x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
لزوم ايجاد وسائل للترويح
المؤلف: جماعة من العُلماء
المصدر: نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة: ص 81 ــ 83
2024-01-29
1113
إن المجتمع اليوم يحتاج إلى وسائل الترويح عن النفس. ومن البديهي أن مجرد معرفة الترويحيات السالمة وتميزها عن انماط التمتع المنحط لا يمكنه ان يصلح المجتمع الملوث بالانحراف، وانما يجب على أفراد المجتمع بعد تمييزهم للسبيل الصحيح عن السبيل المعوج ان يسعوا لتهيئة الوسائل والأساليب التي يتم عبرها التمتع السالم.
فإذا كانت هذه الوسائل السليمة المأمونة متوفرة أمام الأفراد من جهة وكانوا قد اطلعوا على الأضرار والعواقب السيئة لأنماط التمتع الخطرة المضرة فإن هؤلاء سوف لن يحفروا قبور شخصيتهم وشفائهم بأيديهم بل يحفظوا أنفسهم من الأخطار الأخلاقية والروحية الكبرى إذ من الواضح ان الجائع إذا وجد أمامه الغذاء الشهي المفيد السالم فانه لن يدع نفسه تتلوث بالغذاء المضر العفن، فتتسمم وتتلف.
هكذا هي حالة أكثر الناس: فهم مع علمهم بسلوكهم طريقاً خطراً ومواجهتهم في أي لحظة بهزيمة وإفلاس أخلاقي، يظلون سائرين في طريق الغي ولذا فيجب إبعاد هؤلاء دائماً عن الوسائل الخطرة للتمتع وفتح طرق المتعة الصحيحة والترويح السليم وبالتالي السعادة الحقة.
الخطأ الكبير للمجتمع:
يجب الإعتراف مع الأسف الشديد، بأن الأيدي الخفية التي تروج لوسائل التمتع المنحرف في قبال وسائل التمتع الصحيح كثيرة جداً بحيث تجر المجتمع بقوة نحو تلك الوسائل الخطرة المغلوطة.
إن المجتمع الإسلامي اليوم يتبع الغرب في مجال الإستفادة من ساعات الفراغ تماما كما في المجالات السلوكية الأخرى.
في حين ان العالم الغربي نفسه يجد نفسه في تيه غريب وضلال بعيد من هذه الناحية لذا فهو يتخبط ويسعى للخلاص من وهدة الفساد ومستنقع الذنوب فلا يجد له سبيلاً. فلا يعلم كيف يقضي أوقات فراغه والأهم من ذلك ان أبواب المتعة الحرام والترويح المنحرف مفتحة أمامه وهو يلجها دون تفكير وبلا إرادة.
انه لسوء الحظ يستعد أكثر فأكثر للتفرنج والتغرب ويفتخر بانه استطاع ان يسلك سلوك الغربيين ويقلدهم ... فإذا سئل عن علة سلوك معين أجاب وكأنه يمتلك أقوى البراهين (ما دام الغرب قد فعل هذا فإنا نفعله)!!
الا انه لو أعمل قدرته الفكرية فسيعلم أن مثل هذا الأنواع من التمتع تمتلك نتيجة عكسية تماماً فبدلاً من راحة الأعصاب تحطمها، وعوضاً عن منع الفساد تزيده، بل تشكل هي بدورها عاملاً هاماً لزيادة الجرائم والفساد الأخلاقي.
إذا فكر مجتمع العالم الإسلامي جيداً لم يسر كقطيع بلا راع - لا إرادة له ولا يفكر نحو نتائج أمثال هذه الترويحات، ولم يتدافع على أبواب المراكز التي تمتلك عناوين براقة خداعة فيضيع وقته وهو الجوهرة الثمينة سدى وبلا ثمرة.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا خير في لذة توجب ندماً، وشهوة تعقب الماً) (1) فإذا كان مجتمع ما طالباً للسعادة وجب ان يلتفت لهذه الكلمات الرائعة، ويفكر تفكيراً طويلاً ويحسب عواقب الأمور ويحاسب الشهوات واللذات السريعة الانقضاء على ضوء نتائجها الوخيمة ويلاحظ نهاية التمتعات المنحرفة والشهوات الجامحة السقيمة ثم يبتعد عنها.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (عجبت لمن عرف سوء عواقب اللذات كيف لا يعف) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ غرر الحكم، ص 354.
2ـ المصدر السابق، ص 218.