الله سبحانه اثبت حجته برسله على الخلق اجمعين
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص310-311.
2025-11-11
48
الله سبحانه اثبت حجته برسله على الخلق اجمعين
قال تعالى : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام : 130 - 134].
قال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ ذكر عزّ وجلّ احتجاجا على الجنّ والإنس يوم القيامة فقال : {يا مَعْشَرَ الْجِنِّ - إلى قوله - أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ}.
قال وقوله :{ ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ} يعني لا يظلم أحدا حتّى يبيّن لهم ما يرسل إليهم ، وإذا لم يؤمنوا هلكوا.
وقوله :{ وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} يعني لهم درجات على قدر أعمالهم{ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} وقوله : {إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ} يعني من القيامة والثواب والعقاب وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ « 1 ».
أما قوله تعالى : {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}: فنستدل به على عدم ظلم اللّه تعالى ، وتؤكد أنّ اللّه لا حاجة له بشيء وهو عطوف ورحيم ، وعليه لا دافع له على أن يظلم أحدا أبدا ، لأن من يظلم لا بد أن يكون محتاجا أو أن يكون قاسي القلب فظا : {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} كما أنّه لا حاجة له بطاعة البشر ولا هو يخشى من ذنوبهم بل إنّه قادر على إزالة كل جماعة بشرية ووضع آخرين مكانها كما فعل بمن سبق تلك الجماعة : {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ }.
بناءا على ذلك فهو غني لا حاجة به إلى شيء ، ورحيم ، وقادر على كل شيء ، فلا يمكن إذن أن نتصوره ظالما « 1 ».
_______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 216
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة