x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
المقابلة
المؤلف: جلال الدين القزويني
المصدر: الإيضاح في علوم البلاغة
الجزء والصفحة: ص321
25-03-2015
8649
ودخل في المطابقة ما يخص باسم المقابلة وهو أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو معان متوافقة ثم بما يقابلهما أو يقابلها على الترتيب والمراد بالتوافق خلاف التقابل وقد تتركب المقابلة من طباق وملحق به مثال مقابلة اثنين باثنين قوله تعالى ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) وقول النبي ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )
وقول الذبياني
( فتى ثم فيه ما يسر صديقه ... على أن فيه ما يسوء الأعاديا ) وقول الآخر
( فوا عجبا كيف اتفقنا فناصح ... وفي ومطوي على الغل غادر )
فإن الغل ضد النصح والغدر ضد الوفاء
ومثال مقابلة ثلاثة بثلاثة قول أبي دلامة
( ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل ) وقول أبي الطيب
( فلا الجود يفني المال والجد مقبل ... ولا البخل يبقي المال والجد مدبر )
ومثال مقابلة أربعة بأربعة قوله تعالى ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) فإن المراد باستغنى أنه زهد فيما عند الله كأنه مستغن عنه فلم يتق أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة فلم يتق قيل وفي قول أبي الطيب ( أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي )
مقابلة خمسة بخمسة على أن المقابلة الخامسة بين لي وبي وفيه نظر لأن اللام والباء فيهما صلتا الفعلين فهما من تمامهما وقد رجح بيت أبي الطيب على بيت أبي دلامة بكثرة المقابلة مع سهولة النظم وبأن قافية هذا ممكنة وقافية ذاك مستدعاة فإن ما ذكره غير مختص بالرجال وبيت أبي دلامة على بيت أبي الطيب بجودة المقابلة فإن ضد الليل المحض هو النهار لا الصبح
ومن لطيف المقابلة ما حكي عن محمد بن عمران الطلحي إذ قال له المنصور بلغني أنك بخيل فقال يا أمير المؤمنين ما أجمد في حق ولا أذوب في باطل
وقال السكاكي المقابلة أن تجمع بين شيئين متوافقين أو أكثر وضديهما ثم إذا شرطت هنا شرطا شرطت هناك ضده كقوله تعالى ( فأما من أعطى ) الآيتين لما جعل التيسير مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق جعل ضده وهو التعسير مشتركا بين أضداد تلك وهي المنع والاستغناء والتكذيب .