1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الصحية والبدنية :

أولياء الله ومنهجهم في التغذية

المؤلف:  السيد حسين نجيب محمد

المصدر:  الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص525ــ527

2025-05-14

12

إنَّ أولياء الله تعالى من الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) وأتباعهم المؤمنين ينظرون إلى الطعام على أنَّه نعمة من الله تعالى ليسدوا بها جوعهم ويستمروا في الحياة ويتقووا على طاعة الله تعالى وتحقيق خلافته على الأرض.

ولذلك فإنَّهم يأخذون منه مقدار حاجتهم الجسدية من دون زيادة على ذلك، ويعتبرون أن الزائد عن ذلك يؤدي إلى التخمة التي تؤثر على الصحة الجسدية والروحية.

عن الإمام علي (عليه السلام): ((وإنَّما ينظر المؤمن إلى الدُّنيا بعين الاعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار))(1).

عن الإمام علي (عليه السلام): ((فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها أو المرسلة شغلها تقممها تكترش من أعلافها وتلهو عَمَّا يُراد بها))(2).

وأمَّا الَّذين كفروا فإنَّهم ينظرون إلى الطعام على أنَّه موجود للذة، ولذلك تراهم يكثرون من الطعام ويأكلون بنهم وشره، غافلين عن نتائجه السلبية ولذا شبه الله تعالى أكلهم بأكل الحيوانات فقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} [محمد: 12].

يقول السيد الطباطبائي في تفسير هذه الآية: ((إنَّ المؤمنين راشدون في حياتهم الدنيا مصيبون للحق حيث آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة فسلكوا سبيل الرشد وقاموا بوظيفة الإنسانية، وأما الكفار فلا عناية لهم بإصابة الحق ولا تعلق لقلوبهم بوظائف الإنسانية، وإنما همهم بطنهم وفرجهم يتمتعون في حياتهم الدنيا القصيرة ويأكلون كما تأكل الأنعام لا منية لهم إلا ذلك ولا عناية لهم وراءه))(3).

وقال بعضهم: ((إنَّ الفرق بين المؤمنين والكافرين، أنَّ المؤمن لا يخلو أكله من ثلاث: الورع عند الطلب، واستعمال الأدب، والأكل للسبب، والكافر يطلب للنهمة، ويأكل للشهوة، وعيشه في غفلة))(4).

وهكذا نستطيع القول بأنَّ النَّاس صنفان:

صنف يأكل ليعيش وهم الأولياء الذين نظروا إلى باطن الدُّنيا بعين البصيرة.

وصنف يعيش ليأكل وهم الكافرون الذين لا هدف لهم في الحياة إلا إشباع رغباتهم الحيوانية والغرائزية.

لذا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال: ((المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء))(5).

وفي حديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ((سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك أشرار أمتي))(6).

ولا يخفى على القارئ العزيز أنَّ الأنبياء (عليهم السلام) مع قلة طعامهم فقد كانوا من أصح النَّاس وأقواهم، بينما غيرهم كانوا يعانون من الآثار السلبية من كثرة الطعام.

______________________

(1) تصنيف نهج البلاغة: ص710.

(2) نهج البلاغة: كتاب 45.

(3) الميزان: ج18، ص231.

(4) الأمثل : ج 16، ص 324 .

(5) بحار الأنوار: ج 66، ص 325.

(6) طب النبي (صلى الله عليه وآله): ص 487. 

EN