التـخطـيـط الاقـليـمـي Regional planning
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص229 - 234
2025-10-28
36
6-2-5: التخطيط الاقليمي Regional planning.
يعد جدول المستخدم ــ المنتج من الادوات الهامة في تحليل وتخطيط البنية الاقليمية، وهذه الأداة تساعد على استكمال ما تفتقر اليه الخريطة المحلية من أماكن لتوطين الفعاليات الاقتصادية المختلفة.
وعلى الرغم من الصعوبات التي تكتنف عملية تطبيق النموذج المعني في مجال التخطيط الاقليمي مثل صعوبة الحصول على المعلومات اللازمة من الناحية الكمية والنوعية اضافة الى كون ان العوائد المتحققة تصبح دخولاً لغالبية الافراد المقيمين في الاقليم كما انها تنفق فيه، الا ان هذا النوع من التخطيط يفضي الى تعظيم الناتج الاقليمي وتوسيع سبل التبادل وارتفاع معدلات الاستخدام. فهناك ما يطلق عليها بالنماذج التحليلية المركبة للتفاعل المكاني والتي توظف في تحليل العلاقات المكانية التي تبدأ بالمناطق الحضرية وتنتهي بالمناطق الاقليمية وتعمل على تصوير التفاعل Interaction بين هذين النوعين من المناطق من وحي قانون الجذب العام، والذي يمكن تقديره من خلال احجام السكان او القدرة الاقتصادية أو مستوى الاستخدام فيها. ومن المعلوم ان شدة التفاعل تتناسب بصورة عكسية مع عدد الفرص المتداخلة بين المنطقتين او الوحدتين المكانيتين وليس المسافة بينهما. ومن افضل النماذج في هذا المجال هو نموذج لاوري Lowry Model الذي يعكس تقديرات للتوزيعات السكانية والاستخدام في اقليم معين في فترة زمنية محددة ويقوم على اساس الدمج بين نموذجين أولاهما: نموذج الجذب المقيد الذي يأخذ هيئة الجذب التنافسي وعلى الصورة التالية (1) :-

حيث ان
Tij: اجمالي احتمالات التفاعل لكل منطقة.
Pi: عدد العاملين الساكنين في المنطقة i .
Ai مجموع احتمالات التفاعل لi مع كل المناطقj ..
dij المسافة بين i و j.
b- : قوة مرفوعة لها المسافة.
ومن الملاحظات المهمة في مناقشة التخطيط الاقليمي، ان المخطط لإقليم معين في الدولة لا بد ان يأخذ بالاعتبار بعض الاهداف التي من شانها مضاعفة او تعجيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الاقليم من خلال قياس أو تكميم تلك الاهداف ومتابعة تحقيقها. وتستخدم في العادة عدة نماذج خطية ولا خطية في عملية التخطيط وتعظيم دالة الهدف مثال ذلك دالة الهدف الخطية (2).

حيث ان Vp: القيمة المضافة في الإقليم.
Xi: منتج الصناعة i.
Pi: القيمة المضافة لوحدة المنتج في الصناعة i.
G: الزيادة في تكلفة توفير المستوى الثابت من الخدمات الحكومية.
Cvp: معاملات الانحراف حول اتجاه قيمها بالنسبة للقيمة المضافة.
:A الصادرات.
:B قيمة المنتجات المستوردة.
ونذكر بأن مفهوم التنمية الاقتصادية الاقليمية قد تغير في السنوات الاخيرة، مع تناقص التأكيدات على هبة الطبيعة من الموارد وتزايد الاهتمام بالعمليات الديناميكية القائمة على البنى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لأغراض المزايا التنافسية (3)، كما مر بنا في الفصل السابق واطار(4-1).
خلاصة
على الرغم من وجود بعض الصعوبات التي تكتنف عملية تطبيق منهجية المستخدم ــ المنتج في واقع الاقتصاد والمتمثلة بمشاكل التجميع وثبات المعاملات الفنية ومشكلة الاحلال والأسعار، الا ان هذه المنهجية تمارس دوراً فاعلاً في العديد من مفاصل وحقول الاقتصاد الوطني وبخاصة في عملية التحليل الهيكلي والوقوف على الترابطات القطاعية المختلفة، بناءً على الطريقة التي اعتمدها الاقتصادي ليونتيف والتعديلات التي طرأت عليها من قبل Chenery & Watanabe اضافة الى مساهمة الاقتصادي Hazari في هذا المجال. كما تناول هذا الفصل عددا من الاسهامات الهامة في حقول التخطيط الاقتصادي كما في تخطيط سياسات الانتاج وخلق التوازن ومواجهة الاختناقات التي تكتنف خطوات عملية الانتاج وكذلك المساهمة في تحديد معاملات استخدام العمل، وتخطيط التجارة الخارجية وربطها هيكلياً مع المتغيرات الاقتصادية الرئيسة الاخرى. وبالذات من خلال المعاملات الفنية للواردات والكشف عن البدائل الممكنة كتنويع الصادرات وتقدير اثارها على الإنتاج والاستخدام. كما يمكننا استخدام المعاملات القطاعية لراس المال في تحديد السياسات الاستثمارية التي تحقق المستويات المطلوبة للطاقات الانتاجية. ولم ننس مساهمة هذه المنهجية في الوقوف على دور الضرائب غير المباشرة والاعانات في انتاج الوحدة الواحدة من مخرجات قطاع او فعالية معينة في الاقتصاد الوطني من خلال معاملات الاستخدام. هذا ويعد المستخدم - المنتج من الادوات الهامة في تحليل وتخطيط البنية الاقليمية واكمال ما تفتقر إليه الخريطة المحلية من مفاصل لتوطين الفعاليات الاقتصادية المختلفة واخيراً، تحدثنا عن قدرة هذه المنهجية في التنبؤ بمصير العديد من المتغيرات الاقتصادية المهمة مثل الانتاج والاستهلاك والدخل والاستثمار والاستخدام والاسعار والتكاليف ومكونات القطاع الخارجي، وبالتالي المساعدة على رسم وصياغة البرامج والسياسات الكفيلة بتطوير تلك المتغيرات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) د. محمد جاسم محمد، اساليب التحليل الكمي في مجال التخطيط الحضري والأقليمي بين النظرية والتطبيق، ط1، عمان، 2006، ص 282 .
(2) K.Cichocki: Dynamic Non-Linear Planning Model. Quantitative study Procceeding seventh International Conference on Input Output Techniques, Austria 9-13 April, 1979.
(3)Peter Midmore, et al, Assessing Industry Linkages Using Regional Input output Tables, Regional Studies, Vol.40.3, May 2006,pp.331.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة