التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
العوامل والاسباب التي أدت إلى سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية
المؤلف:
د. يونس عباس الياسري
المصدر:
موقف المرجعية الدينية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للمدة (9 ــ 16 حزيران 2014)
الجزء والصفحة:
ص 41 ــ 49
2025-08-17
126
نُشِر تقرير حول سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تحت عنوان: العوامل ما وراء سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية Factors Behind the Fall of Mosul to ISIL(Daesh) in 2014، مَركِّزاً على الأسباب المباشرة وغير المباشرة معتمداً على أهم الكتابات والتقارير التي تناولت الموضوع (1).
قدمت مجموعة الأزمات الدولية International Crisis Group تحليلاً للعوامل التي سببت سقوط الموصل وذكرت على الرغم من التطورات المتسارعة والتي تبدوا مفاجئة ولكن في حقيقة الأمر إن الاسباب من وراء الانهيار المفاجئ للقوات العراقية تعود إلى الظروف والتطورات التي حدثت بعد سقوط نظام صدام حسين (2) ومن أهم هذه الأسباب غير المباشرة:
- الأسباب غير المباشرة
السياسات الطائفية: ذكر التقريرُ أنَّ تهميشَ المجتمع السني ما بعد 2003 أحد العوامل ما وراء ظهور تنظيم الدولة وتجلى التهميش بعدة طرق مِن أبرزها:
اجتثاث البعث: والذي نتج عنه فقدان عشرات الآلاف من الأفراد وظائفهم ولم تكنْ حكومة الموصل قادرةً على القيام بمهامها لاسيما في تقديم الخدمات العامة للمواطنين (3)، وهذا بحسب التقرير ناتج عن حقيقة كون الموصل كانت الأرض الخصبة التي اعتمد عيها نظام صدام حسين وحزب البعث (4).
حلَّ الجيش العراقي: إنَّ قرار حلَّ الجيش العراقي بعد عام 2003وتسريح الأعداد الكبيرة من الجنود والضباط لاسيما من مدينة الموصل وعدم احتواء هؤلاء في المؤسسات العسكرية الجديدة، دفع بالكثير إلى الانتماء إلى الجهات المعارضة للحكومة العراقية ومن ضمنها التنظيمات المتطرفة (5) وفي الوقت نفسه انتمى إلى الجيش العراقي الجديد الكثير ممن ليس لديهم خبرة في التدريب والقتال (6).
التخطيط الفاشل لما بعد عام 2003 في العراق
انعدام التخطيط الجيد لمرحلة ما بعد سقوط نظام البعث، وإيجاد الحلول السريعة لمرحلة مصيرية ومهمة في تاريخ العراق أوجد فراغاً كبيراً استغلته التنظيمات المتطرفة ومن أهمها تنظيم القاعدة وما نتج عنه من تنظيم داعش7))، أضِفْ إلى ذلك فشل الحكومة الأمريكية بإدارة أوباما في إبقاء جزء من قواتها في العراق، الأمر الذي منح هامش حرية للحكومة العراقية لتنحوَ منحاً طائفياً مما ساعد على زيادة التوتر وعدم الرضا في المناطق ذات الأغلبية السنية (8).
النظام السياسي ما بعد 2003
سقوط الموصل في عام 2014 كان نتيجة مباشرة للأخطاء والنقص الذي رافق العملية السياسية التي تشكَّلت في العراق ما بعد 2003(9)، والذي عُرِفَ بنظام المحاصصة وقامت على ضوئه حكومة الوحدة الوطنية في عام 2005، و 2006وعام 2010 وكلها قامت على أساس المحاصصة الطائفية والتي كانت أحد الاسباب الرئيسية في استشراء الفساد في مختلف المؤسسات(10)، فالمؤسسات الرئاسية والوزرات المختلفة والدوائر الحكومية المهمة كلها قُسِمتْ وفق تقسيم طائفي على أساس المقاعد التي حصلت عليها تلك الكتل والأحزاب الطائفية في الانتخابات مما عزَّزَ مِن فرص الانقسام الطائفي وتوظيف الميزانيات المختلفة في الوزارات لخدمة الكتل والأحزاب التي أوصلتهم إلى السلطة وانتشار الفساد الإداري بشكل واسع في العراق(11)، ونتج عن الفساد فشل في تقديم أبسط الخدمات للمواطنين وفي مختلف المدن العراقية ، وأشارت التقارير إنَّ نسبة 26% فقط من المواطنين العراقيين كانت تتوفر في مناطقهم شبكات صرف صحي(12).
- العوامل المباشرة (2011- 2014)
قيادة رئيس الوزراء نوري المالكي
صدر تقرير من البرلمان العراقي في آب 2015 وجه فيه الاتهام لرئيس الوزراء نوري المالكي بالتسببِ في سقوط الموصل فسياسته في مدة حكمه الثانية (2010- 2014) نتج عنها مشاكل أدَّتْ إلى تأزم الاوضاع في البلاد(13)، وأشار تقرير آخر في صحيفة الأندبندت إلى معلومات وصلت إلى المالكي وحكومته مصدرها رئيس الاستخبارات في الموصل احمد الزركاني ، أفادتْ بأنَّ تنظيم الدولة على وشك مهاجمة الموصل في شباط 2014، أي قبيل عدة أشهر من سقوط الموصل(14)، وتمَّ تجاهُلُ عدة تقارير أخرى في نفس السياق ، وذكر أنَّ هناك ستة معسكرات لتدريب مقاتلي تنظيم الدولة خارج مدينة الموصل ، وهناك معلومات مؤكدة بقيام الهجوم في 6حزيران وعلى الرغم من هذه المعلومات فإن قائد عمليات الموصل ذهب في إجازة يوم 3حزيران(15).
وحدد التقرير ثلاثة أسباب وراء فشل حكومة المالكي وهي كالآتي:
اعتقاد المالكي أن سقوط الموصل يمكن أن يكون ذا منفعة سياسية لبقائه في السلطة، أو ليس لديه ثقة بجهاز الاستخبارات الموجود في مدينة الموصل ولذلك لم يأخذ تحذيراته على محمل الجد، ومن المحتمل لم يعرف أنَّ التهديد كانَ حقيقياً (16).
ووفقاً لتقرير خلية الأزمة فقد أعادَ المالكي تنظيم أجهزة الأمن وحاول أن تكون جميع مرجعياتها في يده ويد المُوالينَ له ، ففي مدة حكمه الثانية كان يدير وزارة الدفاع والداخلية وجهاز الأمن الداخلي (17)، بالإضافة إلى منصب القائد العام للقوات المسلحة(18)، وهو بهذا خالف الدستور الذي نص على فصل السلطات في عراق ما بعد 3003(19) ، وعزَّزَ من قبضته على القوات المسلحة في ولايته الثانية عن طريق تعيين ضباط موالين لنهجه وأوجد مراكز للقيادة في المدن ووضع الجيش والشرطة تحت قيادته(20) ، وأنشأ جهاز مكافحة الإرهاب المسؤول أمام القائد العام للقوات المسلحة(21)، مما يدلَّلُ على سيطرة مُحكَمةٍ وفاعلةٍ على مختلف صنوف القوات الأمنية(22).
السياسة الطائفية
ظهرت السياسة الطائفية بعد سقوط صدام حسين وازدادت بشكل ملحوظ في المدة (2011- 2014) وكانت من أهم العوامل التي سببت سقوط الموصل وتعزيز قوة داعش، فقد استخدم المالكي قانون مكافحة الإرهاب لإبعاد منافسيه السياسيين وطال ذلك شخصيات كبيرة من السنة ومن أبرزهم طارق الهاشمي مما زاد الاحتقان الطائفي واتساع رفض سياسة الحكومة في الأوساط السنية (23).
بدأ السُّنةّ في عام 2012 معارضة سلمية في المدن الغربية مطالبين بالحقوق وأطلاق سراح السجناء وإلغاء قانون الإرهاب وقانون اجتثاث البعث وانزلقتِ الامورُ نحو الأسوأ ففي سنة 2013 قتل 38من المعتصمين في مدينة الحويجة التابعة لمحافظة صلاح الدين (24)، وتبادلت الاتهام كلُّ مِن القوات الأمنية والمعتصمين في المُسبِبِ بهذا الاعتداء ونتج عن ذلك زيادة الغضب الشعبي في تلك المناطق ضد سياسة الحكومة (25).
حل تشكيل الصحوات
تركت خطوة حلَّ الصحوات وعدم الاعتماد عليها في مواجهة تنظيم الدولة في المناطق السنية فراغاً كبيراً، بسبب عدم وجود تمثيل عسكري مهم للسنة، وأفاد تنظيم الدولة من ذلك لملأ الفراغ (26)، وبعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق تراجعت الحكومة العراقية بقيادة المالكي عن وعودها لقوات الصحوة بدفع رواتبهم وساهم ذلك بابتعاد القبائل السنية عن الحكومة (27).
الاعتماد على المتطوعين لإسناد القوات العسكرية
ذكر تقرير اعتماد المالكي على المتطوعين (المتطوعون الشيعية) لاسيما من الموالين لإيران مثل عصائب أهل الحق لمساندة القوات الأمنية، الأمر الذي عزَّزَ الاتهام بتطبيق النهج الطائفي في حكومة المالكي (28).
أوضاع المقاتلين في الجيش العراقي وتنظيم الدولة
إنَّ سقوط الموصل كان بسبب قوة واندفاع مقاتلي تنظيم الدولة التي فاقت معنويات القوات العراقية التي تبلغ أضعافها بعشرات المرات(29)، واستخدام التنظيم عوامل تكتيكية مهمة منها الاعتماد على المفخخات والانتحارين والعبوات الناسفة(30)والإفادة من الخلايا النائمة المنتشرة في المناطق المختلفة(31)، ومساعدة مقاتلي التنظيم في سوريا إخوانهم في عمليات الاستيلاء على الموصل(32)، إضافةً إلى انهيار معنويات الجيش العراقي وعدم الاستعداد لمقاتلة تنظيم الدولة ، ووفقاً لأحد تقارير رويترز كان ينقص الجيش العراقي التجهيز بشكل كبير ، فعلى سبيل المثال تعداد الفرقة السادسة في الجيش العراقي التي كانت تمثل الخط الأمامي الأول في الدفاع عن الموصل على الورق حوالي 2500مقاتل وفي الوقت الذي بدأ هجوم داعش كان تعدادها على الأرض لا يتجاوز 500 مقاتل(33)، مع نقص في السلاح والذخيرة علاوة على ذلك فأن قسماً من القوات العسكرية المنتشرة في الموصل تم تحريكها باتجاه الأنبار (34)، وكان الجنود في الموصل يشترون طعامهم من الأسواق المحلية ويطبخون الطعام بأيديهم بسبب سوء استخدام الأموال المخصصة للإطعام الجنود(35).
تقارير أخرى أشارت إلى مشكلة الجنود الشبح ( الجنود الفضائيين) الموجودين على الورق فقط وهؤلاء يدفعون نصف رواتبهم إلى الضباط مقابل ترك الواجب الملقى عليهم والبقاء في بيوتهم ، فمن المفترض وجود حوالي 25000ألف من القوات الأمنية في الموصل ولكن الحقيقة لم يكن هناك في الواقع أكثر من10آلاف(36)، وانتشار الفساد الاداري وصل إلى الخطوط الامامية مما ساهم في توهين وضعف وعزيمة المقاتلين وعُدَ من أهم العوامل السلبية في مواجهة العدو في جبهات القتال(37)، ووجهت اتهامات للقوات العسكرية المنتشرة في الموصل بابتزاز الناس وعدم معاملتهم معاملة حسنة مما زاد غضب الناس وجنوحهم نحو التطرفِ(38).
دعم المجتمع الدولي
ذكر عدد من الباحثين إنَّ دعم المجتمع الدولي غير المشروط لحكومة المالكي (39)، والتركيز على مسألة مكافحة الإرهاب، حرم المجتمع الدولي من الضغط على المالكي للحصول على الإصلاحات السياسية (40)، وكذلك فشل القوات الأمريكية بتفعيل المعلومات التي بحوزتها حول خطط مهاجمة الموصل، كانت سبباً في قوة داعش ومهاجمته لمدينة الموصل (41).
هدر أموال الدولة
استغلال الكثير من المسؤولين ومن مختلف القوميات والطوائف مواقعهم ومناصبهم في زيادة ثرواتهم الخاصة وبطرق غير مشروعة على حساب المال العام الأمر الذي سبب تذمر كبير بين المواطنين والبحث عن حكومة بديلة لحكومة المالكي (42).
الطائفية السياسية
تمثلت الطائفية السياسية في محاولة الاستخدام المفرط للقوات الأمنية في إدارة امور البلاد ولتعزيز سلطة الحكومة وفشل المالكي في إصلاح منظومة القوات المسلحة العراقية وتوظيف الجيش في إدارة المدن (43)، وانعدام الأمن في المناطق الغربية وتدهور الاقتصاد مما عزز الشعور بالاغتراب تجاه الحكومة العراقية ذات الغالبية الشيعية ومهد المجال لتنظيم الدولة بالسيطرة على الموصل (44).
يمكن القول : إنُّ الموقف الخارجي حمَّلَ المسؤولية في سقوط الموصل إلى الأوضاع الداخلية التي يمر بها العراق وأهمها الخلافات السياسية التي لم يوجد لها حل طيلة السنوات العشر السابقة لسقوط الموصل والتي للمجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة الراعي الأكبر للعلمية السياسية الدور المهم فيها ، فمن المعلوم إنَ النظام المعمول فيه في البلاد والقائم على المحاصصة الطائفية التي يجب العمل بها مهما كانت النتائج ، رسخ الأساس للولاء الطائفي والقومي وذهب بالمنصب السيادي والحكومي باتجاه خدمة الكتلة والطائفة وجمهور الناخبين بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى بين الكتل السياسية في الطائفة الواحدة ونتج عن ذلك فساد إداري ومشاريع وهمية لا حصر لها ، ففي حالة انتهاء الدورة الانتخابية وتغير الوزارة وفق نظام المحاصصة يتغير كل شيء من جديد، ولن تنهض دولة وتبني نظام مؤسسات لو مرِّ عليها مائة عام ونظام المحاصصة موجود ، ولا يمكن تحميل أحد وحده مسؤولية فشل الدولة في القيام بالخدمات أو تطوير البنى التحتية أو تسوية الامور مع المعارضين والقضاء على الإرهابين حتى لو كان بمنصب رئيس الوزراء أو القائد العام للقوات المسلحة ، لأنه جزء من نظام فاشل يمكن أن يستغلَ في تعطيل كلِّ خيارات الحكومة ، ومن ثم فأن مسؤولية سقوط الموصل مشتركة يتحملها الجميع ، وقد ذكر المالكي عدم تحمله سبب سقوط الموصل وحده فالمسؤولية مشتركة وأن سبب العداء لحكومته توقيعه على إعدام صدام حسين الذي كان سبباً مهماً في العداء العربي لحكومته ، وإصراره على خروج القوات الأمريكية في عام 2011وعدم موافقته على قطع العلاقات مع سوريا أو محاصرتها كما أراد الكثير من العرب ، وتخاذل قادة عسكريين عند سقوط الموصل كان سببه النيل من حكومته (45)، ووجهة نظره في معظمها مقبولة ولكن لا تعفيه من تحمل مسؤولياته كونه القائد العام للقوات المسلحة وفي مدة حكمه الثانية كثرة الانتقادات له وفقد الكثير مما كسبه في ولايته الأولى.
النقطة الثانية التي ركزً عليها التقرير هي قضية السياسة الطائفية التي تنتهجها حكومة المالكي أو المكون الشيعي ضد المكونات الأخرى ، وهي القضية المتداولة في الأوساط العربية والعالمية حتى الجيش العراقي الذي قاتل الإرهاب أطلق عليه جيش المالكي ، وهذا فيه تجني كبير ، فأي بلد من بلدان المنطقة فيه أقلية لطائفة معينة أو لقومية معينة حصلت على حقوقها مثل ما أقر الدستور العراقي الجديد للطوائف والقوميات ، فالمناصب السيادية والوزارية والمدراء العامون كلها بحسب نظام المحاصصة وفي حالة الفشل يُحمَّلُ رئيس الوزراء كونه من طائفة معينة المسؤولية ، وهنا لا ندافع عن رئيس وزراء بعينه ولا نبعده من المساهمة في الفشل ولكن لا يُحمَّلُ الشيعة وحدهم قضية السياسات الطائفية وما قامت به التنظيمات الإرهابية من قتل بشتى أنواعه منذ عام 2004 فصاعداً كان أبناء الشيعة أول المستهدفين من وراءه.
عانا العراق الكثير منذ سقوط نظام البعث الصدامي في التاسع من نيسان عام 2003 وفي مختلف المجالات ، وكان الأعداء في الداخل والخارج لا يريدون لهذا البلد النهوض مِن جديد فدول المنطقة المحيطة به ترغب بنظام ضعيف لا يشكل فيه الشيعة الأغلبية حتى لو اضطرت تلك الدول إلى الاستعانة بالمتطرفين الإسلامين ومنحهم التفويض الديني لتدمير كل ما موجود في العراق ، ولذلك عملت عدة دول على دعم التنظيمات الإرهابية بكل ما تحتاج من أجل إدامة الخلافات والنزاعات ما بين ابناء البلد الواحد ، والولايات المتحدة رائدة الديمقراطية في العالم لم تساهم في إقامة نظام ديمقراطي جامع ينهض بالمؤسسات المختلفة وبقيت تتخبط وتؤجَّج الخلافات خوفاً من نظام ديمقراطي يشكل فيه الشيعة غالبية مريحة في الحكم ويكون موالياً أو مؤيداً للسياسة أيران في المنطقة وهذا الهاجس والخوف الذي رافق سياسة أمريكا من منطلق رغبة حلفائها في المنطقة والذين ساندوا صدام حسين ثم انقلبوا عليه ، و ساهموا في حصار العراق وتجويع شعبه لأكثر من ثلاث عشرة سنةً وكلُّ المساعدات الأمريكية لهم مدفوعة الثمن ولذلك لم يكن من السهولة للولايات المتحدة التفريط برغبة حلفائها من أجل قيام دولة عراقية لا يعرف لمن ولائها ، ويبدو كلَّ المشاريع التي عُطِّلتْ والفساد الذي استشرى في جسد الدولة بعلم الولايات المتحدة هدفه إفشال أي حكومة إسلامية لا توالي الولايات المتحدة ، وهي سياسةٍ خاطئةٍ فلو انها عمرت وبنت وساعدت في إقامة نظام حكم ديمقراطي لكسبت الشيعة قبل السنة ، ولكنها بقيت تتخبط في سياستها وخسرت ولازالت أكثر مما ربحت .
.......................................................
1 Anna Louis Strachan, Factors behind the fall of Mosul to ISIL(Daesh) in 2014, K4D, Helpdesk Report.
2 International Crisis Group (ICG). (2014). Iraq’s jihadi jack-in-the-box (Briefing No. 38). Beirut and Brussels: International Crisis Group. Retrieved from:https://d2071andvip0wj.cloudfront.net/iraq-s-jihadi-jack-in-the-box.pdf
3 . O’Driscoll, D. (2016). The future of Mosul: Before, during, and after the liberation. Erbil: Middle East Research Institute. Retrieved from: http://www.meri-k.org/publication/the-future-of-mosul-before-during-and-after-the-liberation/ , p.,16.
4 Ibid.
5 Abdulrazaq, T., & Stansfield, G. (2016). The enemy within: ISIS and the conquest of Mosul. Middle East Journal 70(4), 525–542. http://dx.doi.org/10.3751/70.4.11 2016,p530.
6 O.Driscoll, Op.Cit.,p.17..
7 Ibid, p.17.
8 Smith, B. (2014). Islamic State of Iraq and Levant and the takeover of Mosul. London: House of Commons Library. Retrieved from: http://researchbriefings.parliament.uk/ResearchBriefing/Summary/SN06915 Islamic State of Iraq
9 Dodge,T(2016). Can Iraq be saved ? Survival 56(5),7-20.
10 Ibid,pp13-14.
11 Ibid,p.14.
12 Ibid.,p14.
13 O’Driscoll, D. (2015). Autonomy impaired: Centralisation, authoritarianism, and the failing Iraqi state. Ethnopolitics, 1-18. http:// dx.doi.org/10.1080/17449057.2015.1086126,p.8.
14 Neurink, J. (2016). ISIS in Iraq: The fall of Mosul to the jihadists was less of a surprise to Baghdad than many were led to believe (Special Report). Erbil: The Independent. Retrieved from:
http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/isis-in-iraq-the-fall-of-mosul-to-the-jihadists-was-less-of-a-surprise-to-baghdad-than-many-were-led-a6895896.html.
15 Ibid.,2016
16 Ibid.
17 ICG,2014,pp3-4.
18 O’Driscoll, D. (2016). The future of Mosul: Before, during, and after the liberation. Erbil: Middle East Research Institute. Retrieved from: http://www.meri-k.org/publication/the-future-of-mosul-before-during-and-after-the-liberation/,p.18.
19 Romano, D. (2014). Iraq’s descent into civil war: A constitutional explanation. Middle East Journal 68 (4), 547–566. http:// dx.doi.org/10.3751/ P553.
20 O.Driscoll, op.cit,. 2016,p.18
21 Romano, D. (2014). Iraq’s descent into civil war: A constitutional explanation. Middle East Journal 68 (4), 547–566. http:// dx.doi.org/10.3751/68.4.13 Romano, 2014,p.18.
22 O.Driscoll, op.cit,. 2016,p.18.
23 Smith, op.cit, p.15.
24 Abdulrazaq & stansfiled,op.cit., pp526-527.
25 Romano,op.cit., p.552.
26 O.Driscoll, op.cit,. 2016,p.18
27 Romano, op.cit,p.18.
28 Krieg, A. (2014). ISIS’ success in Iraq: A testimony to failed security sector reform (CSG Insights). Centre for Security Governance. Retrieved from:http://www.ssrresourcecentre.org/wp-content/uploads/2014/09/CSG-Insights-No.-1.pdf, p1.
29 Smith, op.cit,p.6.
30 Rosiny, S. (2016). The caliph’s new clothes: The Islamic State in Iraq and Syria (GIGA Focus No. 6). Hamburg: German Institute of Global and Area Studies (GIGA). Retrieved from: https://www.giga-hamburg.de/de/system/files/publications/gf_international_1406.pdf,p.4.
31 Ibid
32 Katzman, K. (2014). Iraq: Politics, Governance, and Human Rights. Congressional Research Service. Retrieved from: http://www.isn.ethz.ch/Digital-Library/Publications/Detail/?ots591=0c54e3b3-1e9c-be1e-2c24- a6a8c7060233&lng=en&id=131012,p.18 in Rohwerder, 2014.
33 Parker, N., Coles, I. & Salman, R. (2014). How Mosul fell: An Iraqi General disputes Baghdad’s story (GIGA Focus No. 6). Hamburg: German Institute of Global and Area Studies (GIGA). Retrieved from: http://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-gharawi-special-report-idUSKCN0I30Z820141014
34 Ibid .
35 Dodge, po.cit., p121.
36 Parker,op.cit.,2014,
37 Dodge, op.cit.,p.12.
38 O.Driscoll,op.cit. p11, Dodge, op.cit, p12.
39 Romano, op.cit, p548,
40 ICG,p.4.
41 Neurink,J,op.cit.,2016.
42 ICG, p.4.
43 Ibid
44 Charney, C. (2014). Polls key to understanding – and defeating – ISIS. New York: International Peace Institute. Retrieved from: http://theglobalobservatory.org/2014/09/polls-understanding-solving-isis-crisis.
45 قناة العراق الاخبارية الفضائية لقاء مع رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي في يوم 27/12/2019. قناة العراقية الاخبارية https://www.ina.iq
الاكثر قراءة في قيام الجهورية العراقية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
