من هم أصحاب السلم
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص 321 - 322
2025-10-02
196
قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 29]
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} للمشرك والموحد {رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} متنازعون مختلفون ورجلا سلما لرجل خالصا لواحد ليس لغيره عليه سبيل وقرئ سالما قيل مثل للمشرك على ما يقتضيه مذهبه من أن يدعي كل واحد من معبودية عبوديته ويتنازعون فيه بعبد متشارك فيه جمع يتجاذبونه ويتعاورونه في مهمامهم المختلفة في تحيره وتوزع قلبه والموحد بمن خلص لواحد ليس لغيره عليه سبيل.
والقمي مثل ضربه الله عز وجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولشركائه الذين ظلموه وغصبوه قوله متشاكسون أي متباغضون وقوله ورجلا سلما لرجل أمير المؤمنين سلم لرسول الله صلوات الله عليهما.
وفي المعاني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء إحذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم أنا السلم لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول الله عز وجل ورجلا سلما لرجل.
في المجمع عنه (عليه السلام) أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
والعياشي عن الباقر (عليه السلام) الرجل السلم لرجل حقا عليّ وشيعته.
وفي الكافي عنه (عليه السلام) أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرء بعضهم من بعض وأما رجل سلم لرجل فلان الأول حقا وشيعته.
أقول: أراد (عليه السلام) بفلان الأول في أول ما قال أبا بكر فإنه كان أول الخلفاء باطلا وفيما قاله ثانيا أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنه كان أول الخلفاء حقا وإنما قيد الثاني بقوله حقا ولم يقيد الأول بقوله باطلا لأحتياج الثاني إلى تلك القرينة في فهم المراد منه بخلاف الأول كما لا يخفى فالوجه في تخالف أصحاب أبي بكر أن أبا بكر لم يكن سلما لله ولرسوله لا في أمر الأمارة ولا فيما يتبنّى عليها من الأحكام.
في المجمع عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تتحات عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله تطمئن إليه بالرحمة وعموم المغفرة ذلك هدى الله يهدي به من يشآء ومن يضلل الله ومن يخذله فما له من هاد يخرجه من الضلال.
وكان أصحابه أصحاب أهواء وآراء وهي مما يجري فيه الاختلاف بخلاف أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته فإنهم كانوا سلما لله ولرسوله وكانوا أصحاب نص من الله ورسوله ولا إختلاف فيه ولذلك أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) اعتقدوه مفترض الطاعة بخلاف أصحاب أبي بكر هل يستويان مثلا الحمد لله لا يشاركه فيه سواه لأنه المنعم بالذات بل أكثرهم لا يعلمون فيشركون به غيره لفرط جهلهم.
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة