وجدت المهن لتسد احتياجات الإنسان المتعددة ، فتعددت طبقا لتعدد تلك الاحتياجات ، فكانت مهنة الطب الأكثر خدمة للإنسانية من بين كل المهن.
نعم ، كانت الإنسانية حاضرة وبقوة في سماء رواد ذوي الرداء الأبيض ، الذين بذلوا جهدهم ، لخدمة الناس .
وبما إن مهمة الطبيب إنسانية بامتياز وجب عليه التحلي بحزمة أخلاقية متينة ؛ ليؤدي مسؤولياته على أكمل وجه.
و في مقدمة تلك الحزمة ما يلي :
- الحفاظ على أسرار المرضى : من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الطبيب ، هي الحفاظ على أسرارهم وعدم البوح بها ؛ فإذا ما كتب لمرضاه الشفاء لا يلاحقون اجتماعيا بلعنة المرض السابق.
- أن يكون حميد الطباع : ليعزز من معنويات المريض ، وينشئ قناة جيدة للتواصل مع مرضاه.
- أن يحرص على تطوير نفسه باستمرار : ليتسنى له خدمة الناس على أحسن وأكمل وجه ، وذلك لا يأتي إلا من خلال تطوير قدراته ومهاراته الطبية على الدوام.
- أن يوجه رغبته صوب إبراء المريض لا استحصال الأجر.
- إحترام التخصص المهني : يقول النبي (صلى الله عليه وآله ) :(إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
- ضرورة تجنب أي ممارسة محرمة : ويتمثل ذلك في حالات منها : الاشتراك بتجارة الأعضاء البشرية أو حالات الإجهاض .
- أن يكون أمينا موثوقا به : لأنه مؤتمن على حياة الناس وأموالهم المبذولة من أجل العلاج واستعادة العافية.
- سلامة الفكر والسلوك : فيتسم فكره بالعطاء بعيدا عن الأنانية ، و يرتدي ثوب العفاف والرحمة والعطف متجنبا الممارسات التي تجعل سمعته في المجتمع منفرة .
- أن يكون ملما بالثقافة الدينية والإسلامية الروحية بوجه خاص ويكون على وعي بما يجب عليه شرعا في مهنته من اللمس وما لا يحل النظر إليه.
- أن يقدم الحالات الأكثر إنسانية على ما عداها وأن يرأف بالفقراء عندما يتواجد الأغنياء .
- النظافة التامة للجسم والملبس : لأن كل ذلك ينعكس بصورة إيجابية على المريض وذويه ويعزز من ثقتهم به.
وبالتالي فإن الطبيب هو الذي يحدد الأولويات وفقا للنظرة الإنسانية التي لا يمكن لها إلا أن تكون حاضرة وبقوة ، لأنها الاساس الذي تبتنى عليه الممارسة الطبية.