بغيةَ إنشاء مجموعةٍ من المختصّين بالمخطوطات للنهوض بها أقام قسمُ شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسيّة المقدّسة دورةً تخصّصية في تحقيق المخطوطات على شكل محاضراتٍ تستمر لمدة عشرة أيام يوضّح من خلالها شكل المخطوطة وطريقة التعامل معها وغيرها، وذلك بمشاركة مجموعةٍ من أساتذة الجامعات الأكاديميّين وبعض الشخصيّات والنخب الثقافيّة من المهتمّين بالجنبة التراثية، وأُقيمت الدورةُ على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة المقدّسة.
لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه الدورة كان لشبكة الكفيل لقاءٌ مع نائب رئيس القسم المذكور الدكتور علاء الموسوي ليتحدّث قائلاً:
"بعد أن بدأ قسمُ شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية بجمع المخطوطات في مراكز التراث ومركز علوم القرآن التابعة لهذا القسم، وجد أنّ هناك كمّاً هائلاً من المخطوطات التي لم يُلتَفَت اليها ولم يُزَل عنها غبارُ الزمن، وأنّ هذا العدد الكبير من المخطوطات لا يُمكن أن ينهض ويخرج الى الوجود ما لم تكن هناك أعداد تناسب أو توازي قراءة هذا الكمّ من المخطوطات وإعادة تثبيته وإخراجه الى النور، لذلك كان من الضروري إنشاء مجموعة من المختصّين بالاعتماد على عددٍ من المحقّقين الذين لهم باعٌ في هذا الجانب من العلم بالمخطوطات لتُوَجّه أنظارهم صوب هذه التحقيقات من خلال إقامة مثل هذه الدورات".
وأضاف: "هذه الدورةُ هي الأولى من نوعها التي يُقيمها القسم وستكون على شكل محاضراتٍ تستمرّ لمدّة عشرة أيّام يُقدَّم فيها بشكلٍ عام شكل المخطوطة وطريقة التعامل معها بالإضافة الى كيفية إخراج المخطوطة وتحقيقها، وستكون هناك عيّنات مصوّرة لطبيعة التحقيق وشكله والغاية منه، كما ستُقام مستقبلاً دوراتٌ أخرى عاضدة وساندة لهذه الدورة تقوم على أساس التطبيق على المخطوطات بشكلٍ فعليّ، فكانت الدورة -حقيقةً- مفتوحةً على جميع الأطراف من خلال مشاركة أساتذة الجامعات العراقية ونخبة من المهتمّين في الجنبة التراثية من المشايخ الكرام فضلاً عن جزء من كوادر القسم، حيث سنقوم في ختام الدورة بتوزيع المخطوطات التي بين أيدينا على من سينجح في هذه الدورات ويمتلك القدرة على النظر في مثل هذه المخطوطات لإخراجها الى النور إن شاء الله".
الجدير بالذكر أنّ هذه الدورة تأتي من أجل التوجّه صوب الاهتمام بالمخطوطات والنهوض بها من خلال إنشاء مجموعةٍ من المختصّين بهذا الجانب.