نظراً لارتفاع درجات الحرارة في موسم زيارة الأربعين لهذا العام، وضعت العتبة العبّاسية ضمن أولويّة خططها الخدمية توفير المياه الصالحة للشرب والثلج، لتوزيعها على الزائرين وسدّ حاجة المواكب الحسينية. انطلقت منذ وقتٍ مبكّر هذا العام جهود توفير المياه الصالحة للشرب والثلج، وعملت أقسام العتبة العبّاسية المقدّسة المعنية بهذا الشأن على رفع الطاقة الإنتاجية والتوزيع، بهدف تقديم أفضل الخدمات لزائري الأربعين من شتّى بقاع الأرض إلى مدينة كربلاء المقدّسة، لإحياء مراسم الزيارة المباركة. خدمات مجمّع أبي الفضل العباس (عليه السلام)
في خطوةٍ إضافية لدعم جهود خدمة الزائرين، أنشأت العتبة العبّاسية المقدّسة معملَين لإنتاج الثلج داخل مجمّع أبي الفضل العباس(عليه السلام) الخدمي على محور (النجف – كربلاء)، الأوّل يُنتج الثلج البلوري بطاقةٍ إنتاجية تصل إلى 70 طنّاً يومياً، والثاني لإنتاج ثلج القوالب بطاقةٍ تصل إلى 26 طنّاً يومياً، لتوزّع هذه الكميات الكبيرة من الثلج على المواكب الخدمية المنتشرة على طريق الزائرين، ممّا يساهم في توفير بيئةٍ أكثر راحة وبرودة خلال مسيرهم صوب مدينة كربلاء المقدّسة. وقال عضو مجلس إدارة العتبة المقدّسة والمشرِف العام على المجمّع السيد جواد الحسناوي، إنّ "العتبة العبّاسية تقدّم العديد من الخدمات لزائري الأربعين، من بينها تقديم الثلج والمياه المبرّدة للزائرين والمواكب الحسينية الخدمية المنتشرة في المحاور المؤدّية إلى مدينة كربلاء، ولا سيّما في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة". وأضاف أنّ "مجمّع أبي الفضل العباس(عليه السلام) يضمّ معملَينِ لإنتاج الثلج، أحدهما مخصّص لإنتاج قوالب الثلج الاعتيادي بأكثر من 26 طنًا يوميًّا، والآخر لإنتاج الثلج البلوري بواقع 70 طنًّا يوميًّا"، لافتًا إلى أنّ "أكثر من 650 موكبًا خدميًّا استفادوا من هذه الخدمات خلال أربعة أيّام فقط". ولضمان توفير احتياجات الزائرين من المياه، يوزّع المجمّع أكثر من 100 ألف قدحٍ من الماء المبرّد، و27 ألف قدحٍ من العصائر الطبيعية يومياً، بالإضافة إلى 40 ألف وجبة طعامٍ توزّع على وجبتَي الغداء والعشاء. إنشاء محطّة مياه بسعة 12 مليون لترٍ يوميًّا
وبادرت العتبة العبّاسية المقدّسة بإنشاء محطّة مياهٍ في طريق (يا حسين) الرابط بين النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة، بعد مناشداتٍ لسكّان منطقة الفيادة بشأن شحّة المياه في هذه المنطقة وضواحيها، بسعة 12 مليون لترٍ يوميًّا. ونفّذت أعمال إنشاء محطّة المياه التي ستزوّد المنطقة ومواكب الخدمة الحسينية المنتشرة بالقرب منها، ملاكاتُ قسم المشاريع الهندسية في العتبة العبّاسية المقدّسة، وجُهّزت بمعدّاتٍ ذات مواصفاتٍ ومناشئ عالمية، بمدّة إنجاز بلغت 20 يوماً. وقال المشرف على المشروع المهندس بسام الهاشمي، إنّ "قسم المشاريع الهندسية قام بإنشاء محطّة إسالة في طريق (يا حسين)، تبدأ من عمود 757، وصولًا إلى مفرق الزبيلية، لعدم توفّر مياه الإسالة في تلك المنطقة، ونتيجة لمناشدات الأهالي وأصحاب المواكب والهيئات الحسينية المنتشرة في الطريق". وأضاف، أنّ "المحطّة تبلغ سعتها 12 مليون لترٍ يوميًّا من الماء الصافي، وأُنشئت على نهر الفرات في منطقة الفيادة، ورُبطت بشبكة المياه الواصلة إلى محافظة كربلاء المقدّسة". نصب محطّات لتحلية المياه
كما عملت شعبة المياه في قسم المشاريع الهندسية على تهيئة محطّات التحلية الواقعة على الطرق المؤدّية إلى مدينة كربلاء المقدّسة، لتعمل بكامل طاقتها الإنتاجيّة بهدف توفير المياه الصالحة للشرب لزائري الأربعين، ونصب محطّة لتحلية المياه بسعة (3000) لترٍ في الساعة على طريق (بابل - كربلاء)، إضافةً إلى تهيئة محطّة أخرى على محور (بغداد - كربلاء) في قضاء الحسينية، بسعة (1000) لترٍ في الساعة، وفق ما ذكره مسؤول شعبة المياه في القسم المهندس أحمد أمجاد. وأضاف أنّ "ملاكات الشعبة ضاعفت الطاقة الإنتاجيّة لمحطّة التحلية المركزيّة لرفد الصّحن الشريف لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السّلام) بالمياه، إضافةً إلى المواكب الحسينية المحيطة بالعتبة المقدّسة عَبرَ التعاون مع شعبة السِقاية في قسم الشؤون الخدميّة". معامل لإنتاج الثلج تعمل على مدار الساعة
