتصديقه في جميع ما جاء به و محبة النبي (صلى الله عليه واله) وتصديقه فرع على معرفة الله تعالى ووحدانيته و العمل بأوامره و اجتناب نواهيه و الأخذ بكتابه و سنة نبيه (صلى الله عليه واله ) و من المعلوم أن الناس كافة لو خلقوا على هذه الفطرة لم يخلق الله النار و كيف يحب عليا من خالف مذهبه في علمه و حلمه و زهده و ورعه وصلاته و صيامه و مسارعته إلى طاعات الله و إقدامه و الأخذ بكتاب الله في تحليل حلاله و تحريم حرامه و مجاهدته في ذات الله شارعا لرمحه شاهرا لحسامه و قناعته بخشونة ملبسه و جشوبة مأكله و انتصابه في محرابه يقطع الليل بصالح عمله و هذه أوصاف لا يستطيعها غيره من العباد و لكنه قال(عليه السلام)أعينوني بورع و اجتهاد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|