قدّمت الباحثة الدّكتورة ابتسام محمّد العامري من كليّة العلوم السّياسيّة في جامعة بغداد بحثًا بعنوان: (التّعبئة الاجتماعيّة والجماهيريّة في ظلّ فتوى الجهاد الكفائي). والقت البحث الدكتورة بسمة الاوقاتي من كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد، بالنيابة عن العامري. جاء ذلك ضمن فعّاليّات الجلسة البحثيّة الثّالثة الّتي ترأّسها الدّكتور أحمد الميّالي لمحور (فتوى الدّفاع الكفائي والاستجابة الشعبيّة والوطنيّة) من المؤتمر العلميّ الأوّل عن فتوى الدّفاع الكفائي، الّذي تقيمه فرقة العبّاس (عليه السّلام) بالتعاون مع كليّة العلوم السّياسيّة في جامعة بغداد، تحت شعار (الدّفاع الكفائي عقد من العطاء والبناء) في العتبة العبّاسيّة المقدّسة.
وأكدت الباحثة في ورقتها البحثية: إنّ "فتوى الجهاد الكفائي الّتي أطلقتها المرجعيّة الدّينيّة العليا، شكّلت منعطفًا مهمًّا في تاريخ العراق، إذ أعادت إلى الأذهان الفتوى الّتي أطلقها علماء النّجف في عام (1921) ضدّ الاحتلال البريطانيّ لتنطلق بها ثورة العشرين الّتي كان لها الفضل في تأسيس الدّولة العراقيّة الحديثة، وإذا كانت الفتوى الأولى ضدّ قوّات نظاميّة فإنّ الفتوى الثّانية كانت ضدّ قوّات غير نظاميّة استخدمت الإرهاب وسيلة للوصول إلى أهدافها ولكن الاستجابة لكلا الفتوتين كانت واحدة، فقد اندفع آلاف الرّجال من مختلف الأعمار للقتال في ساحات المعارك معبّرين عن تأييدهم لنداء المرجعيّة الدّينيّة ومجسّدين في الوقت ذاته درجة تلاحمهم كجماهير مع مرجعيّتهم". وأضافت أنّ "المرجعيّة الدّينيّة حرصت بفتواها على عدم شخصنة الأمور بالشكل الّذي يحجم من البعد الوطني عَبرَ تحرير العديد من المناطق الّتي احتلّها تنظيم داعش الإرهابيّ من خلال تأكيدها على عدم التّعامل مع المتطوّعين بوصفهم نتاج فتوى معيّنة من خلال عدم إشارتها لهم بصفة طائفيّة بل إنّها وصفت القوّة الّتي تأسّست بعد الفتوى كقوّة تشترك في تمثيلها جميع مكوّنات المجتمع، الأمر الّذي ساهم في تفنيد الاتّهامات الّتي تعرّضت لها الفتوى، فبعد أن كان يُراد لها أن تحصر في إطار طائفيّ ضيّق انتقلت إلى الأفق الوطنيّ الواسع". وبيّن البحث أنّ "الفتوى كانت سببًا رئيسًا للتعبئة الاجتماعيّة والجماهيريّة الواسعة التي تمثّلت ليس فقط بالمتطوّعين الّذين تطوّعوا للدّفاع عن المناطق الّتي احتلّها داعش وساهموا على مدى ثلاث سنوات في تحريرها وإنّما مساهمات الشّعب العراقي والمؤسّسات والمنظّمات كانت متعدّدة" مشيرةً إلى "دور المواكب الحسينيّة الإنسانيّة، وجهود العتبات المقدّسة، وجهود الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف، وصندوق إسكان عوائل الشّهداء، والمؤسّسات المدنيّة".