الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
إطلالة على موضوع مهارات التعلم
المؤلف: الأستاذ الدكتور محمود العيداني
المصدر: دروس منهجية في علم النفس التربوي
الجزء والصفحة: ص 25 ــ 40
2024-11-25
234
يتوقع من الطالب في نهاية هذا الدرس ما يأتي:
1ـ التعريف بمهارات التعلم وما يرتبط بها بصورة عامة.
2- تحديد أهم محاور البحث في مهارات التعلم.
3ـ التمييز بين أهم الموضوعات المتداولة في مجال مهارات التعلم
4ـ إدراك الهدف العام من وراء موضوع مهارات التّعلّم وتبنيه عملياً.
5ـ تقدير أهمية البحث والتحقيق في مجال مهارات التعلم.
مقدمة الدرس
التعلم عملية أساسية في الحياة، لا يخلو منها أي نشاط بشري مهما كان بسيطاً، بل هي جوهر هذا النشاط. فبواسطة التعلم يكتسب الإنسان مجمل خبرته، وعن طريقها ينمو ويتقدم، وبفضلها يستطيع أن يواجه الأخطار التي قد يواجهها في حياته، كما أنها أداته التي يتمكن من خلالها أن يقهر الطبيعة من حوله، ويسيطر عليها، ويسخرها، وأن يكون أنماط السلوك على اختلافها، وأن يُقيم المؤسسات الاجتماعية، ويصبح منتجاً للعلم والفن والثقافة، وحافظاً لها، وناقلاً لها عبر الأجيال، فيعلمهم ليكونوا بمنزلة الطاقة التي تؤدي إلى تغييره الدائم، وتجدده المتواصل؛ ولهذا، تمثل عملية التعلم جانباً مهماً من حياة كل فرد وكل مجتمع، فقد أنشئت لها المؤسسات المسؤولة عن إدارتها وجريانها وتوجيهها.
المبحث الأول: موضوع مهارات التعلم والهدف العام منه
قبل أية فعالية، لا بد من بيان موضوع تلك الفعالية والهدف منها، وما لم يتم ذلك قبل كل شيء، فإن العمل سيبقى سائراً على غير هدى، فتضيع الجهود، ويُهدر الوقت النفيس، فما هو موضوع (مهارات التعلم)؟ وما هو الهدف العام من وراء البحث في هذا الموضوع؟
ولكي لا تترك عملية التعلم عرضة لعوامل المصادفة والعشوائيّة والارتجال، ونظراً إلى الدور المهم والحساس الذي تقوم به هذه العملية في حياة الفرد والمجتمع - مهما كان مستوى ذلك الفرد والمجتمع ـ فقد اهتم الناس بها أيما اهتمام على اختلاف مشاربهم، كما انكب العلماء والدارسون على تبيّن طبيعتها، ومعرفة آليّاتها، والوقوف على الشروط المؤثرة فيها إيجاباً وسلباً؛ سعياً وراء الوصول إلى قوانينها الخاصّة.
بناءً على ما تقدم، كان من اللازم الاهتمام المبرمج والمدروس بعملية التعلم، بحيث توضع يد الطالب على أهم المهارات اللازمة لوصول أيسر وأسرع إلى مصادر المعلومات من جهة، واستفادة أكبر من تلك المصادر من جهة أخرى، فيكون التعلم جذاباً ونشطاً وخلاقاً، ولكي لا يقع في بعض ما قد يقع فيه المتعلم من آفات ورذائل.
هذا علاوة على أهمية وضرورة تطوير عمليات التفكير ومهاراته المختلفة؛ فإن هذه المكوّنات لا تنمو تلقائياً، إذ يمكن تعليم وتعلم مهارات واستراتيجيات أيّ نمط من أنماط التفكير والعمليات العقلية المصاحبة له، مثل قدرتنا على تعلّم مهارات واستراتيجيّات (التفكير حول التفكير) (1).
المبحث الثاني: التعريف بأهم محاور البحث في مهارات التّعلّم
وأما أهم المباحث التي سنتعرض لها في هذا الكتاب للوصول إلى الأهداف المحددة له، فهي كما يأتي:
المطلب الأول: التعليم
أولا: التعريف بالتعليم
التعليم والتعلم من المفاهيم الأساسية في مجال علم النفس بصفة عامة وفي مجال علم النفس التربوي بصفة خاصة، وبالرغم من ذلك، فإنه ليس من السهل وضع تعريف محدد لهذين المفهومين؛ ولهذا، تعددت تعاريفهما.
وقد من تعريف التعليم بصورة عامة بدورين رئيسين، هما:
الأول: الدور القديم
ويعرف التعليم في هذا الدور بأنه: العملية المنظمة التي يمارسها المعلم بهدف نقل ما في ذهنه من معلومات ومعارف إلى المتعلمين الذين هم بحاجة إلى تلك المعارف.
وفي هذا التعريف للتعليم، نجد أن المعلم يرى أن في ذهنه مجموعة من المعارف والمعلومات ويرغب في إيصالها إلى الطلاب؛ لأنه يرى أن بهم حاجة إليها، فيمارس إيصالها إليهم مباشرة من قبله شخصياً وفق عملية منظمة ناتجها هو التعلّم، ويتحكم المعلم في درجة تحقق حصول الطلاب على تلك المعارف والمعلومات.
الثاني: الدور الجديد
ويُعرف التعليم في هذا الدور بأنه تحديد السلوك الواجب تعلمه، ووصف الظروف التي تتحقق فيها الأهداف مع التحكم في تلك الظروف.
فالتعليم - على هذا - نشاط تواصلي يهدف إلى إثارة التعلم وتحفيزه وتسهيل حصوله، إنه مجموعة الأفعال التواصلية، والقرارات التي يتم اللجوء إليها بشكل قصدي ومنظّم، أي: يتم استغلالها وتوظيفها بكيفية مقصودة في إطار موقف تربوي - تعليمي.
والخلاصة: التعليم: مجموعة المواقف والأحداث المعقلنة والمخططة لتمهيد وتعزيز التعلم وتنشيطه لدى الإنسان (2).
وأما مفهوم (التدريس)، فيمكن عده الجانب التطبيقي للتعليم، أو أحد أشكاله وأهمها، فالتدريس نشاط تواصلي يهدف إلى إثارة التعلم، وتسهيل مهمّة تحقيقه (3).
ثانياً: دور الطالب والمعلم بناء على التعريفين
ويختلف دور الطالب باختلاف التعريفين؛ إذ يكون دوره بناء على الأول مجرد التلقي والاستماع والترديد لما يسمعه من المعلم. فيما دوره على الثاني التدرب على ممارسة عمليات الانتباه والتذكر والتفكير والتنظيم والاستيعاب، إلى غير ذلك من العمليات النشطة الفعّالة.
وباختلاف هذين التعريفين والدورين سيختلف دور المعلم أيضاً قطعاً؛ فهو على الأول مجرد ملقّن وناقل للمعلومات على أحسن الأحوال، وأما بناء على التعريف الثاني، فهو مجرد منسق ومنظم ومعقب ومتابع للتحقق من تحقيق التعلم.
وبعبارة أخرى دوره على التعريف الثاني هو تنظيم الخبرات والمواقف والأحداث، وإعداد المهام التي سيتفاعل معها الطلبة، واستثارة دوافعهم.
المطلب الثاني: التعلم
أولا: التعريف بالتعلم
التعلم نتيجة عملية التعليم، ولكن ما هي حقيقة التعلم؟ وما هو الأثر الذي يُخلفه التعليم ويُسمى: تعلماً؟
للتعلم تعاريف شائعة وكثيرة، نختار منها التعاريف الثلاثة التالية (4):
1ـ التعلم: عملية تذكّر
يرتبط هذا المفهوم بنظرية (هربارت) القديمة، التي تنص على أن الطفل يولد وعقله مثل الصفحة البيضاء، تزود بالمعرفة عن طريق الخبرة والتعلم.
وعلى أساس هذه النظرية، تم تفسير التعلم بأنه: عملية تخزين المعلومات عن طريق الحفظ لكي تُسترجع عند الحاجة عن طريق التذكّر.
وقد تفشى أثر هذا المفهوم الخاطئ في مجال الممارسات التعليمية، ومازال سائداً في بعض النظم التعليمية حتى اليوم.
وعلى الرغم من أن بعض مدارسنا اليوم تأخذ بهذا المفهوم للتعلم، فإن ذلك لا يرجع إلى صحة هذا المفهوم بقدر ما يرجع إلى سهولة الممارسات التي تترتب عليه، التي لا تتعدى التحفيظ، ثم التسميع والترديد.
2ـ التعلم: عملية تدريب العقل
ويرتبط هذا المفهوم بنظرية التدريب الشكلي (أو العقلي) لجان لوك، والتي ترى أن العقل مقسّم على عددٍ من الملكات، كملكة التفكير، وملكة التذكر، وملكة التخيل.
وتعطي هذه النظرية أهمية خاصة لبعض المواد الدراسية، كالرياضيات واللغة بوصفها أقدر من غيرها على تدريب هذه الملكات (5).
3ـ التعلم: عملية تغير في البنية المعرفية للمتعلّم
توصلت التجارب النفسية الحديثة إلى أن التعلم: عملية تغيّر وتعديل إيجابي في السلوك، ثابت نسبياً، يتم من خلال تفاعل الفرد مع بيئته أثناء جهوده فيها، للتكيّف معها بما يتفق مع ميوله ويحقق أهدافه (6).
وعلى هذا، فالتعلم هو: العملية التي يُدرك الفرد بها موضوعاً ما، ويتفاعل معه، ويستدخله، ويتمثله. فهو عملية يتم بفضلها اكتساب المعلومات والمهارات، وتطوير الاتجاهات (7).
كما ينتج عن نشاط التعلم - فضلاً عن تحصيل المعلومات والمهارات وغيرها - حصول تغير دينامي نفسي داخل الفرد.
وبناء على التعريف الأخير، فإن التعلم هو عملية (process)، وليس حدثاً (event)، يظهر على سلوك المتعلّم، وذلك بعد المرور بخبرة أو موقف تعليمي مخطّط له من قبل المعلم، وإنما التغير هو نتيجة تلك العملية.
وبعبارة أخرى: التعلم هو عملية تغيّر في البنية المعرفية للمتعلم، كمياً بتراكم الخبرات والمعلومات، وكيفياً بالتفاعل المستمر بين مكوناتها، من خلال عملية إحداث علاقات وارتباطات بين المعلومات الموجودة بالفعل في البناء المعرفي للمتعلم وما يقدم له من معلومات جديدة.
وبناء على ما تقدم، يتبيّن أن للتعلّم خصائص محددة، وهي:
1ـ أن التعلم يسفر عنه تغير في السلوك.
2- أنه يحدث كنتيجة للممارسة أو الخبرة، لا المرض أو النضج مثلاً.
3ـ أن التغير الذي يسفر عنه التعلم هو سلوك ثابت نسبياً، لا من قبيل التغير في السلوك نتيجة التعب مثلاً؛ فإنه لا يُعد تعلماً؛ إذ إنه يزول بزوال التعب.
4- أن التعلم لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر، وإنما من خلال سلوكٍ ما قابل للملاحظة (8).
ثانياً: مجالات التعلم
اتضح بما تقدم معنى التعلم وحقيقته، ولكن ما هي المجالات التي يمكن فيها التعلم؟
يرى (بلوم) وغيره من المتخصصين أن هناك ثلاثة مجالات للتعلم:
1ـ المجال المعرفي.
2ـ المجال النفسي حركي.
3ـ المجال الوجداني.
أما المجال المعرفي، فهو المجال الذي يخاطب الجانب الإدراكي والعقلي عند المتعلم من قبيل: المعرفة والفهم والتحليل وغيرها.
وأما المجال النفسي حركي، فهو المجال الذي يخاطب الجانب الحركي أو المهاري، كما في تعلم الرسم أو الحركات الرياضية مثلاً. وأما المجال الوجداني، فهو الجانب الذي يخاطب الميول والاتجاهات والعواطف عند المتعلم، كالتقييم والتقدير وغيرهما. والمجالات السابقة هي المجالات التي تصاغ على أساسها الأهداف الثلاثية للتعليم بصورة عامة (9).
ثالثاً: شروط التعلم
تحدث عملية التعلم - كما تقدم - كنتيجة لتفاعل الفرد مع بيئته، واكتسابه أنماطاً سلوكية جديدة تساعده على التكيف مع هذه البيئة، إلا أن هناك شروطاً لتحقق التعلم الجيد، سواء أكان هذا التعلم داخل المدرسة أم خارجها، ومن أهم هذه الشروط ما يأتي:
أ- النّضج والتدريب: يتعلّق النضج بالنمو في بعض أجهزة الفرد الداخلية، وبدون هذا النمو لا يتأتى للجهاز القيام بوظيفته. وأما التدريب، فيتعلق بالتعلم؛ فتعلم اللغة عند الإنسان يتوقف على مدى تدريب هذا الإنسان عليها؛ لأن نضج جهازه الصوتي غير كاف لإحداث التعلم.
ب- الدافعية: يحدث التعلّم في وضع (موقف) سيكولوجي معين بسبب وجود حالة من التوتر لدى الفرد، بحيث يهدف نشاط التعلم إلى إشباع وخفض حالة التوتر الناتجة عن وجود دافع معين عند الفرد. ومن هنا تأتي القاعدة السّيكولوجية: لا تعلم بدون دافع (10).
ج- موضوع التعلم: إذا كان نشاط التعلم يرتبط بالدافعية، فإن موضوع التعلم يتخذ عدة صور، من قبيل: الأفكار، المواقف، المهارات.
د- الوضعيّة التعليمية: وهي السياق العام الذي يحدث فيه التعلم. وهي وضعية قد تكون تلقائية كما في (اللعب)، أو قصدية كما في (المدرسة)؛ لذا، فأي تعلم، حدوثه مرهون بسياق يجري فيه (11).
رابعاً: انتقال أثر التعلم
يقصد بمفهوم انتقال أثر التعلم تطبيق المعرفة السابقة في تعلم وفهم مهمة تعليمية جديدة، وقد يكون الانتقال عاماً يتمثل في تطبيق معلومات ومبادئ عامة فيتعلم المهارات المختلفة، أو خاصاً يحدث عندما يتم استخدام معرفة نوعية في تعلم مهمات تعليمية أخرى مشابهة أو مماثلة لها.
وتتوقف فاعلية التعلم على كيفية إتقان المتعلمين للمبادئ العامة التي يمكن تطبيقها في مواقف تعليمية أخرى.
المطلب الثالث: استراتيجيات التعليم والتعلم (12).
يعود أصل كلمة استراتيجية (strategy) إلى الكلمة اليونانية (strategia)، التي تعني البراعة العسكرية، أو: فن الحرب.
والاستراتيجية تشير إلى فن توزيع واستخدام وسائل وأدوات الجيش من أجل الوصول إلى هدف محدد.
وعند الالتحام المباشر مع العدو ينتقل التركيز إلى التكتيكات، والتي تشير إلى الطرق المتبعة في تنفيذ كل عنصر من عناصر الخطة، وطريقة توظيف جميع المصادر والإمكانات بما فيها الجيوش في المعركة.
تعريف الاستراتيجية والفرق بينها وبين الطريقة
وعلى هذا الذي تقدم، فالاستراتيجية، هي: - خطة تبين كيفية الوصول إلى هدف محدد وتشير إلى شبكة معقدة من الأفكار والتجارب والتوقعات والأهداف والخبرة والذاكرة، التي تمثل هذه الخطة، بحيث تقدم إطاراً عاماً لمجموعة من الأفعال التي توصل إلى هدف محدد.
وأما الطريقة، فهي: آلية وكيفية تنفيذ كل فعل من الأفعال المطلوبة لتطبيق الاستراتيجية، بالاعتماد على مجموعة من المصادر والأدوات.
وإذا ما انتقلنا إلى عالم التعليم، أمكن أن نستفيد مما تقدم فنقول: استراتيجيات التعليم: مجموعة الأساليب والخطط التي يتبعها المدرس للوصول إلى أهداف التعليم.
وأما طرائق التعليم، فهي ما يستخدم عادة من قبل المدرس، والتي تحدد آلية خلق البيئة المناسبة للتعلم، وتحديد طبيعة النشاط الذي يتضمن دور المعلم ودور الطالب خلال الدرس.
وأما استراتيجيات التعلم، فهي: مجموعة الأساليب والخطط التي يتبعها المتعلم للوصول إلى أهداف التعلم.
وبناء على ما تقدم، يمكن الوصول إلى الحقيقتين الآتيتين:
1ـ أن كل استراتيجية تعليم يُمكن أن ترتبط بمجموعة من استراتيجيات التعلم.
2ـ أن المائز بين استراتيجيّتي التعليم والتعلم، هو الدور الذي يؤديه كل من المعلم والمتعلم في النظام التعليمي؛ إذ هما محور تلك العملية. ففي التعليم التقليدي الذي يقوم على المحاضرة والتلقين، يكون المعلم محور العملية التعليمية، والمغذي الوحيد فيها، فما يتخذه المعلم من استراتيجيات للوصول إلى أهدافه يكون من استراتيجيات التعليم.
ولكن هناك استراتيجيات تعليم تتضمن تعليم الطالب كيف يتعلم، كيف يتذكر، كيف يفكّر، وكيف يجعل عملية التعلم أكثر متعة. وهذا ما يشير إلى مفهوم التعلم مدى الحياة، وهو التعلم النشط (الفعال).
وانطلاقاً من هذه الاستراتيجيات يكون للمعلم دور جديد يؤديه، وهو أن يكون ميسراً لعملية التعلّم، وأن يوظف إمكاناته وطاقاته في إيجاد وتعريف طرائق تجعل الطالب أكثر استقلالية.
وعلى هذا، فالفرق بين الاستراتيجيتين، هو أن استراتيجيات التعليم تركز على دور المعلم الذي يقوم به في إدارة العملية التعليمية، مع غض النظر عن نسبة هذا الدور، وأما الاستراتيجيات التي تركز على أن يكون المعلم مجرد ميسر لعملية التعلّم، وأن يكون الطالب هو محور هذه العملية، فهي استراتيجيات تعلم.
والنتيجة استراتيجيات التعليم تتضمن استراتيجيات تعلم، فيمكن للمعلم ضمن أي استراتيجية تعليم أن يستخدم أحد الاستراتيجيات التي تركز على تعلم الطالب، كما في الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم التفاعلي من قبيل: استراتيجية التعلم التعاوني.
المطلب الرابع: الأهداف التربوية والتعليمية ونتعرض لهذا العنوان لأسباب كثيرة، منها: أن الدماغ يعمل بصورة أحسن مع وجود الأهداف (13)، كما أن نجاح عملية التعليم والتعلم والبرامج التعليمية باختلاف أنواعها بصورة عامة إنما تقاس من خلال مقدار ما تحققه تلك العملية من الأهداف المخطط لها للطالب.
المطلب الخامس: التفكير الإبداعي
كما أننا سنتعرض في هذا الكتاب إلى مهارة التفكير الإبداعي أيضاً وتعلمها؛ إذ لم تعد عملية التعلم تهدف إلى اكتساب الطلبة مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات بقدر ما تهدف إلى تعديل وتغيير شامل وعميق لسلوك المتعلمين؛ ليُصبحوا أكثر قدرة على استثمار كل الطاقات والإمكانات الذاتية استثماراً ابتكارياً وإبداعياً وخلاقاً إلى أقصى الدرجات والحدود.
ويعد الإبداع أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعون يؤدون دوراً مهماً وفعالاً في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات: التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية.
إن أبسط وصف للتفكير الخلاق يكمن في مقولة: إنك لا تستطيع أن تحصل على حفرة جديدة طالما أنك تحفر في المكان نفسه، ولكن على عمق أكبر. وهو ما يعني أن التفكير الإبداعي هو بحث عن أساليب ورؤى جديدة للأمور (14).
المطلب السادس: المهارة
تعرف المهارة بأنّها: السلوك المتعلم أو المكتسب الذي يتوافر له شرطان جوهريان، أولهما: أن يكون موجهاً نحو إحراز هدف أو غرض معين، وثانيهما: أن يكون منظماً بحيث يؤدي إلى إحراز الهدف في أقصر وقت ممكن. وهذا السلوك المتعلم يجب أن يتوافر فيه خصائص السلوك الماهر.
ويُعرف بعضهم المهارة بأنها: (القدرة على الأداء السريع المدقق المضبوط)، وعليه، فالسلوك الماهر، هو ذلك السلوك الذي يؤدى في سرعة، وفي تدقيق، وفي طريقة خبيرة واعية مدربة (15).
خلاصة الدرس
1ـ هدف مهارات التعلم العام، هو الإهتمام المبرمج بعملية التعلم.
2ـ التعليم في الدور القديم هو: العملية المنظمة التي يمارسها المعلم بهدف نقل ما في ذهنه من معلومات ومعارف إلى المتعلمين.
وأما بناء على الدور الجديد، فالتعليم هو: تحديد السلوك الواجب تعلمه، ووصف الظروف التي تتحقق فيها الأهداف، مع التحكم في تلك الظروف.
3ـ ذكر للتعلم تعاريف كثيرة، منها: أنه عملية تذكر.
4ـ هناك ثلاثة مجالات للتعلم: المعرفي والمهاري، والوجداني.
5ـ شروط التعلم النضج والتدريب، الدافعية، موضوع التعلم، والوضعية التعليمية.
6- إستراتيجيات التعليم: مجموعة الأساليب والخطط التي يتبعها المدرس للوصول إلى أهداف التعليم.
وأما استراتجيات التعلم، فهي أفعال محددة يقوم بها المتعلم؛ لجعل عملية التعلم أسهل، وأسرع، وأكثر متعة وفاعلية.
7ـ إنتقال أثر التعلم: تطبيق المعرفة السابقة في تعلم مهمة تعليمية جديدة.
8ـ الأهداف التربوية والتعليمية: الأهداف المرجوة من عملية التربية والتعليم.
9ـ المهارة: التدريب المقصود، والممارسة المنظمة، تؤدى بطريقة ملائمة.
إختبارات الدرس
1ـ ما هو الهدف الأساسي من مهارات التعلم؟
2ـ مر تعريف التعليم بدورين: قديم وجديد. أذكرهما، ثم بين كيف يختلف على كل منهما دور المعلم والمتعلم.
3ـ ما المقصود من كون التعلم عملية تدريب للعقل؟
4ـ هناك ثلاثة مجالات للتعلم، أذكرها مع بعض التوضيح.
5ـ ما هو المقصود من (إنتقال أثر التعلم)؟ وما فائدته في مجال التعلم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ديبونو، نقلاً عن الصبيحي والعواد، إبراهيم ومحمد، أدوات واستراتيجيات إبداعية الطلاب وطالبات الجامعات ص 94.
2ـ راجع الدّريج، محمد، تحليل العملية التعليمية (مدخل إلى عملية التدريس): ص 13.
3ـ راجع مرعي والحيلة، توفيق ومحمد، طرائق التدريس العامة: ص 23.
4ـ سنتعرض إلى حقيقة التعلم بالتفصيل في أكثر من مورد سيأتي، منها: نظريات التعلم، ومنها: موضوع انتقال أثر التعلم، وغير ذلك.
5ـ سيأتي الكلام في تفصيل هذا التعريف وسلبيات النظرية في موضوع (انتقال أثر التعلم).
6ـ غالب، مصطفى، علم النفس التربوي، ص 105.
7ـ راجع الدريج، محمد، تحليل العملية التعليمية (مدخل إلى عملية التدريس): ص 13.
8ـ راجع: سارنوف، هاوارد اليزابيث، التعلم، ترجمة محمد عماد الدين ومراجعة محمد نجاتي: ص 35 ـ 36.
ولمزيد الاطلاع على التعريفات المختلفة للتعلم، راجع: نشواتي، عبد المجيد، علم النفس التربوي، 274 منسي، محمود وآخرون، المدخل إلى علم النفس التربوي: ص 134 - 139. راجع أيضاً: the world book of study power. VI. Learning: ص 22 وما بعدها؛ يتعرض إلى مراحل ظاهرة (التعلم).
9ـ بلوم وآخرون، نظام تصنيف الأهداف التربوية: ص 35؛ وشواهين، خير، تنمية مهارات التفكير في تعلم العلوم: ص 12 ـ 15.
10ـ للبحث التفصيلي عن الدافعية وحقيقتها وأهميتها، راجع: الزغلول والمحاميد، عماد وشاكر، سيكولوجية التدريس الصفي: ص 96؛ والنشواتي، عبد المجيد، علم النفس التربوي ص 206 ـ 223؛ والعرفي ومهدي، مدخل إلى الإدارة التربوية: ص 159 ـ 189؛ وهاشم عواضه، تطوير أداء المعلم: ص 156- 160.
11ـ الوكيل والمفتي، حلمي ومحمد، أسس بناء المناهج: ص 41، وما بعدها؛ ومنسي، محمود وآخرون، المدخل إلى علم النفس التربوي ص 145، وما بعدها.
12ـ للاطلاع على تفصيلات هذا المبحث، راجع: الأكاديمية المهنية للمعلمين، استراتيجيات التعليم والتعلم: ص 15، وما بعدها.
13ـ ينظر: الصبيحي والعوّاد، إبراهيم ومحمد، أدوات واستراتيجيات إبداعية لطلاب وطالبات الجامعات: ص 25.
14ـ ينظر إدوارد ديبونو، الإبداع الجاد: كيفية توظيف قوى الإبداع لإيجاد أفكار جديدة: ص 2.
15ـ يُنظر: عصر، حسني عبد الباري، التفكير: مهاراته، واستراتيجيات تدريبية: ص 48.