خرائط النقط النسبية
المؤلف:
د. فتحي عبد العزيز ابو راضي
المصدر:
خرائط التوزيعات البشرية ورسومها البيانية
الجزء والصفحة:
ص 266 ـ 268
2025-10-26
38
يعد ستامب أول من استخدم هذا النوع من خرائط النقط الذي أطلق عليه اسم خرائط الألف نقطة Mille maps لأن كل خريطة تشمل ألف نقطة، وكل نقطة تمثل 0٫1% من مجموع الظاهرة قيد التوزيع على الخريطة (1948 .Stamp) ويختلف بذلك هذا الأسلوب عن الطريقة المألوفة لرسم خرائط التوزيع بالنقط الكمية التي يشيع استخدامها والتي تستخدم قيماً وأعداداً مطلقة. فمثلاً إذا رغبنا في أن نجعل النقطة تمثل نسبة معينة مثلاً تمثل النقطة 0٫1% أو 1 % من مجموع الكمية التي تمثل توزيعاً معيناً. ويعنى ذلك أن الخريطة سوف تحتوي على 1000 نقطة في الحالة الأولى أو 100 نقطة في الحالة الثانية.
والواقع أن ستامب استخدم هذه الطريقة ليوضح التغيرات في توزيعات معينة بين تاريخين في بريطانيا، فرسم خريطتين لكل ظاهرة، أولاهما لسنة 1874 والأخرى لسنة 1938، وبهذه الطريقة تمكن من مقارنة توزيع الأراضي المنزرعة في بريطانيا في هذين التاريخين، حيث مثلت كل نقطة من الألف نقطة على الخريطة الأولى 1% من مجموع مساحات الأراضى المنزرعة وهو 1808900 فدان، بينما مثلت كل نقطة على الخريطة الثانية نفس النسبة ولكن من مجموع مساحات الأراضي المنزرعة في تلك السنة وهو 11861000 فدان. وبالمثل تمكن ستامب من رسم خرائط لتوزيع مساحات المروج والمراعى الدائمة، ثم توزيع مساحات القمح وهكذا في كتابه عن أرض بريطانيا. وحاول ماكاي تعديل هذه الطريقة عام (195ـ 1953 ,Mackay) بحيث جعل الخريطة تحتوي على مائة نقطة بدلاً من ألف نقطة، ولهذا أطلق على هذا النوع من خرائط النقط : خرائط نقط النسب المئوية Percentage dot maps ، لأن كل نقطة تمثل 1 % من مجموع القيمة التي تمثل توزيعاً معيناً.
وبعد هذا النوع من الخرائط سهل التصميم، فهو لا يتطلب سوى الخريطة الأساسية وتحويل الكميات المطلوب تمثيلها إلى نسب مئوية من المجموع الكلى لهذه الكميات للظاهرة قيد الدراسة. فإذا أردنا مثلاً توزيع إنتاج القطن في سنة ما في محافظات مصر، فإنه يجب أن نحصل أولاً على كمية الإنتاجية من كل محافظة في تلك السنة، ثم نحولها إلى نسبة مئوية من مجموع إنتاج الجمهورية فإذا كان نصیب محافظة البحيرة 32 ٪ من مجموع إنتاج الجمهورية، فإننا نوقع في مساحة محافظة البحيرة 32 نقطة على أساس أن كل نقطة تمثل 1%. ثم نستمر فى توقيع النقط في باقي المحافظات بحيث يصبح العدد الإجمالي للنقط في الخريطة كلها مائة نقطة ويمكن تطبيق نفس الطريقة أيضاً على محافظة واحدة لكي تعرف الإنتاج النسبي في كل مركز من مراكزها الإدارية وفي هذه الحالة يصبح إنتاج المحافظة هو الإنتاج الكلى الذي ينسب إليه إنتاج كل مركز إداري يتبع هذه المحافظة، ومن ثم ستحتوي هذه الخريطة أيضاً على مائة نقطة وبالمثل يمكن استخدام الأساس ألف نقطة لتمثيل الإنتاج سواء في محافظات الجمهورية أو في المراكز الإدارية في محافظة واحدة ، وهنا نقوم بقسمة الإنتاج الكلى للمحصول على مستوى الجمهورية أو على مستوى المحافظة على ألف، وتكون القيمة الناتجة مدلولا كمياً للنقطة الواحدة وبعد ذلك نقسم إنتاج كل محافظة أو كل مركز إداري على المدلول الكمي للنقطة من الألف نقطة فنحصل على عدد النقط التي تمثل إنتاج المحافظة أو المركز الإداري والتي نوقعها على الخريطة ومن ثم ستشتمل هذه الخريطة على عدد ألف نقطة.
وبالإضافة إلى سهولة تصميم وتنفيذ خريطة النقط النسبية فإنها تتميز بأنها تسهل المقارنات الحسابية كما تقدم بيانات جاهزة تختص بالنسب والتوزيعات الجزئية وبالرغم من ذلك فإن أهم عيوبها ينحصر في أن النقطة نادراً ما تمثل عدداً صحيحاً، إذ أن النقطة تمثل في الأغلب الأعم رقماً حقيقياً، فمثلاً كثيراً ما نجد النقط يمثل نسباً مثل 293 ، 8 ، 16,4 وهكذا ، ولذا فقد تفضل خريطة الألف نقطة على خريطة نقط النسب المئوية على أساس أن كل نقطة عدد تمثل 0٫1 % من المجموع الكلى للظاهرة قيد التمثيل ولكن يعيب على خريطة الألف نقطة أنها تتطلب جهداً أكبر من القارئ لكي يحسب مجموع النقط في كل وحدة من وحدات التوزيع، ثم يقسم هذا المجموع على 10 لكي يحصل على النسبة المثرية في كل وحدة.
الاكثر قراءة في جغرافية الخرائط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة