انطلقت في أروقة رواق أبي طالب (عليه السلام) حفل مراسم افتتاح قسم من الزيارة والعبادة التابع الى مشروع التوسعة الغربية في صحن فاطمة (عليها السلام )، برعاية الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة وحضور ممثلي المرجعية الدينية العليا في كربلاء وبقية مراجع الدين العظام ومحافظ النجف الأشرف ومسؤولي مجلس المحافظة وممثلو شركة الكوثر لاعمار العتبات المقدسة في العراق ونخبة من الاكاديميين والإعلاميين وشيوخ العشائر والوجهاء والمسؤولين وجمع غفير من المؤمنين .
وبدأ حفل الافتتاح بقراءة آي من الذكر الحكيم تلاها على أسماع الحاضرين للقارئ الدولي الحاج رافع العامري ، تلاها كلمة راعي الافتتاح الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة السيد نزار حبل المتين ، أكد فيها ما نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
(في بيوتٍ اذنَ الله ان تُرفَع و يٌذكر فيها اسمُه )
الحمُد للهِ الاولِ بلا اوّلٍ كانهَ قبَلهُ , و الاخرُ بلا آخر يكونُ بعَدهُ , الذي قَصُرت عن رؤيتهِ ابصارُ الناظرينِ, و عجزت عن نعمته أوهام الواصفين .. و الصلاة و السلام على محمد امينه على وحيه و نجيبه من خلقه وصفيه من عباده و على اله الطاهرين اللذين خصتهم بالكرامة وحباهُم بالرسالة و خصتهم بالوسيلة وسلم تسليماً كثيراً
السادة الحضور مع حفظ المقامات ..
السلامُ عليكم جميعاً ورحمة الله و بركاته ...
في يومٍ تتعطرُ الدنيا بشذى الجنَة .. وتستضئُ بنور السرِ المستودَع .. في يومٍ تفتخر الأرض كلّ الأرض بأنها تحملُ محورَ الأسرار ومركزَ العصمة ومنتهى القداسة ..في يومٍ تشرقُ علينا شمسُ العفاف والطهارة (امُّ ابيها ) انها فاطمة بضعةُ خيرِ خلقِ الله من الأولين و الآخرين وسيدة نساء العالمين
مشكـــــاةُ نـــورِ الله جلَّ جلالــــهُ زيتــــــونة عم الورى بـــــــــركاتها
وقد أجاد قال :
نسبُ المســــيح بنى لمــــــريمَ ســـــــيرةً بقيت على طولِ المدى ذكراها
والمجدُ يطـــلعُ من ثــــلاثِ مطــــــــالع في مهدِ فـــــــــاطمةٍ فما أعلاها
هيَ بنتُ مَن هي زوجُ مَن هَي امُ مَن منْ ذا يُداني في الفخارِ أباها
في هذا اليوم المبارك الذي نعيش نفحاتِ فيوضاتهِ الزهرائية كانَ لنا إصرارٌ ان نلتقي اليوم ونحنُ بجوار سيد الأوصياء ونفسِ خيرِ الأنبياء أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) لكي نفتتح معكم الجزء العبادي من صحنِ فاطمة الزهراء عليها الاف التحية والثناء وان كان هناكَ نقصٌ في بعضِ عُمرانهِ فان بركةَ هذا اليوم أكمل واتمَّ أروقتهُ بالجمال والقداسة والخير والبركة لان فاطمةَ الزهراء هي الكوثر المعطاء الذي يفيضُ علينا طُهراً ومحّبة وشفاعة .
كما تعلمونَ ساداتي ياعشاقَ اميرِ المؤمنين (عليه السلام) ان العتبات المقدسة تمرُّ منذ سنوات بعد زوال النظام البائد بحركةِ عمرانٍ وتوسعةٍ مباركةٍ لتزيل غبارَ الحرمانِ والمظلوميةِ لهذهِ العتباتِ المقدسة في سنواتِ الظلم والأضطهاد لاتباع ِ اهل البيت ِعليهم السلام وكان نصيبُ العتبة العلوية من حركةِ هذا العمرانِ هو انشاءُ صرحٍ مباركٍ عملاقٍ ومن الصروح التي تفخرُ بها العتبةُ العلوية المقدسة ويفخر بها كل محبيّ اهلِ البيتِ عليهم السلام وهو اكبرُ مشروعٍ على الاطلاق ان تم في عتباتنا المقدسة وبجهودٍ مشكورة وبذلٍ كريمٍ من الاخوة في الجمهورية الاسلامية الايرانية ومؤسسةِ الكوثر الايرانيةشكراللهُ سعيُهم ووفقهم لخدمَةِ مراقِدِ ائمةِ الهدى ومصابيحِ الدُجى .
اننا ايها الاخوة الاعزاء هدفنا من كل هذهِ المشاريع العمرانية المباركة هي خدمة الزائر الكريم لرحاب اميرِ المؤمنين (ع) وصحنُ فاطمةِ الزهراء يتضمن وضائف عدة كلها تصبُّ في خدمةِ زائرِ امير المؤمنين عليه السلام من وظائف عبادية وخدمية واداريةٍ وثقافيةٍ وحضارية .. وقد شاءَ القدرُ ان يكون هناكَ تناظٌر جميلٌ بين طرفيَ الصحن المقدس فمن جهة الداخل الى صحنِ فاطمةٍتترأى للزائرِ قبةَ النورِ البهي للأمام علي (عليه السلام)ومن جهة الخارج من المرقد الشريف يرى الزائر قباباً مقدسة لمقامِ الامام زين العابدين (عليه السلام) وصافي صفا ليزدادَ صحنُ فاطمةٍ منظراً روحياً والقا قدسيا مضافاً لقداستهٍ وشرفهِ .
إخوتي الأعزاء ..ونحنُ الآن بجوارِ مَن طلقَ الدنيا وعزفَ عن ملّذاتها نرى الأن كيفَ تركعُ الدنيا بكل ماتحِمل على أعتاب هذا الإمام الزاهدِ والبطلِ العابدِ ناهيكَ عن تزاحُمِ الملوك وتهافت القلوب على ابوابه .. نسأل الله عز وجل ان يعيننا على إكمال هذا الصرحِ العظيم انهُ وليُّ التوفيق ومصدُر العون .
وفي الختام اقول تقبلي ياسيدتي يا فاطمَّة الزهراء ياعمود النور وياربيبةَّ الرفعة هذا الصرح و هذا الجهد فهو باسِمكِ المبارك .. وتقبل منا يا اميرَ المؤمنين ياسيفَ الإسلام وبابَ علمِ النبي (ص)هذه البضاعةِ المزجات على اعتاِبك المباركة و اخيراً أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان الوفير للأخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجهودهم الفنية والهندسية والتنفيذية وكانوا بحق عشاق وأنصار أمير المؤمنين عليهم السلام وكما نتقدم بالشكر والعرفان لمرجعيتنا الرشيدة ومقام المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) لتوجيهاته القيمة ورعايته الكريمة لهذهَ العتبات المقدسة وكذلك المرجعية الروحية والقيادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية المتمثلة بسماحة السيد علي الخامنائي، ولكل كف ساهمت وقدم سعت ويدٍ أعطت في الصرح المبارك اقبّلها بشغف وحب و امتنان و الشكر موصول لكل الكوادر و المهندسين و الفنين العاملين و المتطوعين من العراقيين و الإيرانيين فأنهم أولى بالشكر و التحية .
الرحمة و الغفران لشهدائنا الأبرار شهداء القوات الأمنية والحشد الشعبي و المتطوعين في سوح القتال السلام عليكم .
بعد ذلك كانت الكلمة لممثل سماحة السيد الخامنائي ، سماحة الشيخ محمد الكَلبكَاني الذي قدم فيها التهاني والتبريكات لمراجع الدين العظام والحوزة العلمية الشريفة بهذه المناسبة العطرة ، مستعرضاً أوصاف السيدة الزهراء (عليها السلام) ومناقبها التي خصّها بها والدها الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) في أحاديثه الكريمة ، وما خصها الله تعالى من الفضل، كما استعرض جانبا من الاحاديث والمناقب التي خصها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
بعد ذلك تعرض الشيخ الكَلبكَاني في كلمته عن جانب من حايتها الشريفة (سلام الله عليها)، مشيرا الى ابنتها زينب الحوراء (سلام الله عليها) والتي سارت على خطى والدتها الشريفة (عليها السلام) في جهادها ضد الطغيان دفاعاً عن الحق والشرع.
وتلا الشيخ الكَلبكَاني في الكلمات رئيس إعمار العتبات المقدسة في العراق السيد حسن بو لاراك والذي زف التهاني والتبريكات للحضور الكرام والعالم الإسلامي بهذه المناسبة العطرة، مبينا التماسك والأواصر المتينة التي تربط محبي آل البيت الأطهار (عليهم السلام) في جميع أنحاء المعمورة من أجل تعظيم شعائر الله تعالى المتمثلة بإعمار مراقد أئمة المسلمين (عليهم السلام) ولا سيما بعد زوال النظام السابق، مما أدى إلى الإقبال المنقطع النظير على زيارة العتبات المقدسة.
ولين السيد بو لاراك التي عكف عليها محبي آل البيت الأطهار(سلام الله عليهم) في تشييد وإعمار بمرقد أمير المؤمنين عليه السلام المتمثل بمشروع التوسعة الغربية – صحن فاطمة عليها السلام، والذي تم على ثلاث مراحل ومن المؤمل بعونه تعالى أن يكون في أعياد آل البيت الأطهار (عليهم السلام) القادمة افتتاح بقية أرجاء المشروع بشكل كامل.
وقال السيد بو لاراك ان المشروع يقوم على مساحة 6 هكتارات – بما يعادل 220 أل متر مربع ، أسندت فيها 1000 ركيزة خرسانية ، تم إنشائه على أيدي مهندسين وفنيين شيعة استندوا في عملهم إلى أسس العمار الإسلامية مستلهمين من نموذج العمارة في النجف الأشرف في الانجاز، مؤكدا بأن المشروع هو الأول من نوعه في المجال المعماري المشيد في العالم الإسلامي .
وختم السيد بولا راك كلمته بتقديم الشكر إلى كل من ساهم وقدم الدعم في إنشاء المشروع المبارك من الجانبين العراقي والإيراني ومسؤولو الأمانات العامة للعتبة العلوية المقدسة الذي تابعوا المشروع وهم السيد مهدي الحسيني والشيخ ضياء الدين زين الدين والسيد نزار حبل المتين .
واختتم حفل الافتتاح بقراءة قصيدة شعرية بمناسبة مولد السيدة الزهراء (عليها السلام) لمسؤول شعبة الأخبار في قسم الإعلام بالعتبة العلوية المقدسة حيدر رزاق شمران.