صحا- جمح الفرس، و جمحت المرأة من زوجها : و هو خروجها من بيته الى أهلها قبل ان يطلّقها. و الجموح من الرجال الّذي يركب هواه فلا يمكن ردّه. و جمح :
أسرع. قال أبو عبيدة : في قوله {لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة : 57] - يسرعون. و الجمّاح : سهم بلا نصل مدوّر الرأس يتعلّم به الصبيّ الرمي.
مقا- جمح: أصل واحد مطّرد و هو ذهاب الشي‌ء قدما بغلبة و قوّة، يقال جمح الدابّة جماحا إذا اعتزّ فارسه حتّى يغلبه و فرس جموح. قال بعض أهل اللغة: الجموح الراكب هواه. فأمّا قوله: { وَ هُمْ يَجْمَحُونَ } - فانّه أراد يسعون. و جمحت المرأة الى أهلها : ذهبت بغير اذن.
أسا- جمح الفرس براكبه : اعتزّه على رأسه و ذهب جريا غالبا لا يملكه.
و فرس جموح، و به جماح و جموح. و من المجاز : جمحت المرأة الى أهلها : ذهبت بغير إذن بعلها. {لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة: 57] ، أي يجرون جري الخيل الجامحة.
و التحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو خروج المملوك و من بمنزلته عن سلطة مالكه و ذهابه بسرعة خلافا و عدوانا و هو في عمله متجاوز عن الحقّ و متّبع هوى نفسه.
و المصداق الأتمّ لهذا المعنى هو الفرس الجموح، ثمّ من يخرج عن طاعة من‌ بيده أمره من ربّ أو مولى أو زوج أو وليّ.
و أمّا معنى السعي أو الجري أو السرعة و نظائرها: فمن لوازم ذلك الأصل الواحد.
{وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة: 57].
أي يخرجون عن الجماعة و يميلون عن الحقّ و يسرعون إلى جانب أهوائهم النفسانيّة.
و لا يخفى أنّ كلمات- جمز، جنح، جنف : قريبة من هذه الكلمة.