مقام العبادة والعبودية
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 97 ــ 99
2025-12-16
14
ان الانسان رجلاً كان أم امرأة ذو ماهية واحدة وجوهر واحد وليس هنالك تباين بين الجنسين في سلوكهما لطريق التكامل وفي تجلي آثاره الانسانية وبلوغ المقامات والمراتب المعنوية السامية، وإذا ما اقرا بربوبية الحق تعالى استجابة لدوافعهما الذاتية وفطرتهما مستعينين بالعقل ومسترشدين بهدى النبوة والامامة وارشادات المعلمين والمربين وارتضوا مالكية رب العالمين في جميع المجالات حينها سيكونان في أمن وأمان من الانزلاق في مستنقع عبودية الطاغوت وهوى النفس، وينعقان من الثقافات والافكار الشيطانية، وسينالان المراتب الشامخة والمنازل الملكوتية بفضل شعورهم بالتبعية للمالك الحقيقي.
المرأة والرجل مظهر لتجلي رحمانية الباري (عزوجل) ورحيميته وربوبيته، وهذه الحقيقة مستقاة من صريح الآيات القرآنية، ولا مجال فيها للإنكار والتردد.
فالمرأة انسان وتتمتع بالقابليات والقوى المعنوية، وهي على حد سواء مع الرجل في الحقيقة والجوهر بحكم المنطق القرآني، وهي تمثل الرحمة الإلهية ورمزا لربوبية الحق تعالى، وان احتقارها والتجاوز عليها والتطاول على حقوقها ومصادرة تطلعاتها المشروعة واستضعافها وطلاقها اللامبرر والتمييز بينها وبين الرجل، كل ذلك من الاثار التي خلفها الذين يدعون ربوبيتهم على البشر وفراعنة التاريخ ومن مخلفات الثقافات السلطوية الجائرة.
ففي إيطاليا عندما كان الرجل يرزق بنتا يكاد يطير فرحا لان شيئا جديدا قد اضيف الى ممتلكاته، وبعد ثلاث عشرة او أربع عشرة سنة يأخذها الى السوق ليبيعها ويرتزق بثمنها!!
وعندما كانوا يغضبون على البنت في بعض الأحيان فانهم يضعونها في قدر مليء بزيت الزيتون المغلي للقضاء عليها، وكانوا يسخرونها كخادمة او جارية او أداة لقضاء حوائجهم، ولم تزل لحد الان في عصر حقوق الانسان تعيش الحرمان من اغلب حقوقها المشروعة.
بيد انها تعتبر في نظر الدين الإسلامي الحنيف والمنطق القرآني مخلوقا رفيعا ومعيناً لا ينضب من الكمالات المعنوية وعالما زاخرا بالقابليات وطاقة الهية.
وإذا ما عرفت المرأة قدرها وعملت على صيانة مكانتها الإنسانية واستلهمت من التعاليم الإسلامية ما وسعها من اجل تكاملها وتربية شخصيتها، ستتصف آنذاك بما اتصفت به مريم العذراء وخديجة الكبرى وزينب الحوراء، والا فأنها ستنال خزي الدنيا والاخرة وتلاحقها اللعنة الأبدية شأن من أنكر نعم الله من الرجال وكفروا بأنعمه ولوّوا رؤوسهم إزاء هداية رب العالمين.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة