اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
نظريات بناء الواقع الاجتماعي
المؤلف:
د. سعد سلمان المشهداني
المصدر:
منهجية البحث الإعلامي
الجزء والصفحة:
ص 393-399
2025-02-11
150
نظريات بناء الواقع الاجتماعي
نظرية التوقعات الاجتماعية
يركز الباحثون في هذه النظرية على عملية التطور الاجتماعي لوسائل الإعلام، أي الأحداث التي يمكن ملاحظتها والتي تنتج عن تصوير نماذج ثابتة لحياة الجماعة، وتحدد مثل هذه النماذج ما هو متوقع من الأفراد عندما ينتسبون إلى بعضهم بعضاً في الأسرة، وعندما يتعاملون مع زملائهم في العمل، أو يذهبون لدور العبادة أو يدرسون، أو يشاركون في حياة الجماعة بطرق مختلفة، وتساعد وسائل الإعلام بذلك على تحديد التوقعات التي يكتسبها الأعضاء الممثلون للجماعات قبل أن يسهموا فعلاً في الأنشطة الممثلة للجماعة (1).
وتعد وسائل الإعلام مصدراً للتوقعات حول كيفية تصرف الناس في الأنواع الأخرى من الجماعات التي يتألف منها المجتمع.
وعند الحديث عن الخلفية التاريخية لنظرية التوقعات الاجتماعية نجد أن مبادئ هذه النظرية مستقاه من بعض نظريات علم الاجتماع، وعلى رأس هذه النظريات نظرية "التفاعلية الرمزية المنتمية لعلم النفس الاجتماعي "، إذ إن نظرية التفاعل الرمزي التي أوجدها علماء الاجتماع جاءت لدراسة ارتباط العادات اللغوية بسلوك الناس، فعن طريق تلك العادات يمكن تحليل كيف يكتسب الناس تحديدات مشتركة لمعاني الأشياء، بما في ذلك قواعد الحياة الاجتماعية وذلك بالتفاعل مع الآخرين عن طريق اللغة، أو كما يميل علماء الاجتماع إلى القول بأنه يتم التفاعل مع الآخرين عبر "تبادل التفاعل الرمزي" (2) . ويتوافق أساس بناء نظرية "التفاعل الرمزي ونظرية التوقعات الاجتماعية" مع التوجه الحديث لنظريات الاتصال الحديثة، ودراسة تأثيرها في السلوك الإنساني. فقد أشار "جوجر ميد" إلى أن هناك درجة كبيرة من المرونة في تصرفات الإنسان إزاء ظرف واحد في أوقات مختلفة، إذ لم يكن لهم أن يخططوا لسلوكهم في ضوء توقعاتهم بالكيفية التي ستحدث بها الأمور(3). فالأفعال الاجتماعية تتحدد عبر عملية تبادل التأويلات، وتقدير المواقف التي تواجه الأفراد على أساس أن الفعل يتضمن الذات والدور الذي يشغله الفرد وأن المعلومات التي تتوافر لدى الفرد والمواقف، والتوقعات هي محور التفاعل الاجتماعي (4). وهكذا فإن نظرية "التفاعلية الرمزية " تتوافق مع نظرية "التوقعات الاجتماعية " في التأكيد على علميات التفسير، والفهم والتقييم لطبيعة التفاعل الرمزي، فهي ليست مجرد وسيلة تتشكل عبرها الأبنية الثقافية والاجتماعية والنفسية التي يتضمنها السلوك مسبقاً، بل إن طبيعة التفاعل الرمزي بين الأفراد تؤكد على تغيير الأبنية الاجتماعية، والنفسية، والثقافية عبر تغير تعريفات البشر وأنماط سلوكهم ويمكن تحديد الفرضيات الأساسية التي قامت عليها نظرية "التفاعلية الرمزية" (4) والتي وضعها " هربرت" "بلومر" بالآتي (6).
1- إن الناس فرادى وجماعات معدون للتفاعل على أساس معاني الموضوعات التي يتألف منها عالمهم، ويرتكز السلوك على هذه المعاني والموضوعات على ثلاثة موضوعات رئيسة، الطبيعية (كالأشجار) والموضوعات الاجتماعية (كالأدوار) والموضوعات المجردة (كالأخلاق).
2- إن الكائن البشري هو المسؤول الأول والأخير عن السلوك الذي يسلكه، والفرد بذلك هو الذي يتفاعل مع نفسه في العملية التي تحدد نوع السلوك الذي يسلكه تجاه الآخرين.
3- إن أفضل طريقة للنظر إلى المجتمع اعتباره نظاماً للمعاني، ويعد إسهام الأفراد في المعاني المشتركة المرتبطة برموز اللغة نشاطاً مرتبطاً بالعلاقات بين الأشخاص تنبثق منه توقعات ثابتة ومفهومة لدى الجميع.
4- إن الروابط التي توحد بين الناس، والأفكار والمعتقدات تعد كلها أبنية شخصية من المعاني الناشئة عن التفاعل الرمزي وهكذا فإن المعتقدات الذاتية لدى الناس عن أنفسهم وعن الآخرين هي أهم حقائق الحياة الاجتماعية.
5- إن السلوك الفردي في موقف ما يتوقف على المضامين والمعاني التي تربط الناس بهذا الموقف، فالسلوك ليس رد فعل أوتوماتيكياً أو استجابة آلية لمؤثر خارجي، ولكنه ثمرة أبنية ذاتية حول النفس والآخرين والمتطلبات الاجتماعية للموقف.
ويلخص "ديفلير وروكيتش" العلاقة بين الواقع الاجتماعي والمعرفة، والسلوك، والنظام الاجتماعي عبر الشكل الآتي:
وبالنظر إلى هذه العلاقة يتضح لنا الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام داخل المجتمعات الحديثة، فهي المصدر الرئيس في بناء المعرفة بالنسبة لعدد كبير من الأفراد داخل المجتمع. فعلى سبيل المثال نجد أن "الدراما التلفزيونية" التي تعد قوة مؤثرة في المجتمع المعاصر لا يستهان بها في تشكيل عقليات الجمهور فيما يتصل بالشخصيات والمؤسسات والأفكار والرموز الثقافية، وفي تمكينهم من أن يروا على الطبيعة صوراً واقعية لحياة الشعوب الأخرى تمدهم بالمعلومات وتزودهم بالمعارف والأفكار، والقيم التي تساعد على رفع مستوى الوعي لديهم (7).
كما أنها تبني صوراً متراكمة في أذهانهم مما يجعلهم يربطون بين هذه الصور المقدمة في الدراما وبين الواقع الذي يدور من حولهم، كما أن واقعية الشخصيات والأفكار وتكرارها يجعل للدراما قوة حقيقية بإمكانها صنع الصورة الذهنية وصياغتها عند الأفراد والشعوب.
وتمارس وسائل الإعلام اليوم دوراً رئيساً في تقديم الأحداث التي تعكس الواقع الاجتماعي المحلي منه والإقليمي والعالمي.
فوسائل الإعلام تقدم العادات والتقاليد والأساطير والمعتقدات، وهي بذلك تعد مصدر رئيس ومهم في تقديم معلومات وصور مهمة تساعد الأفراد في تكوين معتقدات وآراء عن النظم الاجتماعية الأخرى التي يعيش فيها الأفراد الآخرين، فعندما يتعرض الشباب لوسائل الإعلام المختلفة فإنهم يرون عشرات من الجماعات المختلفة مثل العصابات، فرق الموسيقى المهن المختلفة وقائمة من النماذج الأخرى ويستطيع الشباب بذلك أن يتعلموا من مصادر الإعلام نوع السلوك المتوقع منهم إذا ما أصبحوا في أماكنهم (8).
فغالباً ما ينظر الناس إلى وسائل الإعلام بكونها أدوات تعكس العالم المحيط بهم فالمادة الإخبارية تستخدم في مراقبة البيئة وتعكس الدراما قيم المجتمع وعاداته وأنماط معيشته فالمضامين الإعلامية تراعى الواقع المعاش للمتلقين حيث تختص الأخبار بواقع العالم الخارجي وتتولى المسلسلات الدرامية تقديم الواقع الداخلي للمجتمعات (9).
وبذلك تساعد وسائل الإعلام في بناء هذا الواقع، فالواقع المنقول من وسائل الإعلام لا يعبر بالضرورة عن الواقع الحقيقي عن تلك المجتمعات وتعد وسائل الإعلام بذلك أحد أنماط المجتمع الثقافية، ومصدراً لما هو متوقع منهم فهي مصدراً للتوقعات حول كيفية تصرف الناس في الأنواع الأخرى من الجماعات.
مما تقدم يمكن تلخيص أسباب اختيار نظرية التوقعات الاجتماعية كإطار نظري للدراسة بالآتي:
أ- تدرس هذه النظرية ارتباط العادات اللغوية بسلوك الناس، فعن طريق تلك العادات يمكن تحليل كيف يكتسب الناس تحديدات مشتركة لمعاني الأشياء، بما في ذلك قواعد الحياة الاجتماعية، وذلك بالتفاعل مع الآخرين عن طريق اللغة، أو كما يميل علماء الاجتماع إلى القول بأنه يتم التفاعل مع الآخرين عبر تبادل التفاعل الرمزي.
ب- يتوافق أساس بناء نظرية "التفاعل الرمزي" ونظرية "التوقعات الاجتماعية " مع التوجه الحديث لنظريات الاتصال الحديثة، ودراسة تأثيرها في السلوك الإنساني، مما تكون قريبة جداً من دراستنا الخاصة بانعكاسات قضايا الحداثة في المسلسلات المدبلجة على النسق القيمي للشباب.
ج- تركز هذه النظرية في الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام داخل المجتمعات الحديثة، فهي المصدر الرئيس في بناء المعرفة لعدد كبير من الأفراد داخل المجتمع. ومنها دور الدراما التلفزيونية في المجتمع المعاصر، إذ تعد قوة مؤثرة لا يستهان بها في تشكيل عقليات الجمهور فيما يتصل بالشخصيات والمؤسسات والأفكار والرموز الثقافية، وفي تمكينهم من أن يروا على الطبيعة صوراً واقعية لحياة الشعوب الأخرى تمدهم بالمعلومات وتزودهم بالمعارف، والأفكار، والقيم.
_______________
(1) د. حسن عماد مكاوي وليلى حسين السيد الاتصال ونظرياته المعاصرة. مرجع سابق، ص 148.149_
(2) عبد الرازق جلبي: الاتجاهات الأساسية في نظرية علم الاجتماع، دمشق، دار المعرفة الجامعية، 1999، ص141.
(3) جوناثان تيرنر: بناء النظرية الاجتماعية، ترجمة: محمد سعيد فرج، القاهرة، منشأة المعارف بالإسكندرية، 1999، 328.
(4) منى حلمي الرفاعي: التعرض للدراما المصرية في التليفزيون وأدراك الشباب المصري للعلاقة بين الجنسين، رسالة ماجستير (غير منشورة) قدمت إلى جامعة القاهرة كلية الإعلام عام 2003، ص 8.
(5) سيد علي شتا: نظرية علم الاجتماع القاهرة، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، 1997، ص328.
(6) علا عبد القوي عامر محمد، صورة الفتاة المصرية في المسلسلات التلفزيونية وعلاقتها بواقعها الاجتماعي، رسالة ماجستير (غير منشورة) قدمت إلى جامعة القاهرة كلية الإعلام عام 2009، ص 45.
(7) جيهان يسير: رأي الفتاة الجامعية في صورتها التي تقدمها الدراما العربية بالتلفزيون، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، العدد (4) أكتوبر 2002 م، ص 22-23.
(8) د. بركات عبد العزيز مشاهدة التليفزيون كأحد العوامل المفسرة للمشكلات السلوكية لدى الأطفال، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، القاهرة، جامعة القاهرة، العدد: 17، أكتوبر – ديسمبر، 2002م، ص2.
(9) علا عبد القوي عامر محمد صورة الفتاة المصرية في المسلسلات التلفزيونية وعلاقتها بواقعها الاجتماعي، رسالة ماجستير (غير منشورة) قدمت إلى جامعة القاهرة كلية الإعلام عام 2009.