ويؤكّد قسم الشؤون الخدمية في العتبة المقدّسة، استمرار معامله لإنتاج الثلج البلوري بالعمل على مدار الساعة لسدّ حاجة الأقسام المعنية والمواكب الحسينية، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 700 ألف صندوق ماءٍ على المواكب الحسينية. وقال مسؤول وحدة السقاية السيد نعيم عبود، إن "ملاكات القسم تقدّم خدماتها عبر معملَي ثلج الفرات وشارع العباس(عليه السلام)، ضمن الخطّة الخاصّة بزيارة أربعين الإمام الحسين(عليه السلام)، وقد باشرت بتخزين أكياس الثلج البلوري بعد زيارة العاشر من شهر محرّم الحرام في حافظاتٍ خاصّة، تبلغ سعة الحافظة الواحدة (10) آلاف كيس، بهدف تقديمها للأقسام المعنية والمواكب الحسينية والزائرين خلال زيارة الأربعين". وبيّن عبود، أن "كلّ معملٍ لديه أربعة خطوطٍ إنتاجية تبلغ سعة إنتاج الخطّ الواحد (500) كيسٍ في الساعة الواحدة، وتعمل على مدار (24) ساعة، لتجهيز المواكب الحسينية وتبريد مياه الترامس الموزّعة في محيط العتبة العبّاسية المقدّسة، بهدف تقديمها للزائرين". توزيع أكثر من 700 ألف صندوق ماءٍ للمواكب
وأوضح عبود، أن الشعبة باشرت بتزويد المواكب الحسينية الموجودة في محيط العتبة المقدّسة وخارجه بصناديق المياه، إلى جانب ملء حافظات الماء (الترامس) المنتشرة في صحن مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) ومحيطه بالماء البارد والثلج، بهدف توفيره لزائري الأربعين"، مؤكّداً "توزيع أكثر من 700 ألف صندوق ماءٍ على المواكب الحسينية، المنتشرة في محيط العتبة العبّاسية، وقد امتدّت مناطق توزيع صناديق المياه إلى المواكب الحسينية في خارج المدينة القديمة". معمل الكفيل ينتج أكثر من مليوني قدح ماءٍ يوميًا
واستنفر معمل الكفيل للمياه الصحّية التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، جهوده عبر مضاعفة إنتاجه إلى أكثر من مليونَي قدح ماءٍ يوميًا، لتوزيعها على الزائرين والمواكب الحسينية في داخل المدينة القديمة وخارجها. ملاكات المعمل ضاعفت جهودها بإدخال خطَّيْ إنتاجٍ جديدَينِ للخدمة، بهدف توفير المياه للزائرين الكرام والمواكب الحسينية في داخل المدينة القديمة وخارجها، وفق ما ذكره مدير معمل مياه الكفيل السيد مرتضى صالح مهدي، مؤكّداً أن القدرة الإنتاجية للمعمل بلغت أكثر من مليونَي قدحٍ في اليوم الواحد. وأشار مهدي إلى أن "صناديق المياه يتمّ نقلها إلى المدينة القديمة بالتنسيق مع قسم الشؤون الخدمية التابع للعتبة المقدّسة، وفرقة العباس(عليه السلام) لتوزيعها على الزائرين الكرام أثناء زيارة الأربعين المباركة". إنتاج 3 آلاف قالب ثلجٍ يوميّاً
ومن مياه الشرب إلى توفير الثلج، فقد ضاعف معمل ثلج الكفيل في العتبة المقدّسة، طاقته الإنتاجية إلى 3 آلاف قالبٍ يوميّاً خلال الزيارة الأربعينية، لسدّ حاجة المواكب الحسينية، والأقسام الخدمية في العتبة المقدّسة والقوّات الأمنية، بحسب مدير المعمل المهندس علي عبد الحسين كاظم. وأضاف "يتألّف المعمل من حوضين لتجهيز قوالب الثلج، بقدرةٍ إنتاجية تصل إلى 500 قالبٍ للحوض الواحد، ويعمل على مدار 24 ساعة، ليستوفي الطاقة الإنتاجية الكاملة"، مبيناً أنّ "إنتاج مادة الثلج النقي يكون عن طريق محطّات المياه الـ(RO) التابعة للمعمل، والخاضعة لجميع الفحوصات المختبرية سواء في المختبرات التابعة للعتبة أو لوزارة الصحّة". محطّات قسم بين الحرمين تنتج 20 ألف لترٍ من المياه في الساعة
وأعلن قسم بين الحرمين الشريفين التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة، أنّ إنتاج محطاته بلغ 20 ألف لترٍ من المياه الصالحة للشرب في الساعة. وقال مسؤول وحدة التبريد ومحطّات ضخّ المياه في القسم المهندس حسن رشيد مطر: إنّ "الوحدة تعمل على معالجة المياه فيزيائيًّا وفلترتها عَبرَ محطّتَين، القدرة الإنتاجية للواحدة منها 10 آلاف لترٍ في الساعة". وأضاف "يتمّ تبريد المياه الناتجة من المحطّتَين عَبرَ أجهزةٍ من مناشئ رصينة وضخّها إلى المناهل المخصّصة للشرب والواقعة في ساحة ما بين الحرمين الشريفين، إضافةً إلى مراوح الرذاذ التي تُسهم في تلطيف الجوّ وتبريده في المنطقة"، مؤكّداً أن "هذه المحطّات تعمل على إنتاج المياه وتبريدها على مدار الساعة، وخصوصًا في أيَّام الزيارات المليونيّة". وتأتي خدمات المعمل ضمن سلسلةٍ من المشاريع الخدمية التي تتبنّاها العتبة العبّاسية المقدّسة، خدمةً للزائرين الكرام والمواكب الحسينية في مدينة كربلاء.