اية نزلت بآل محمد
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص403-405.
2025-10-03
214
اية نزلت بآل محمد
قال تعالى : {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد : 20، 21].
قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام قال : « إنّ رحم آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم معلّقة بالعرش تقول : اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي تجري في كلّ رحم ، ونزلت هذه الآية في آل محمّد ، وما عاهدهم عليه ، وما أخذ عليهم من الميثاق في الذّرّ من ولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السّلام بعده ، وهو قوله : الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ الآية ، ثمّ ذكر أعداهم ، فقال : {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} [الرعد : 25] يعني في أمير المؤمنين عليه السّلام ، وهو الذي أخذ اللّه عليهم في الذّرّ ، وأخذ عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بغدير خمّ ثمّ قال : {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد : 25] » « 1 ».
وقال صفوان بن مهران الجمّال : وقع بين عبد اللّه بن الحسن وبين أبي عبد اللّه ( صلوات اللّه عليه ) كلام ، حتى ارتفعت أصواتهما ، واجتمع الناس ، ثمّ افترقا تلك العشيّة ، فلمّا أصبحت غدوت في حاجة لي ، فإذا أبو عبد اللّه عليه السّلام على باب عبد اللّه بن الحسن ، وهو يقول : « قولي - يا جارية - لأبي محمّد : هذا أبو عبد اللّه بالباب » فخرج عبد اللّه بن الحسن وهو يقول : يا أبا عبد اللّه ، ما بكّر بك ؟ قال : « إنّي تلوت البارحة آية من كتاب اللّه فأقلقتني ».
قال : وما هي ؟ قال : « قوله عزّ وجلّ : {الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ } . قال : فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد اللّه بن الحسن : صدقت - واللّه - يا أبا عبد اللّه ، كأن لم تمرّ بي هذه الآية قطّ « 2 ».
وسئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالى : {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ }.
قال : هو صلة الإمام في كلّ سنة بما قلّ أو كثر » ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « وما أريد بذلك إلّا تزكيتكم » « 3 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قوله : {وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ}. قال :
« الاستقصاء والمداقّة » وقال : « تحسب عليهم السيّئات ، ولا تحسب لهم الحسنات » « 4».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام لرجل : « يا فلان ، مالك ولأخيك ؟ » قال :
جعلت فداك ، كان لي عليه حقّ فاستقصيت منه حقّي . قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « أخبرني عن قول اللّه : {وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ} أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم ؟ لا واللّه ، خافوا الاستقصاء والمداقّة » « 5 ».
__________
( 1 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 363 .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 208 ، ح 31 .
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 209 ، ح 34 .
( 4 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 210 ، ح 39 .
( 5 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 210 ، ح 40 .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة