أحامل هذا النعش مهلاً أما ترى *** ملائك عرش الله قاموا على النعش
فإن جلال الله فيه ولم يقم *** بحمل له إلا ملائكة العرش
جُلجِلَت القيود ودوت الأصفاد لتُنذر بصداها العالم الإسلامي بقدوم مناسبة ذكرى شهادة رهين السجون والمغيّب في ظلم المطامير الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام"، وما كان للملايين من الموالين والمحبين إلا التلبية والسعي الحثيث من كل حدب وصوب قاصدين جنته ومرقده الشريف إحياءً لذكراه الأليمة ومعزين لحفيده صاحب العصر والزمان الإمام المهدي "عجل الله فرجه الشريف"، حيث شهدت مدينة الكاظمية المقدسة صباح الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب 1445 هـ الموافق 6 شباط 2024 مراسم التشييع الرمزي لنعش وارث السكينة والوقار الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" محفوفاً بالحشود الهائلة عبر مسيرة إيمانية متجهة صوب الصحن الكاظمي الشريف، حيث استقبل بالتكبير من قبل قارئ العتبة المقدسة عامر الخفاجي، وبالخشوع والهيبة وذرف الدموع من قبل المعزّين، وكان في استقبال المعزّين في هذه المراسم الأليمة الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس الإدارة الموقّر، وخدام العتبة المقدسة، وأهالي مدينة الكاظمية المقدسة، وشخصيات دينية واجتماعية، وبمشاركة المواكب والهيئات الحسينية والحشود المليونية الوافدة إلى الصحن الكاظمي الشريف والتي استمر توافدها على مدى أيام عدّة من مختلف أنحاء البلاد وخارجها.
وشهدت مراسم التشييع تلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين الحاج همام عدنان، وقراءة قصة استشهاد وصي الأبرار موسى الكاظم "عليه السلام" من قبل فضيلة الشيخ عبد الله الدجيلي، واختتمت المراسم بمجلس للعزاء بمشاركة الرادود الحسيني الخادم كرار الكاظمي بقراءة مجموعة من قصائد النعي والرثاء في حقّ صاحب المصيبة الكبرى زين المتهجدين الإمام موسى بن جعفر "عليه السلام" والتبرك بقراءة زيارته المشهورة، والدعاء لشعبنا الأبي الصابر بالأمن والأمان وللزائرين الكرام بسلامة العودة إلى ديارهم سالمين غانمين.