خرائط تحديد إقليم المدينة
المؤلف:
د. فتحي عبد العزيز ابو راضي
المصدر:
خرائط التوزيعات البشرية ورسومها البيانية
الجزء والصفحة:
ص 195 ـ 197
2025-10-22
47
يمكن استخدام خطوط الايزوبلث في تحديد اقليم المدينة، وذلك من حيث تحديد مناطق بعض وظائف المدينة مثل منطقة رحلة العمل اليومية أو منطقة الخدمات التعليمية أو الصحية أو الثقافية، وتعتبر طريقة خطوط التساوى (الايزوبلث) طريقة فعالة في تحديد اقليم المدينة اعتماداً على بيانات وظيفة من وظائفها، ولكنها تتطلب بعض الجهد والعمل وتتخلص طريقة الايزوبلث لهذا الغرض فيما يلي نأتي بخريطة طبوغرافية بمقياس رسم مناسب خطوط رسم للمدينة ومنطقتها المحيطة بها، ثم ننقل منها نسخة بنفس المقياس على الورق الشفاف بعد ذلك نقوم بتصميم استمارة استبانة ونوزعها بطريقة العينة على سكان المراكز والأماكن التي تقع حول المدينة والتي نعتقد أن سكانها يعتمدون على الخدمات المختلفة للمدينة ، ويمكن أن تشمل هذه الاستمارة أسئلة . عن العمل، ورحلات الشراء، وطرق النقل العامة التي تصل إلى المدينة من الأماكن حولها، ومكان الخدمات التعليمية والصحية والمهنية التي يحصل عليها ساكن هذه الجهة أو تلك حول المدينة، وأما دور السينما وغيرها من وسائل الترفيه التي يرتادها زائر المدينة، والجهة التي يحصل منها على الصحيفة اليومية وبعد الانتهاء من جمع البيانات بواسطة هذه الاستمارة تفرغ بياناتها في كشف خاص يعرف يكشف التفريغ الذي تصنف فيه وظائف المدينة المختلفة ، ولكي تحدد مثلاً مجال الخدمات التعليمية للمدينة التي يراد دراستها، نقوم بحساب نسبة المستفيدين بخدمات المدينة التعليمية في القرى المحيطة بها من مجموع من أجابوا على السؤال الخاص بذلك في هذه القرى، وتوقع هذه النسبة المئوية فوق مواقع هذه القرى ، وباستخدام خطوط التساوي، وهي الخطوط التي ستربط القرى ذات النسب المتماثلة، نحصل على خريطة دقيقة إلى حد كبير، توضح فيها خطوط التساوي مدى امتداد نفوذ المدينة التعليمي على الأقليم المحيط. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن اعتبار خط التساوى 50% كحد للمنطقة التي تخضع لسيادة نفوذ الوظيفة التعليمية بالمدينة، كما يمكن اعتبار المنطقة الواقعة بين خطي التساوي 25 - 50 كمنطقة هامشية يمتد إليها هذا النفوذ ، ويمكن بنفس الطريقة رسم سلسلة من الخرائط توضح عليها حدود خدمات المدينة الطبية والترفيهية والمنطقة التي تجذب منها المدينة عمالها رحلة العمل اليومية، والمنطقة التي يقد منها سكانها لزيارة المدينة بغرض الشراء والتسوق أو الاستشارة المهنية والقانونية وهكذا، ومن المفضل أن نحدد مجال كل وظيفة مدينة على خريطة منفصلة، لأنه كما قلنا ليس من الضروري أن تنطبق حدود المنطقة التي تصلها خدمات المدينة التعليمية على حدود المنطقة التي تستفيد بخدمات المدينة التجارية أو الترفيهية ، كما أن مثل هذه الخرائط المنفصلة لكل وظيفة مدينة على حدة قد يعين المهتمين بشئون تخطيط المدينة إلى حد كبير، كما أنه يمكن تركيب هذه الخرائط فوق بعضها إذا رسمت على الورق الشفاف لإنتاج خريطة مركبة تشمل كل اقليم المدينة الذي يتمتع بكافة خدمات المدينة، وذلك عن طريق تتبع خطوط التساوي المتطابقة على بعضها البعض أو المتقاربة من هذا التطابق وتقديم هذه الخريطة المركبة سوف يفيد صانعي القرار والمعنيين بالتنمية الشاملة للمدينة والاقليم المحيط بها.
الاكثر قراءة في جغرافية الخرائط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة