من محامد الأوصاف والأفعال / تعظيم فاعل المعروف وتحقير فاعل المنكر ومكافأة المعروف بمثله أو ضعفه أو بالدّعاء
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 363 ــ 364
2025-08-24
377
ومنها:
تعظيم فاعل المعروف وتحقير فاعل المنكر:
فإنّهما محمودان، والعقل يقضي بحسنهما. وورد الأمر بهما، وقال مولانا الصادق عليه السّلام: أجيزوا لأهل المعروف زلّاتهم، واغفروها لهم، فإنّ كفّ اللّه عليهم هكذا، وأومأ بيده كأنّه يظلّل شيئًا [1].
ومنها:
مكافأة المعروف بمثله، أو ضعفه، أو بالدّعاء له:
لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: من أتاكم معروفا فكافوه، وان لم تجدوا ما تكافؤنه فادعوا اللّه له حتّى تظنّوا أنكم قد كافيتوموه [2]، أو قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: كفاك بثنائك على أخيك إذا أسدى إليك معروفًا، ان تقول له: جزاك اللّه خيرًا، وإذا ذكر وليس هو في المجلس أن تقول: جزاه اللّه خيرًا، فاذًا أنت قد كافيته [3]، وقال صلوات اللّه عليه: من اصطنع إليه المعروف فاستطاع أن يكافئ عنه فليكافِ، ومن لم يستطع فليثنِ خيرًا، فإنّ من أثنى كمن جزى [4]، وقال صلّى اللّه عليه وآله و سلّم: من اصطنع إليكم معروفًا فكافوه، فإن لم تجدوا مكافاة فادعوا له، فكفى ثناء الرجل على أخيه إذا أسدى إليه معروفًا فلم يجد عنده مكافاة أن يقول: جزاه اللّه خيرًا، فإذا هو قد كافاه [5].
وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: من أتى إليه معروف فليكافئ به، فإن عجز فليثني عليه، فإن لم يفعل كفر النعمة [6]، وقال أمير المؤمنين عليه السّلام: حقّ من أنعم عليك أن تحسن مكافاة المنعم، فإن قصر عن ذلك وسعه، فإنّ عليه أن يحسن معرفة المنعم، ومحبّة المنعم بها، فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل [7]، وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّ آية من كتاب اللّه وهي قوله سبحانه: {هَلْ جَزَاءُ اَلْإِحْسَانِ إِلّا اَلْإِحْسَانُ} [8] جرت في المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ، وليست المكافاة أن يصنع كما صنع به، بل يرى مع فعله لذلك أنّ له الفضل المبتدأ [9]، وقال أمير المؤمنين عليه السّلام: من صنع مثل ما صنع إليه فإنّما كافاه، ومن أضعفه كان شكورًا، ومن شكر كان كريمًا، ومن علم إنّما صنع إنّما صنع إلى نفسه لم يستبطِ النّاس في شكرهم ولم يستزدهم في مودّتهم [10]، وفيه دلالة على انّه ينبغي لصاحب المعروف أن لا يرجو الشكر ممّن أنعم عليه، بل يكره طلبه المكافاة وتوقّعه ذلك، لنهي أمير المؤمنين عليه السّلام عن ذلك بقوله: ولا تلتمس من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك، ووقيت به إلى عرضك، ثم قال عليه السّلام: واعلم أنّ الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن ردّه [11]، دلَّ على رجحان عدم ردِّ طالب الحاجة، وحسنه عقليّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الكافي: 4/28 فضل المعروف حديث 12 باختلاف يسير.
[2] وسائل الشيعة: 11/537 باب 7 حديث 5.
[3] وسائل الشيعة: 11/537 باب 7 حديث 6.
[4] مستدرك وسائل الشيعة: 2/396 باب 7 حديث 4.
[5] مستدرك وسائل الشيعة: 2/396 باب 7 حديث 4 ذيل الحديث.
[6] الكافي: 4/33 باب من كفر النعمة حديث 3.
[7] وسائل الشيعة: 11/538 باب 7 حديث 12.
[8] سورة الرحمن الآية 60.
[9] مجمع البيان: 9/208 تفسير سورة الرحمن آية 60 بسنده عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام.
[10] الكافي: 4/28 باب منه حديث 1.
[11] ذيل الحديث المتقدّم.
الاكثر قراءة في فضائل عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة