صفات أصحاب الرسول في القرآن والتوراة والإنجيل
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج5، ص45 - 46
2025-10-13
134
قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29]
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} جملة مبينة للمشهود به أو استيناف مع معطوفه وبعدهما خبر والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم يغلظون على من خالف دينهم ويتراحمون فيما بينهم كقوله أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين تريهم ركعا سجدا لأنهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا الثواب والرضا {سِيمَاهُمْ[1] فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] قيل يريد السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود.
وفي الفقيه عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عنه فقال هو السهر في الصلاة ذلك مثلهم في التورية صفتهم العجيبة الشأن المذكورة فيها ومثلهم في الإنجيل.
القمي عن الصادق (عليه السلام) قال نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) لان الله عز وجل قد أنزل في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد (صلى الله عليه وآله) ومبعثه ومهاجره وهو قوله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قوله في الإنجيل فهذه صفته في التوراة والإنجيل وصفة أصحابه فلما بعثه الله عرفه أهل الكتاب كما جل جلاله {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} فراخه وقرئ بالفتحات {فَآزَرَهُ} فقواه من الموازرة وهي المعاونة أو من الايزار وهي الإعانة وقرئ فأزره كاجره في آجره {فَاسْتَغْلَظَ } فصار من الدقة إلى الغلظ {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ } فاستقام على قصبه جمع ساق وقرئ سؤقه بالهمزة {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ} بكثافته وقوته وغلظه وحسن منظره قيل هو مثل ضربه الله للصحابة قلوا في بدو الاسلام ثم كثروا واستحكموا فترقى أمرهم بحيث أعجب الناس ليغيظ بهم الكفار علة لتشبيههم بالزرع في زكاته واستحكامه وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما.
في الأمالي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سئل فيمن نزلت هذه الآية قال إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور ونادى مناد ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمد فيقوم علي بن أبي طالب صلوات عليهما فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقة الأولين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة إن ربكم يقول لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم يعني الجنة فيقوم علي بن أبي طالب (عليه السلام) والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار الحديث.
وفي ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) حصنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة إنا فتحنا لك فتحا فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلائق أنت من عبادي المخلصين الحقوه بالصالحين من عبادي وأسكنوه جنات النعيم واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.
[1] أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشد بياضا.
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة