دور الأحزاب في اختيار المرشحين
المؤلف:
سعد مظلوم عبدالله العبدلي
المصدر:
ضمانات حرية ونزاهة الانتخابات
الجزء والصفحة:
ص164-166
2025-12-01
50
نظريا ، يستطيع كل ناخب توافرت به شروط الترشيح ان يتقدم بترشيح نفسه والمنافسة للفوز بالانتخاب ، ومع ذلك فان الأحزاب تلعب دورا مهما في عملية انتقاء المرشحين تصل في بعض الأنظمة إلى دور احتكار المرشحين(1) ، حيث أصبح الحزب يتدخل في حالة الانتخاب الفردي ، ولكن سطوته تكون أقوى في ظل نظام الانتخاب بالقائمة ، ففي ظل هذا النظام تتضاءل فرص المرشحين المستقلين في مواجهة المرشحين الحزبيين الذين يقوم الحزب بدعمهم ماليا وإعلاميا وشعبيا ، صحيح ان هناك حالات لا يمكن إنكارها فاز فيها أفراد في الانتخابات من دون مساعدة أي حزب من الأحزاب السياسية إلا ان مثل هذه الحالات نادرة الحصول(2) ، وهي في طريقها إلى الزوال في البلدان ذات التنظيم الحزبي العريق(3) .
أما عن طريق اختيار الأحزاب للمرشحين فيمكن ان نميز ثلاث منها :
الطريقة الأولى :
يعهد باختيار المرشحين إلى لجان الحزب التي توجد عادة على صعيد المناطق الانتخابية ، وهذه الطريقة قديمة ومنتقدة لان اختيار المرشح يتم بصورة سرية ويشترك في الاختيار عدد من السياسيين المحترفين ، كما ان هذه اللجان غير ديمقراطية في تكوينها لأنها غير منتخبة(4) .
الطريقة الثانية :
وهي الطريقة التي استخدمتها الأحزاب الاشتراكية في أوربا ، وتقضي باختيار المرشحين من قبل أعضاء الحزب أنفسهم ، ويكون هذا الاختيار غير مباشر ، حين يقتصر دور أعضاء الحزب على تعيين ممثلين يجتمعون بعد ذلك في مؤتمر محلي لتعيين المرشحين للانتخابات ، وما من شك في ان هذه الطريقة هي أكثر ديمقراطية من الطريقة الأولى ، لكنها مع ذلك غير مثالية ، فأعضاء الحزب مهما بلغ عددهم هم أقلية بالنسبة للناخبين الذين يصوتون للحزب في الانتخابات الأمر الذي يؤدي إلى فرض إرادة الأقلية على الأكثرية(5) .
الطريقة الثالثة :
لتلافي سلبيات الطرق السابقة ، لجأت الأحزاب في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أسلوب اختيار المرشحين من قبل الناخبين أنفسهم الذين يصوتون للحزب ، وتتلخص هذه الطريقة في ان كل حزب يجري انتخابات أولية لتحديد المرشحين الذين سيتبنى الحزب ترشيحهم ، لكن عيب هذه الطريقة يكمن في ان ناخب حزب ما يمكن ان يأخذ بطاقة الحزب المنافس ويختار الأشخاص الأقل حظا للنجاح في الانتخابات الحقيقية ، كما ان هذه الانتخابات الأولية تفتقر إلى النزاهة بصورة عامة ، أضف إلى ذلك ، ان لجانا حزبية هي التي تحدد أسماء المرشحين ، وبالتالي تظهر نفس عيوب الطريقة الأولى من طرق اختيار الأحزاب السياسية للمرشحين(6) .
_________
1- أحمد عادل ، الأحزاب السياسية والنظم الانتخابية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، بدون مكان طبع ، 1992 ، ص 32 ؛ رشاد احمد يحيى الرصاص ، النظام الانتخابي في الجمهورية اليمنية ، رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الحقوق ، جامعة عين شمس ، 1995 ، ص 185 .
2- يلاحظ انه لم يفز أي مرشح مستقل في الانتخابات العراقية التي تلت سقوط النظام السابق ، لا في الانتخابات البرلمانية الأولى ( التي جرت في 30 كانون الثاني 2005 ) ، ولا الثانية ( التي جرت في 15 كانون الأول 2005 ) ، ولا حتى في انتخابات مجالس المحافظات التي زامنت الانتخابات الأولى ، عدا مرشح واحد ( هو الدكتور عباس ناصر حساني الحسناوي من محافظة كربلاء ) من بين أكثر من (1300) مقعد تم التنافس عليها في العمليات الانتخابية الثلاث ، رغم ان النظام الانتخابي العراقي كان يسمح للمستقلين بالترشيح ككيانات سياسية فردية ؛ ينظر : المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ، ثلاث عمليات انتخابية تاريخية في عام واحد ، بغداد ، أيلول 2006 ، ص 114 .
3- أحمد عادل ، الأحزاب السياسية والنظم الانتخابية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، بدون مكان طبع ، 1992 ، ص 36 ؛ د. سعاد الشرقاوي ، النظم السياسية في العالم المعاصر ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 2002 ، ص 234 .
4- ينظر : د. نعمان احمد الخطيب ، الأحزاب السياسية ودورها في أنظمة الحكم المعاصرة ، منشورات جامعة مؤتة ، 1994 ، ص 433 ؛ د. حسن البدراوي ، الأحزاب السياسية والحريات العامة ، دار المطبوعات الجامعية ، الإسكندرية ، 2000 ، ص 284 .
5- ينظر : جون الستر ، رون سلاجستاد ، الدستورية والديمقراطية ، دار النسر للنشر والتوزيع ، عمان ، 1998 ، ص 135 ؛ د. ساندي ميزيل ، الأحزاب الثالثة ، الموقع الالكتروني : دليل الانتخابات الأمريكية ، 2006 ، الرابط الالكتروني : www.usinfo.state.gov
6- د. منذر الشاوي ، الاقتراع السياسي ، منشورات العدالة ، بغداد ، 2001 ، ص 178 .
الاكثر قراءة في القانون الدستوري و النظم السياسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة