النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
أحاديث الأبدال في مصادر أتباع الخلافة
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص327-334
2025-06-06
95
تحريف رواة الخلافة أحاديث الأبدال
الأبدال في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله اسم مدح لأصحاب المهدي عليه السلام الثلاثين أو أكثر ، الذين يلتقي بهم ويعملون معه في غيبته . وقد يوصف به أصحابه الخاصون الثلاث مئة وثلاثة عشر ، الذين يبايعونه عند ظهوره .
لكن كعباً ورواة الخلافة مدوا أيديهم إلى أحاديث الأبدال ، وجعلوها لمدح معاوية وأهل الشام ، وزعموا أنهم أبدال الله في أرضه ! ثم أغار عليها بعض المتصوفة وجعلوا شيوخهم أولياء الله الأبدال ، بدل أصحاب الإمام المهدي عليه السلام ، أو معهم !
وبهذا دخلت إلى مصادر المسلمين أحاديث كثيرة عن الأبدال منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله تزعم أنهم كلهم في الشام ، ثم تنازلوا فأعطوا جزءً منهم لمناطق المسلمين الأخرى ! كما جعلوا عددهم أول الأمر ثلاثين في كل عصر ، ثم زادوهم إلى أربعين ، ثم ستين حتى وصلوا إلى خمس مئة .
كما أعطوهم منزلة نبي الله إبراهيم عليه السلام فقالوا إنهم مثله ، لأن قلوبهم سليمة كقلبه !
قال أبو هريرة : « لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن ، بهم تُغاثون ، وبهم تُرزقون ، وبهم تُمطرون » . « الجامع الصغير : 2 / 422 » .
وكعادتهم في محاولة تصحيح مكذوباتهم نسبوها إلى علي عليه السلام وأنه مدح أهل الشام وأنهم الأبدال ، وكذلك إلى عبادة بن الصامت ، المعروف بعدائه لعثمان ومعاوية ! ففي تاريخ دمشق : 1 / 296 : « والأبدال بالشام ، وهم قليل » .
وروى الحاكم : 4 / 553 : « فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم فإن فيهم الأبدال » .
وروى أحمد : 5 / 322 ، عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن ، كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً » .
ومجمع الزوائد : 10 / 62 : ، ونوادر الأصول / 69 ، وتهذيب ابن عساكر : 1 / 61 62 ، والمقاصد الحسنة / 8 ، والجامع الصغير : 1 / 470 ، وصححه . وجمع الجوامع : 1 / 661 ، وفيض القدير : 3 / 168 ، وكشف الخفاء : 1 / 24 وكرامات الأولياء / 32 ، ومسند الشاشي : 3 / 215 ، وجامع المسانيد : 7 / 135 ، والمسند الجامع : 8 / 112 .
ثم زادوا عددهم إلي أربعين وثمانين وخمس مائة
روى أحمد : 1 / 112 ، عن علي عليه السلام : « قالوا له : إلعن أهل الشام يا أمير المؤمنين ، فقال : لا ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الأبدال يكونون بالشام ، وهم أربعون رجلاً ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً . يُسقى بهم الغيث ، ويُنتصر بهم على الأعداء ، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب » .
وفي الفردوس : 1 / 119 ، عن أنس : الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة ، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلاً ، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة .
وفي الطبراني الكبير : 10 / 224 ، وكرامات الأولياء / 44 ، عن ابن مسعود قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يزال أربعون رجل من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم ، يدفع الله بهم عن أهل الأرض يقال لهم الأبدال » . وفي تهذيب ابن عساكر : 1 / 63 ، . ومجمع الزوائد : 10 / 63 عن الطبراني . والجامع الصغير : 1 / 471 ، و : 2 / 422 ، وحسنه .
وفي كشف الخفاء / 25 و 26 ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : « إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال ، ولكن دخلوها برحمة الله تعالى ، وسخاوة النفس ، وسلامة الصدر ، والرحمة لجميع المسلمين » .
وفي فضائل الشام / 42 ، عن علي بن أبي طالب قال : « سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن الأبدال ؟ فقال : هم ستون رجلاً » .
وفي نوادر الأصول للترمذي / 69 ، عن أنس قال : « البدلاء أربعون رجلاً ، اثنان وعشرون بالشام ، وثمانية عشر بالعراق ، وكلما مات واحد بُدِّل بآخر ، فإذا كان عند القيامة ماتوا كلهم » .
وفي الطبراني الكبير : 18 / 65 : « لا تسبوا أهل الشام ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : فيهم الأبدال ، وبهم تنصرون وبهم ترزقون » .
وفي الجامع الصغير : 1 / 470 : « الأبدال بالشام وهم أربعون رجلاً ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً . يُسقى بهم الغيث ويُنتصر بهم على الأعداء ، ويُصرف عن أهل الشامبهم العذاب . الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة ، كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً ، وكلما ماتت امرأة أبدل الله تعالى مكانها امرأة » .
ورجح ابن عربي أن يكونوا سبعة ، وطبيعي أنه جعل نفسه رئيسهم ! قال في فتوحاته : 2 / 13 : « لكونهم أربعين عند من يقول إن الأبدال أربعون نفساً ، ومنهم من يقول سبعة أنفس ، وسبب ذلك أنهم لم يقع لهم التعريف من الله بذلك » .
وقال أبو نعيم في حلية الأولياء : 1 / 8 ، عن ابن عمر قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خيار أمتي في كل قرن خمس مائة ، والأبدال أربعون ، فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمس مائة مكانة ، وأدخل من الأربعين مكانهم . قالوا : يا رسول الله دلنا على أعمالهم ؟ قال : يعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويتواسون فيما آتاهم الله عز وجل » . وحلية الأولياء : 3 / 172 عن الطبراني ، والقول المسدد / 108 ، وكشف الخفاء / 25 ، عن ابن عمر . راجع الكثير الذي رووه فيهم ، وصححوه ، كما في الدر المنثور : 1 / 320 .
وفي حلية الأولياء : 1 / 8 ، عن ابن عمر : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خيار أمتي في كل قرن خمس مائة ، والأبدال أربعون ، فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمس مائة مكانة » . فأوصل عددهم إلى خمس مئة .
في كل وادٍ أثرٌ من ثعلبة !
وفي كل تحريف إبحث عن كعب الأحبار ! ولا مبالغة في ذلك بعد أن رأيت مزاعمه في الدجال ، ومدائحه لمعاوية والشام ، وذمه للحجاز ومصر ! وقد ضرب هذا المثل لكعب الشيخ أبو رية في كتابه أضواء على السنة النبوية / 134 ، لتدخل كعب في حديث الأبدال الذي رواه ابن عساكر : 1 / 296 ! فقد كان كعب صاحب نفوذ وقداسة وهيمنة على رواة الخلافة ، بل على الخليفة نفسه ، ويكفي أن تقرأ أنه أقنع عمر بن الخطاب وجماعته بكذبة مفضوحة هي أن الجراد يولد من أنف الحوت ، وأفتى بأن صيده للمحرم حلال ، لأنه من صيد البحر لا البر ، فالحوت يعطس وينثره من أنفه كل ستة أشهر مرة ، وسماه : نَثْرَة الحوت !
ففي موطأ مالك : 1 / 352 وعبد الرزاق : 4 / 435 : « لما كان ببعض الطريق طريق مكة مرَّت رِجْلٌ « قطعة » من جراد ، فأمرهم كعب أن يأخذوا فيأكلوا ، فلما قدموا على عمر ذكروا ذلك له فقال : ما حملك على أن تفتيهم بهذا ؟ قال : هو من صيد البحر ، قال : وما يدريك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! والذي نفسي بيده ، إن هو إلا نَثرةُ حوتٍ ينثرهُ في كل عام مرتين » .
وتبرع علماء الخلافة فجعلوا كذبة كعب فتوى دينية ، بل حديثاً نبوياً ! ورواه أبو داود ، وابن ماجة : 2 / 1074 ، وزعموا أن النبي صلى الله عليه وآله قال : « إن الجراد نثرة الحوت في البحر » ! وزاد الراوي الكذاب أنه شخصياً رأى الحوت يعطس وينثر الجراد ! قال ابن ماجة : « قال زياد : فحدثني من رأى الحوت ينثره » ! ثم أفتى به الشافعي وابن حنبل ! « المغني ابن قدامة : 3 / 534 » .
فهذه واحدة من هرطقات كعب الحسية المفضوحة التي ما زالت إلى يومنا تصيح وتصرخ ! ومع ذلك يصرون عليها ويجعلونها أحاديث نبوية ! وقد وقف أهل البيت عليهم السلام أمام هذه الهرطقة اليهودية ! ففي الكافي : 4 / 393 ، أن علياً عليه السلام : « مرَّ على قوم يأكلون جراداً ، فقال : سبحان الله وأنتم محرمون ؟ ! فقالوا : إنما هو من صيد البحر . فقال لهم : إرمسوه في الماء إذاً » !
وقالوا إن الأبدال خلفاء الأنبياء عليهم السلام وإنهم عجمٌ لا عربَ فيهم !
في تفسير القرطبي : 3 / 259 : « اختلف العلماء في الناس المدفوع بهم الفساد مَن هم ؟ فقيل : هم الأبدال ، وهم أربعون رجلاً ، كلما مات واحد بدَّل الله آخر ، فإذا كان عند القيامة ماتوا كلهم ! اثنان وعشرون منهم بالشام ، وثمانية عشر بالعراق . وخرج أيضاً عن أبي الدرداء قال : إن الأنبياء كانوا أوتاد الأرض ، فلما انقطعت النبوة أبدل الله مكانهم قوماً من أمة محمد صلى الله عليه وآله يقال لهم الأبدال فهم خلفاء الأنبياء ، قوم اصطفاهم الله لنفسه ، واستخلصهم بعلمه لنفسه ، وهم أربعون صدِّيقاً ، منهم ثلاثون رجلاً على مثل يقين إبراهيم خليل الرحمن . . . لا يموت الرجل منهم حتى يكون الله قد أنشأ من يخلفه » . وقصده بالمدفوع بهم الفساد ، أن علماء السنة متفقون على وجود جماعة يدفع الله بهم فساد المجتمع البشري واختلال نظام الطبيعة ، لكن الكلام في معرفتهم .
وقد أخذوا هذه الفكرة من قول النبي صلى الله عليه وآله في الأئمة من عترته عليهم السلام الذين يدفع الله بهم الفساد ، ولا تخلو الأرض من أحدهم ، ولو خليت لساخت بأهلها ! فانظر كيف أنكرت الأمة وصية نبيها بعترته ، وأغارت على ما خصهم الله به ، وجعلته لأناس من عوامها !
ويظهر أن المحرفين كانوا عجماً ، لأنهم حصروا الأبدال بهم وحرموا منهم العرب ! قال أبو داود في سننه : 2 / 30 ، يصف عنبسة بن عبد الواحد القرشي الأموي : « كنا نقول : إنه من الأبدال ، قبل أن نسمع أن الأبدال من الموالي » !
وفي سؤالات الآجري لأبي داود : 1 / 204 : « سئل أبو داود عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي قال : سمعت محمد بن عيسى يقول : كنا نرى أنه من الأبدال ، حتى سمعنا أن الأبدال من الموالي . ثنا أبو داود ، نا محمد بن عيسى بن الطباع ، نا ابن فضيل عن أبيه عن الرحال بن سالم عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الأبدال من الموالي ، ولا يبغض الموالي إلا منافق » . ومحمد بن عيسى موثق عندهم « سؤالات الآجري : 1 / 201 » فهو لا يقبل أن يكون عنبسة الأموي من الأبدال لأنه عربي والأبدال كلهم موالي ! ولا تعجب فأئمة مذاهب الخلافة ومؤلفو مصادرها ، كلهم من الموالي !
وقد حاول بعضهم « شرح أبي داود : 8 / 151 » أن يفسر الموالي بالشرفاء ليجعل بني أمية منهم ، وهي محاولة فاشلة ! قال المناوي في فيض القدير : 3 / 220 : « الأبدال من الموالي » : ظاهره أن هذا هو الحديث بتمامه وليس كذلك ، بل بقيته عند مخرجه الحاكم ولا يبغض الموالي إلا منافق . اه - .
وفي بعض الروايات أن من علامتهم أيضاً أنه لا يولد لهم ، وأنهم لا يلعنون شيئاً ! قال الغزالي : إنما استتر الأبدال عن أعين الناس والجمهور ، لأنهم لا يطيقون النظر إلى علماء الوقت ، لأنهم عندهم جهال بالله ، وهم عند أنفسهم وعند الجهلاء علماء ! خاتمة : قال ابن عربي الأوتاد الذين يحفظ الله بهم العالم أربعة فقط ، وهم أخص من الأبدال ، والإمامان أخص منهم ، والقطب أخص الجماعة . والأبدال لفظ مشترك يطلقونه على من تبدلت أوصافه المذمومة بالمحمودة ، ويطلقونه على عدد خاص ، وهم أربعون وقيل ثلاثون وقيل سبعة ، ولكل وتد من الأوتاد الأربعة ركن من أركان البيت ، ويكون على قلب عيسى له اليماني ، والذي على قلب نبي من الأنبياء . فالذي على قلب آدم له الركن الشامي ، والذي على قلب إبراهيم له العراقي ، والذي على قلب محمد له ركن الحجر الأسود ، وهو لنا بحمد الله » !
فانظر إلى هذه الدرجات التي يعطيها لنفسه ، وهي كدرجات الأنبياء عليهم السلام وأعظم !
هذا ، وقد أيد المناوي انتقاد السيوطي لابن تيمية لإنكاره أحاديث الأبدال ، فقال : « وإنما خالف المصنف « أي السيوطي » عادته باستيعاب هذه الطرق ، إشارة إلى بطلان زعم ابن تيمية أنه لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف إلا في خبر منقطع ! فقد أبانت هذه الدعوى عن تهوره ومجازفته . وليته نفى الرواية بل نفى الوجود وكذَّب من ادعى الورود . . وهذه الأخبار وإن فرض ضعفها جميعها ، لكن لا ينكر تقوي الحديث الضعيف بكثرة طرقه وتعدد مخرجيه ، إلا جاهل بالصناعة الحديثية ، أو معاند متعصب » .
وقالوا علامة الواحد من الأبدال أن يكون عقيماً !
قال ابن حجر في لسان الميزان : 2 / 506 : « قال الإمام أحمد رضي الله عنه : من علامة الأبدال أنه لا يولد لهم ، وكان حماد بن سلمة من الأبدال ، ولم يولد له » !
وفي تهذيب الكمال : 7 / 264 : « وقال شهاب بن المعمر البلخي : كان حماد بن سلمة يُعد من الأبدال ، وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم ، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له » . بل جعلوا ذلك حديثاً عن علي عليه السلام ! ففي مغني المحتاج : 1 / 11 : « عن علي رضي الله تعالى عنه : الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق ، أي الزهاد ، وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم » .
وهو كلام نسخوه من اليهودية والنصرانية نسخاً !
وبسبب الأبدال وقعوا في عقيدة الإمامة الربانية !
فرَّ أتباع الخلافة من عقيدة الإمامة الربانية ، لكنهم وقعوا فيها في عقيدة الأبدال ! فالأبدال عندهم نخبة مختارة في كل عصر ، وكلَّما مات منهم شخصٌ استبدله الله بآخر ، وهم سبب الرزق والمطر والنصر !
وبعملهم هذا فرضوا على الله تعالى منظومة أئمة ، لم ينزل بهم سلطاناً ! وجعلوهم خلفاء النبي صلى الله عليه وآله ووسائط الرحمة ، ثم فرضوا على الله إعطاء هذا المقام لمن هب ودب بشرط أن يكون من العجم لامن العرب ! وزعموا أن من قال كل يوم : « اللهم ارحم أمة محمد » يكون من الأبدال ، ويصير خليفة للنبي صلى الله عليه وآله به ترزق الأمة وتنصر وتحيا !
قال العجلوني في كشف الخفاء : 1 / 28 : « فائدة : للأبدال علامات : منها ما ورد في حديث مرفوع : ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال : الرضا بالقضاء ، والصبر عن المحارم ، والغضب لله . ومنها : ما نقل عن معروف الكرخي أنه قال : من قال : اللهم ارحم أمة محمد في كل يوم كتبه الله من الأبدال . وهو في الحلية لأبي نعيم بلفظ : من قال في كل يوم عشر مرات اللهم أصلح أمة محمد ، اللهم فرج عن أمة محمد ، اللهم ارحم أمة محمد ، كتب من الأبدال . ومنها :
ما نقل عن بعضهم أنه قال : علامة الأبدال أنهم لا يولد لهم » . انتهى .
والعجيب أنهم رفضوا منظومة الأئمة الربانيين من العترة الطاهرة عليهم السلام وأحاديثهم صحيحة متواترة ! وآمنوا بالأبدال والأولياء ، وأحاديثهم قليلة وفيها مكذوب ! وقد تنبه ابن تيمية إلى لوازم عقيدة الأبدال فأنكرهم ، كما تنبه إلى أن لوازم حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » وأنه يحصر تلقي الدين الصحيح بعلي عليه السلام فأنكره !
لكنه وقع في تناقض فوقع من الجهة الأخرى من السطح ! فأعطى مقام الأبدال ومقام الأئمة عليهم السلام إلى السحرة وشياطين الجن ! وزعم أنهم يقدرون على المعجزات ، ونقل عنهم معجزات لا يقبلها للنبي والأئمة من عترته صلى الله عليه وآله ! وزعم أنه شخصياً عنده جني يتمثل به ، ويفعل له الخيرات !
قال الترمذي في نوادر الأصول : 1 / 263 : « عن حذيفة بن اليمان قال : الأبدال بالشام وهم ثلاثون رجلاً ، على منهاج إبراهيم عليه السلام ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر ، فالعصب بالعراق أربعون رجلاً ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر ، عشرون منهم على اجتهاد عيسى بن مريم ، وعشرون منهم قد أوتوا مزامير آل داود ، والعصب رجال تشبه الأبدال . . . وروي في الخبر أن الأرض شكت إلى الله تعالى ذهاب الأنبياء وانقطاع النبوة ، فقال لها : سوف أجعل على ظهرك صديقين أربعين فسكنت » !
وقال القيصري في شرح الفصوص / 129 : « وعند انقطاع النبوة أعني نبوة التشريع بإتمام دائرتها وظهور الولاية من الباطن ، انتقلت القطبية إلى الأولياء مطلقاً ، فلا يزال في هذه المرتبة واحد منهم قائم في هذا المقام ، لينحفظ به هذا الترتيب والنظام » .
وهكذا تمسك القوم بالظني ، وردوا حديث النبي صلى الله عليه وآله القطعي الذي دلهم على إمام الأبدال بقوله صلى الله عليه وآله : « إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي . . وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروني بم تخلفوني فيهما » . « مسند أحمد : 3 / 17 و 14 و 26 و 59 ، وعشرات المصادر » .
فالحمد لله الذي هدانا لولاية العترة الطاهرة عليهم السلام ، وأعاذنا من ولاية الأنداد الذين اخترعهم الناس !