علي ابن ابي طالب شبيه عيسى ابن مريم
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص397 -398
2025-10-11
187
قال تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزخرف: 60]
{وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} يخلفونكم الأرض يعني أن الله قادر على أعجب من ذلك.
في الكافي عن أبي بصير قال بينا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أن فيك شبها من عيسى بن مريم لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم (عليه السلام) لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة قال فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم فقالوا ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم فأنزل الله على نبيّه ولما ضرب ابن مريم مثلا إلى قوله لجعلنا منكم يعني من بني هاشم ملئكة في الارض يخلفون الحديث وقد مضى تمامه في سورة الأنفال.
والقمي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال بينما رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) جالسا في أصحابه إذ قال أنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام) فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ليكون هو الداخل فدخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال الرجل لبعض أصحابه أما رضي محمد أن فضّل عليّاً علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم والله لالهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه فأنزل الله في ذلك {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57] يضجون فحرفوها يصدون وقالوا ءألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن علي (عليه السلام) إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل فنحّى اسمه عن هذا الموضع.
وفي المناقب عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال يدخل من هذا الباب رجل أشبه الخلق بعيسى فدخل عليّ فضحكوا من هذا القول فنزل ولما ضرب الآيات.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال جئت إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يوما فوجدته في ملأ من قريش فنظر إليّ ثم قال يا عليّ إنما مثلك في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا وأبغضه قوم وأفرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد فيه قوم فنجوا فعظم ذلك عليهم وضحكوا وقالوا يشبهه بالأنبياء والرسل فنزلت هذه الآية.
وفي التهذيب في دعاء يوم الغدير المرويّ عن الصادق (عليه السلام) فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا عبدك ورسولك إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني اسرائيل أنه أمير المؤمنين (عليه السلام) ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة يوم الدين فإنك قلت إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل.
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة