زينة الحياة الدنيا وطيباتها للعباد المؤمنين
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص444-445.
2025-11-10
47
زينة الحياة الدنيا وطيباتها للعباد المؤمنين
قال تعالى : {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف : 32].
1 - مرّ سفيان الثّوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد اللّه عليه السّلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان ، فقال : واللّه لآتينه ولأوبّخنّه. فدنا منه ، فقال : يا بن رسول اللّه ، واللّه ما لبس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مثل هذا اللباس ، ولا عليّ ، ولا أحد من آبائك.
فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام : « كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في زمان قتر مقتر ، وكان يأخذ لقتره واقتداره ، وإنّ الدّنيا بعد ذلك أرخت عزاليها - أي كثر نعيمها - ، فأحقّ أهلها بها أبرارها - ثمّ تلا - قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه اللّه عزّ وجلّ غير أنّي - يا ثوريّ - ما ترى عليّ من ثوب إنّما ألبسه للناس » ثمّ اجتذب يد سفيان فجرّها إليه ، ثمّ رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا ، فقال عليه السّلام : « هذا ألبسه لنفسي ، وما رأيته للناس » ثمّ جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن ، وداخل ذلك الثوب ليّن. فقال : « لبست هذا الأعلى للناس ، ولبست هذا لنفسك تسرّها » « 1 ».
2 - قال المعلّى بن خنيس : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : مالكم من هذه الأرض ؟ فتبسّم ، ثمّ قال : « إن اللّه تبارك وتعالى بعث جبرائيل عليه السّلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض ، منها سيمان ، وجيحان ، وهو نهر بلخ ، والخشوع : وهو نهر الشّاش ، ومهران : وهو نهر الهند ، ونيل مصر ، ودجلة والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا ، وليس لعدوّنا منه شيء إلّا ما غصب عليه ، وإنّ وليّنا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه - يعني ما بين السماء والأرض ، ثمّ تلا هذه الآية : قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا المغصوبين عليها خالِصَةً لهم يَوْمَ الْقِيامَةِ يعني بلا غصب » « 2».
_________________
( 1 ) الكافي : ج 6 ، ص 442 ، ح 8.
( 2 ) الكافي : ج 1 ، ص 337 ، ح 5.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة