ناقش الباحث المصريّ والمشرف العام على منطقة آثار شرق الداخلة بالوادي الجديد في مصر د. محمود محمد صالح، الرسالة التعليمية لمتحف الوادي الجديد ودوره في تأصيل الهوية الثقافية. وجاء البحث ضمن مؤتمر متحف الكفيل الدولي الرابع الموسوم بـ (المَتَاحِفُ هُويَّةٌ ثَقَافِيَّةٌ)، والمقام برعاية العتبة العباسية المقدسة للمدّة (23 – 24/ 11/ 2023م). وذكر صالح في ملخّص بحثه أن "الدور التعليمي لمتحف الوادي الجديد يعدّ من أهمّ الأدوار التي يقوم بها، حيث يتمّ تخطيط وتصميم البرامج وورش العمل التفاعلية بشكلٍ يتماشى مع أهداف المتحف ورسالته التعليمية، ويكمن الهدف الرئيسي في أن يكون المتحف منشأة تعليمية وأداة هامة لشرح وفهم تاريخ الوادي الجديد وتراثه الثقافي الفريد". وأضاف "يمارس متحف الوادي الجديد دوره كبيت للفنون الواحاتية ومقصد محبّي الآثار والمهتمّين بها، وقد تمثّل هذا الدور في جمعه واقتنائه للقطع الأثرية وتسجيلها وصيانتها والتعريف بها، من خلال بطاقات الشرح والكتالوجات، بالإضافة إلى النشر العلمي لهذه المقتنيات وتسهيل مهمّة الباحثين لدراستها، وكذلك عرض ما يصلح منها للجمهور".
وتابع أن "دور متحف الوادي الجديد لم يقتصر على هذه الواجبات فقط، إلّا أنه حمل على عاتقه رسالة تثقيفية تعليمية باعتباره جزءاً من الرسالة المتحفية، كمؤسّسة ثقافية تعليمية متصلة اتصالاً مباشراً بالمجتمع تؤثّر وتتأثّر به، ومن هذا المنطلق فإنه وسيلة هامّة حيوية ومؤثرة لتوثيق ونشر المعلومات الثقافية، كوسيط لتوصيل الميراث الثقافي للإنسان وللمجتمع المحيط به، بالإضافة إلى كونه بيتاً للفنون ومصدراً لمعلوماتها". وأوضح أن "رسالة المتحف هذه تؤدّي الهدف المنشود منها عندما يتم الإعداد والتوجيه الصحيح لسياسة المتحف الثقافية التربوية، لتعليم الأجيال الحالية والمستقبلية وتنمية روح البحث والابتكار لديهم، مع ربطهم بماضيهم وتراثهم وحضارتهم عن طريق تعزيز وتقوية المعلومات المقدّمة إليهم بأسلوب شائق ومحبّب، ولكافّة أفراد المجتمع كبيرهم وصغيرهم صحيحهم وذوي الحاجات الخاصة منهم". وتهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على الدور التعليمي لمتحف الوادي الجديد وتعزيز الثقافة، وعرض أهمّ الأنشطة التعليمية ودوره الهام في حفظ الإرث الحضاري، وتعزيز الثقافة وإتاحة الوصول إليها مع التأكيد على أهمية الدمج والتنوع، كما يتيح المتحف للمبدعين تقديم أفكار وإبداعات جديدة مع حفظ الذاكرة التراثية للإبداع، وتشجيع الزائرين للمتحف من مختلف الأعمار على تعلّم كلّ ما هو جديد.