الله سبحانه متفضل بعفوه ولطفه ولا يظلم أحدا
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص326.
2025-11-11
51
الله سبحانه متفضل بعفوه ولطفه ولا يظلم أحدا
قال تعالى : {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [الأنعام : 162 - 164].
قال علي بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي - إلى قوله - الْمُسْلِمِينَ ثمّ قال : قُلْ لهم يا محمّد : أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى أي لا تحمل آثمة إثم أخرى « 1 ».
وقال جعفر بن محمّد عليهما السّلام ، فيما وصف له - الأعمش - من شرائع الدين : « إنّ اللّه لا يكلّف نفسا إلّا وسعها ، ولا يكلّفها فوق طاقتها ، وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، واللّه خالق كلّ شيء ، ولا تقول بالجبر ولا بالتّفويض ، ولا يأخذ اللّه عزّ وجلّ البريء بالسّقيم ، ولا يعذّب اللّه عزّ وجلّ الأبناء بذنوب الآباء فإنّه قال في محكم كتابه : وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وقال عزّ وجلّ : {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم : 39].
وللّه عزّ وجلّ أن يعفو وأن يتفضّل ، وليس له تعالى أن يظلم ، ولا يفرض اللّه تعالى على عباده طاعة من يعلم أنّه يغويهم ويضلّهم ، ولا يختار لرسالته ، ولا يصطفي من عباده من يعلم أنّه يكفر به ويعبد الشّيطان دونه ، ولا يتّخذ على عباده إلّا معصوما » « 2 ».
__________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 222.
( 2 ) التوحيد : ص 406 ، ح 5 ، الخصال : ص 603 ، ح 9.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة