الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التعلم النشط / الدرس الأول
المؤلف: الأستاذ الدكتور محمود العيداني
المصدر: دروس منهجية في علم النفس التربوي
الجزء والصفحة: ص 99 ــ 109
2024-12-02
209
أهداف الدرس
يتوقع من الطالب في نهاية هذا الدرس ما يأتي:
1- التعريف بالمقصود بالتعلم النشط.
2ـ تكوين فكرة عامة عن استراتيجيات التعلم النشط وأسسه.
3ـ توضيح أبرز فوائد التعلم النشط.
4ـ توجيه آثار التعلم النشط على عناصر العملية التعليمية التعلمية.
5ـ تفسير أهمية التعلم النشط وفاعليته في مجال التعليم والتعلم.
مقدمة الدرس
يفكر الباحثون والمهتمون في مجال عملية التعليم في مجتمعاتنا كثيراً في أسباب انهيار عملية التعليم وانخفاض ثمارها في مجتمعاتنا، على الرغم من توفير كثير من الأجواء والأساليب والوسائل والإمكانات المادية والمعنوية، وبعد أن ثبت عدم فاعلية التعلم التقليدي القائم على التلقين في تحقيق الأهداف التعليمية وتأثيره في ذلك، وفي ظل التطور المعرفي، تأتي أساليب التعلم الحديثة، التي تعد المتعلم محور العملية التعليمية، ويأتي التعلم الفعال (النشط) ليفعل عمليتي التعليم والتعلم، وينشط المتعلم، ويجعله يشارك بفعالية.
المطلب الأول: التعريف بالتعلّم النشط
أولا: المقصود بالتعلم النشط
ظهر مصطلح التعلم النشط في السنوات الأخيرة من القرن العشرين، وتزايد الاهتمام به مع بدايات القرن الحادي والعشرين، وكان لعصر الثورة المعرفية دور رئيس في دعم التعلم النشط كأحد الاتجاهات التربوية والنفسية المعاصرة ذات التأثير الإيجابي الكبير على عملية التعلم، والانتقال من دور المعلم في التعليم السلبي كناقل للمعلومات والمعارف إلى موجه ومرشد وميسر في تعلم الطالب (1).
يمكن تعريف التعلم النشط بما يلي:
ذلك النمط من التعلم الذي يفعل من دور الطالب في التعلم، فلا يكون الطالب فيه مجرد متلق للمعلومات فقط، بل مشاركاً وباحثاً عن المعلومة بوسائل شتى ممكنة (2).
وبكلمات أكثر دقة هو نمط من التعلم يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الإيجابية للمتعلم، التي من خلالها قد يقوم بالبحث، مستخدماً مجموعة من الأنشطة والعمليات العلمية، كالملاحظة ووضع الفروض والقياس وقراءة البيانات والاستنتاج والتي تساعده في التوصل إلى المعلومات المطلوبة بنفسه وتحت إشراف المعلم وتوجيهه وتقويمه.
ومن المتوقع من التعلم النشط أن يربي الطلاب على ممارسة القدرة الذاتية الواعية التي لا تتلمس الدرجة العلمية كنهاية المطاف، ولا طموحاً شخصياً تقف دونه كل الطموحات الأخر، فهو تعلم يرفع من مستوى إرادة الفرد لنفسه ومحيطه، ووعيه لطموحاته ومشكلات مجتمعه، وهذا يتطلب منه أن يكون ذا قدرة على التحليل والبلورة والفهم، ليس من خلال المراحل التعليمية فقط، ولكن بصورة مستمرة ينتظر أن توجدها وتنميها المراحل التعليمية التي يمر من خلالها الفرد.
وعلى هذا، فالتعلم النشط يعلم المتعلمين التعامل مع الأفكار لا مع الأشخاص. وهذا يعني أنه يحول العملية التعليمية التعلمية إلى شراكة بين المعلم والمتعلم.
ويمكننا أن نعرف التعلّم الفعال بلحاظ الأهداف التعليمية، بأنه ذلك النمط من التعلم الذي يؤدي فعلاً إلى إحداث التغيير المطلوب، أي: تحقيق الأهداف المرسومة للمادة، سواء المعرفية أو الوجدانية أو المهاريّة، ويعمل على بناء شخصية متوازنة للطالب (3).
والتعلم النشط يضع الطلاب في مواقف تعلمية غنية بالمهام العقلية، بحيث يقرأون ويكتبون ويتحدثون ويستمعون ويفكرون بعمق، وأن التعلم النشط - أيضاً - يضع المسؤولية في تنظيم عملية التعلم في أيدي الطلاب أنفسهم (4).
ثانيا: أقوال في التعلم النشط
1ـ المتعلم النشط يسعى بقوة لتحمل أكبر قدر ممكن من المسؤولية من أجل تعلمه، حيث يقرر الطلاب كيف ولماذا يحتاجون أن يعرفوا؟ وما الذي ينبغي أن يعملوه؟ وكيف ينفذون ويخططون لتعلمهم؟ وهم دائماً يقيمون أعمالهم وتعلمهم باستمرار من أجل تحقيق تعلم أفضل.
2ـ المتعلم ليس كمشاهد ومتفرج على رياضة ما، فالطلاب لا يتعلمون كثيراً عندما يستمعون سلبياً للمعلم، أو عندما يكون هدفهم هو تذكر واستظهار المعلومات، بل ينبغي أن يتحدثوا ويكتبوا عن ما الذي تعلّموه؟ ويربطون ما تعلموه بخبراتهم السابقة، ويطبقونها في حياتهم اليومية، وأن يجعلوا ما تعلموه جزءاً من أنفسهم حتى يصبحوا متعلمين نشطين.
3ـ في التعلم النشط ينقذ الطلاب أغلب العمل (النشاط)، فهم يستعملون عقولهم ويدرسون الأفكار ويحلون المشاكل ويطبقون ما تعلموه. التعلم النشط ممتع، وداعم، ويجعل كل طالب ينهمك بالنشاط حتى يتعلم بشكل أفضل، وهو يساعد المتعلمين على أن يستمعوا ويلاحظوا ويناقشوا ويشاركوا الآخرين بفاعلية.
4ـ الطلاب في التعلم النشط يتعلمون من خلال انشغالهم في عمليات التعلم حسياً وعاطفياً وجسدياً وذهنياً.
المطلب الثاني: أبرز فوائد التعلم النشط
وأما فوائد التعلم النشط الفعّال، فهي كثيرة، نذكر منها:
1- أن لمعارف المتعلمين السابقة خلال التعلم النشط أهمية كبيرة في مجال تعلم المعارف الجديدة، وهذا يتفق مع مبدأ استثارة المعارف بوصفه شرطاً ضرورياً للتعلم.
2- توصل المتعلمين خلال التعلم النشط إلى حلول ذات معنى عندهم للمشكلات؛ لأنهم يربطون المعارف الجديدة أو الحلول بأفكار وإجراءات مألوفة عندهم، وليس استخدام حلول جاهزة من أشخاص آخرین.
3ـ حصول المتعلمين خلال التعلم النشط على تعزيزات كافية عن فهمهم للمعارف الجديدة.
4- أن الحاجة إلى التوصل إلى ناتج أو التعبير عن فكرة خلال التعلم النشط تجبر المتعلمين على استرجاع معلومات من الذاكرة ربما من أكثر من موضوع، ثم ربطها ببعضها، وهذا يشابه المواقف الحقيقية التي سيستخدم فيها المتعلم المعرفة.
5ـ يبين التعلم النشط للمتعلمين قدرتهم على التعلم بدون مساعدة سلطة (معلم مثلاً أو عائلة)، وهذا يعزز ثقتهم بذواتهم.
6- يساعد التعلم النشط على تغيير صورة المعلم بأنه المصدر الوحيد للمعرفة، وهذا له تضمين مهم في النمو المعرفي المتعلق بفهم طبيعة الحقيقة (5).
المطلب الثالث: تأثير التعلم النشط على عناصر العملية التعليمية التعلمية
ومن أهم ما يميز استخدام التعلم النشط في العملية التعلمية، هو الأثر الذي يتركه على جميع عناصر العملية التعليمية من متعلم، معلم، بيئة التعلم، المنهاج، المدير.
أولا: المتعلم
يعد التعلم النشط المتعلم محور العملية التعليمية، والذي يقوم على مشاركة المتعلم والمعلم في عملية التعلم، وأن يكون تعلم الموقف التعليمي التعلمي قائماً بين الطرفين وبشكل مشترك. وهذا ما يقود إلى اكتساب المتعلم للمعلومات والمهارات بشكل فعال، فضلاً عن بقائها لمدة طويلة في ذاكرة المتعلم. ويعمل التعلم النشط على تنمية مهارات التفكير عند المتعلم وإكسابه القدرة على تحليل المواقف وحل المشكلات التي تواجهه (6).
ثانيا: المعلم
يعمل التعلم النشط على خلق جو تعليمي فعال ومناسب، داخل غرفة الصف، ويتيح له العديد من الوسائل والأساليب التي يستخدمها في عمليتي التعليم والتعلم.
وحتى يكون المعلم قادراً على تطبيقه في غرفة الصف لا بد له من أن يتمتع بصفات شخصية كأن يكون متقبلاً للنقد، ذا عقلية منطقية، غير متسلط في قراراته، مخلصاً لعمله يمتلك المعرفة في المادة التي يدرسها، وملمّاً بأساسيات التعلم النشط، ومثقفاً، ولديه القدرة على التحليل والإبداع ... ولا بد - أيضاً - من أن لا يكون متناقضاً في سلوكه مع المتعلمين داخل غرفة الصف وخارجها، وذلك حتى يكسب ثقة المتعلمين (7).
ويجب أن يُدرك المعلم جيداً أن استراتيجيات التعلم النشط يمكن أن تتم من قبل الطلاب (داخل أو خارج الفصل)، أو بشكل فردي أو مجاميع، ومع أدوات التقنية أو بدونها (8).
وإن المعلم عندما يوظف استراتيجيات التعلم النشط، فإنه عادة:
1ـ يقضي نسبة كبيرة من الوقت في مساعدة الطلاب على تحسين فهمهم ومهاراتهم (تحفيز التعلم العميق).
2- يقضي وقتاً أقل في نقل المعلومات والمعارف.
3ـ يقدم الفرص للطلاب من أجل أن:
أ- يطبقوا ويوضحوا ما الذي يتعلمونه.
ب - يستقبلوا تغذية راجعة فورية من أقرانهم أو المعلم.
ومن المهم أن يدرك المعلم جيداً أن استراتيجيات التعلم النشط ما هي إلا أدوات مساعدة يستخدمها بهدف تحقيق تعلم أفضل للطلاب، وأن لا تكون الاستراتيجية الهدف النهائي للتعلم، فكثير من المعلمين يعتقد أنه بمجرد تطبيق الاستراتيجية قد ضمن تعلم الطلاب؛ لذلك، ينبغي على المعلم الناجح أن يستخدم أدوات تقويم مختلفة ومتنوعة تتناسب مع الموقف التعليمي (9).
ثالثاً: المنهاج
يكون التعامل مع المنهاج على أساس استخدام أساليب التعلم النشط وذلك من خلال الإلمام به من قبل المعلم، وإخضاعه لاستراتيجياته عند تنفيذه، وبمشاركة المتعلم، وهذا لا يُغني في الأساس عن قيام مؤلفي المنهاج بمراعاة استراتيجيات التعلم النشط عند التأليف، وهذا يعني أن يكون المنهاج قائماً على اكتساب المتعلم للمعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات والمبادئ، إضافة إلى إكسابه القدرة على التحليل والتركيب وتنمية المهارات العقلية الأخر لديه (10).
رابعاً: بيئة التعلم
حتى نستطيع تطبيق أساليب التعلم النشط في البيئة الصفية، لابد من أن يكون التعلم داخل غرفة الصف مشجعاً، ويكون تحقيق التعلم بشكل فعال من خلال إعطاء المعلومات والإرشادات.... الخ في الغرفة الصفية وبشكل قائم على التفاعل المشترك بين المعلم والمتعلم والأسلوب المستخدم في تنفيذه أو توصيل هذه المعلومات، وأن يلجأ المعلم إلى التنوع في طرح الأساليب من أجل توصيل الأفكار والمعلومات إلى المتعلم، والذي يحدد الوسيلة في توصيل المعلومة هو طبيعة المعلومة.
إلا أن تطبيق استراتيجيات التعلم النشط في غرفة الصف يواجه العديد من المعوقات التي تحد من استخدامه؛ وذلك في أعداد المتعلمين الكبيرة في غرفة الصف، وعدم تغطية كمية كبيرة من المنهاج المقرر خلال الفترة الزمنية المحددة، ونقص المواد والمعدات اللازمة لدعم التوجه للتعلم النشط، واعتقاد المعلمين بأن تعميم استراتيجيات التعلم النشط تأخذ وقتاً طويلاً في التحضير للدروس (11).
ولكن، ليس صعباً التغلب على المعوقات المتقدمة الذكر، وهذا يتطلب من المعلم أن يختار الأنشطة التي تزيد من دافعية المتعلمين، والتي تعمل على مشاركتهم في تعلمهم للموقف التعليمي التعلمي.
ويتطلب الأمر - أيضاً - أن يكون المعلم نفسه مؤمناً باستراتيجيات التعلم النشط، وأيضاً بأن تتوافر لديه المعرفة الكافية به، والتخطيط الدقيق للدروس التي تمكنه من استخدام أساليب التعلم النشط بشكل فعال. ونتيجة للمعرفة الكافية باستراتيجيات التعلم النشط، والتخطيط السليم، عندها يكون أكثر قدرة على اختيار الأنشطة الملائمة لطبيعة المادة التي يدرسها.
خلاصة الدرس
1- التعلم الفعال، هو ذلك النمط من التعلم الذي يفعل من دور الطالب في التعلم، فلا يكون الطالب فيه متلقياً للمعلومات فقط، بل يصير مشاركاً وباحثاً عن المعلومة بوسائل شتى ممكنة.
2- فوائد التعلم النشط الفعال كثيرة، منها: أن معارف المتعلمين السابقة خلال التعلم النشط تشكل أهمية كبيرة في مجال تعلم المعارف الجديدة، وهذا يتفق مع مبدأ استثارة المعارف كشرط ضروري للتعلم وأن المتعلمين يحصلون خلال التعلم النشط على تعزيزات كافية عن فهمهم للمعارف الجديدة.
3ـ من أهم ما يميز استخدام التعلم النشط في العملية التعلمية، هو الأثر الذي يتركه على جميع عناصر العملية التعليمية من: متعلم، معلم، بيئة التعلم، المنهاج، المدير.
اختبارات الدرس
1- ما هو المقصود بالتعلم الفعال؟
2- أذكر ثلاثة من استراتيجيات التعلم النشط وأسسه؟
3- عدد أبرز فوائد التعلم النشط؟
4ـ ما هو تأثير التعلم النشط على المتعلم؟
5ـ بين الأثر الذي يتركه التعلم النشط على المنهج الدراسي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ راجع: فاعور، بسمة، مجلة قطر الندى: ص 14، وشاهين، عبد الحميد، استراتيجيات التدريس المتقدمة واستراتيجيات التعلم وأنماط التعلم: ص 103.
2ـ راجع: شهاب، میسون، مجلّة قطر الندى: ص 6.
Active Learning and Teaching Methods' Northern Irland Curriculum' 3. Bonwell & Eison. Active learning: Creating excitement in the classroom..
3ـ راجع حسين فرج، عبد اللطيف، طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين: ص 187.
4ـ المصدر السابق.
5ـ راجع: حسين فرج، عبد اللطيف طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين: ص 188ـ 189، وشهاب ميسون، مجلة قطر الندى ص 7.
Active Learning: Creating Excitement in the Classroom. Charles C. Bonwell Active Learning Workshops. 2. Active Learning Strategies in Face-to-Face Courses. Barbara J. Millis. The University of Texas at San Antonio. 2-3. Harasim, L., Starr, R. H., Teles, L. & Turnoff, M. (1997). Learning networks: Afield guide to leaching and learning online. Cambridge, MA: Massachusetts Institute of Technology. 29.
6ـ راجع: حسين فرج، عبد اللطيف، طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين: ص 187.
Active Learning Handbook. Daniel Bell and Jahna Kahrhoff 10-11.
7ـ المصدر السابق.
8ـ راجع: المصدر السابق، ص 4، 7، 8، وشهاب، ميسون، مجلة قطر الندى: ص 7.
9ـ راجع: أمبو سعيدي والبلوشي، عبد الله وسليمان، طرائق تدريس العلوم: ص 132، 133، 144.
10ـ راجع: شاهين، عماد، مبادئ التعليم المدرسي للأهل والمعلمين: ص 36 ـ 38، الوكيل والمفتي، حلمي ومحمد، أسس بناء المناهج: ص 65 - 73، 87 ـ 93.
11ـ راجع شاهین، عماد، مبادئ التعليم المدرسي للأهل والمعلمين: ص 33 ـ 34.