x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
السفر والسياحة
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج2 ص387ــ389
2023-10-12
1440
إن من أنواع الترفيه المريح الذي يبعث على نشاط الإنسان وحيويته ويترك آثاراً إيجابية على تحسين وضعه النفسي وصحته الجسمية ، هو السفر. والسفر من وجهة نظر الإسلام واحد من أنواع الترفيه التي تعود على الإنسان باللذة والإستمتاع، وقد أكدت الأحاديث الشريفة والروايات على أهمية السفر، شرط أن لا يكون بهدف الإتيان بمعصية أو القيام بما هو غير مباح لكسب اللذات.
ثمة ثلاثة أنواع من السفر في هذا الحديث الشريف، النوعان الأول والثاني لا يدخلان في صلب بحثنا لأنهما ليسا سفر سياحة وترفيه ، فالنوع الأول يقوم به الإنسان لكسب معاش وتأمين لقمة العيش، وهو في الحقيقة سفر لأداء الواجب ضمن ساعات العمل ، والنوع الثاني يقوم به الإنسان لأداء واجب ديني أو تكليف معنوي ، وهو ليس للراحة والإستجمام ، أما النوع الثالث فهو للترفيه عن النفس ، وهذا النوع من السفر يقوم به الإنسان في أوقات فراغه للإستجمام وإصابة المباح من اللذات .
السفر والسلامة :
إن أول أثر مفيد يتركه السفر على الإنسان ويضفي جواً ملائماً على حياته ، هو سلامة الجسم واكتساب الحيوية والنشاط. فالذين يسافرون في أيام عطلهم لإزالة تعب أشهر من العمل المستمر وتجديد القوى ، إنما يساهمون في استعادة سلامتهم وقواهم إلى جانب ترفيههم واستجمامهم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : سافروا تصحوا(2).
كانت مسألة تغيير الماء والهواء - أي السفر- سائدة ومتبعة بشكل طبيعي في العصور الماضية ، وكان يتم عن هذا الطريق معالجة المرضى المصابين بأمراض مزمنة لا علاج لها، واليوم أيضاً يعتبر السفر جزءاً من البرامج الضرورية في حياة الناس، وواحداً من أهم عوامل السلامة. وبشكل عام فقد ثبت طبياً أن رتابة الحياة والعمل والغذاء تضر بالإنسان وتتلف أعضاءه بصورة أسرع ، ومن هنا ينبغي أن تصبح مسألة تغيير الحياة وتنوعها جزءاً من البرامج الصحية».
«سافروا وحاولوا أن تتجولوا مشياً على الأقدام واعلموا أن السير يعتبر جزءاً من أفضل أنواع الرياضة ، فسيروا عدة ساعات يومياً على الأقل ، لينشط جريان الدم في أجسامكم وتقوم الغدد الإفرازية وسائر أعضائكم بأداء واجباتها على أفضل وجه، فتلفظ اجسامكم السموم وتستعيدون حيويتكم ونشاطكم ، وتهدأ أعصابكم ، وتغطون في نوم عميق دون الحاجة إلى أقراص منومة . فسفرة مريحة واحدة تترك عليكم أثراً أقوى من مئات الزجاجات من الأقراص والشراب المسكن والمقويات والحقن»(3).
ثمة أثر مفيد ثان للسفر هو تعزيز قدرة الإدراك واكتساب المزيد من المعلومات وتقوية الشخصية. فالإنسان الذي يسافر في عطلته بهدف السياحة والإستجمام ، ويجول في المدن والبلدان ، يجد أمامه فرصة مناسبة للتعرف على مختلف الأوضاع الطبيعية والاجتماعية في تلك البلدان ويلمس عن كثب ما بلغته من رقي وحضارة او تراجع وتخلف ، ويشاهد تطور الحالة العمرانية أو تأخرها فيها ، ويتعرف على شعوب مختلفة بعادات وتقاليد متفاوتة تستأثر باهتمامه وتشغل عليه تفكيره ، ويحاول الإستفادة منها علمياً وعملياً لرفع قيمته الشخصية.
قال النبي (صلى الله عليه وآله) : سافروا فإنكم إن لم تغنموا مالاً أفدتم عقلا(4).
وفي ديوان نسب إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :
تغرب عن الأوطان في طلب العلى فسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تـفـرج هـم واكـتـسـاب مـعـيـشـة وعلم وآداب وصخبة ماجد(5).
وبخلاصة فإن السفر يعتبر من أنواع الترفيه السليم والحيوي ، وبمقدور الشباب أن يستفيدوا من التسهيلات التي وفرتها الصناعات الآلية في مجال المواصلات ، ويسافروا في إجازاتهم السنوية ليستمتعوا بفوائد هذا النوع من الترفيه.
_____________________
(1) وسائل الشيعة 3 ، ص 177.
(2) مستدرك الوسائل2، ص22.
(3) مجلة سلامة الجسم، العدد 6 ، السنة 22 .
(4) مكارم الأخلاق، ص124.
(5) مستدرك الوسائل2، ص22.