رأي الامام السجاد (عليه السلام) بشأن الكفو
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 130 ــ 132
2025-11-11
37
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال: أن علي بن الحسين (عليه السلام) رأى امرأة في بعض مشاهد مكة فأعجبته فخطبها إلى نفسه وتزوجها فكانت عنده، وكان عنده صديق من الانصار فاغتم لتزويجه بتلك المرأة فسال عنها فأخبر أنها من آل ذي الجدّين من بني شيبان في بيت عليَّ من قومها.
فاقبل على علي بن الحسين فقال له: جعلني الله فداك ما زال تزويجك من هذه المرأة في نفسي، وقلت: تزوج علي بن الحسين امرأة مجهولة ويقول الناس ايضاً، فلم أزل أسأل عنها عرفتها ووجدتها في بيت قومها شيبانية، فقال له على بن الحسين (عليه السلام)، قد كنت أحسبك أحسن رأياً عما أرى، أن الله أتى بالإسلام فرفع به الخسيسة واتم به الناقصة، وكرم به اللؤم، فلا لؤم على المسلم، انما اللؤم لوم الجاهلية (1).
بناءً على ذلك، أن الانتماء إلى نفس القبيلة أو المدينة شأنه شأن التناظر بالثروة لا يعد سبباً في الكفاءة، واستناداً إلى ما اقره الاسلام فلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود ولا لقرشي على غيره الا بالتقوى، والمسلم كفو المسلمة بما يتمتعان به من ايمان وتقوى واخلاق وامانة وعفاف وطهارة وسلامة حتى وان كان أحدهما عربياً والآخر أعجمياً، أو كان أحدهما مدنياً والآخر قروياً، أو كان أحدهما غنياً والآخر فقيراً، أو أبيضاً والآخر أسوداً، أو أن يكون أحدهما ذا قبيلة والآخر منقطع النسب.
كتب مولانا الجواد (عليه السلام) إلى علي بن اسباط: فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحداً مثلك، فلا تفكر في ذلك يرحمك الله، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه وأن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (2).
لم يجز المؤمن على شيء أخطر وأضر من الثروة، فضرر المال أكثر من ضرر ذئبين عاثوا في قطيع من الأغنام ليس له راع، فهذان الذئبان ماذا سيفعلان بهذه الأغنام؟
قلت: لا يفعلان غير العبث بها.
قال (عليه السلام): صدقت، فإن أقل ضرر للمال هو ان مسلماً يتقدم لخطبة ابنة مسلم فيرده أبوها بحجة أن الخاطب لا مال له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البحار: ج 100، ص 374.
2ـ المصدر السابق: ، ص 373.
الاكثر قراءة في مقبلون على الزواج
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة