أصدر المَجمَع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، العددين الثامن والتاسع من مجلة الذكر العلمية المحكمة للسّنة الثّالثة. وأشرف على الإصدار مركز الدراسات والبحوث القرآنية التابع للمَجمَع. وناقش الإصدار مفهوم التدبر القرآنيّ، والقراءة المنظّمة الّتي تبحث عن السّنن القرآنيّة؛ من أجل بلوغ المراد والمقاصد الإلهيّة، وهذا ما أوصى به القرآن الكريم لفهم آياته ومضموناتها والعمل بها؛ لكون التّدبّر وسيلة للفهم. وتطرّق العددان إلى أنّ التدبر يظل الأبرزَ من حيث الرّوافد المعرفيّة الإنسانيّة؛ ليفسح المجالَ للمعرفة في حياة الفرد، وهذا ما دعا الإمام علي (عليه السّلام) إلى التمسّك به في قوله: "عليكم بكتاب الله فإنّه الحبل المتين والنّور المبين، والشّفاء النّافع، والرِّيّ النّاقع والعصمة للمتمسّك والنّجاة للمتعلّق". ويسلّط العددان الضّوء على المقاصد الإلهيّة في تفسير آيات القرآن الكريم جميعًا عَبرَ التّحليل المستند إلى كلام أهل البيت (عليهم السّلام) ومرويّاتهم، وسنّتهم.
وتحرص مجلَّة "الذكر" العلميَّة المحكَّمة على نشر الأبحاث العلميَّة القرآنيَّة المتخصِّصة؛ تعزيزًا للثقافة القرآنيَّة في الأوساط الأكاديميَّة التي تزخر بكثرة المناهج والمسارات البحثيَّة التي يُمكن أن يكون القرآن الكريم ميدانًا للبحث والقراءة والتدبّر؛ إذ إنَّ من أهمِّ سمات النصِّ القرآنيِّ أنَّه حيٌّ نابضٌ على مرور الأزمنة.