دعا رئيس قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة الشيخ صلاح الكربلائي، الأيتام إلى الاقتداء بنهج الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، وذلك خلال كلمته التي ألقاها في المهرجان السنويّ العاشر لتكريم المتفوّقين دراسياً من الطلبة الأيتام. وشهد المهرجانُ حضور الأمين العام للعتبة العبّاسية السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، وعددٍ من أعضاء مجلس إدارتها ومحافظ كربلاء المهندس نصيف جاسم الخطابي. وأشار الشيخ صلاح الكربلائيّ في كلمته إلى أن النبيّ الأكرم محمداً(صلّى الله عليه وآله) قد حظي بأوصافٍ يعجز العقل البشري عن الإحاطة بها، مستشهداً بحديثه (يا عليّ لا يعرفني إلّا الله وأنت)، وفي هذا مقدارٌ من التعظيم يجعلنا أمام حتميّة الإقرار بالعجز عن معرفة المصطفى، وهذا من أعلى مراتب المعرفة به. وأكد على أن الله قد كرم الأيتام وجعل لهم منزلةً خاصّة باختياره نبيّنا محمداً(صلّى الله عليه وآله) الذي كان يتيماً، ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، معرّجاً على أهمّية التحلّي بالخلق النبيل للرسول، كالابتعاد عن الغرور والتكبّر، وتجنّب الخطأ الذي ارتكبه بعض المسلمين بمخالفتهم لأوامره ووصاياه.
وتطرّق إلى وصف النبيّ وتعظيمه في خطب الإمام علي(عليه السلام) في كتاب نهج البلاغة، بقوله: "فتأسَّ بنبيّك الأطيب الأطهر، فإن فيه أسوةً لمن تأسّى وعزاءً لمن تعزّى، وأحبُّ العباد إلى الله المتأسّي بنبيّه والمقتصّ لأثره، قضم الدنيا قضماً ولم يُعِرها طرفاً"، مبيناً أنه لا بُدّ من أن ننهل ونتعرّف ونستشرف بعض المقامات، حتى نسير في هذا الطريق المحمّدي الأصيل. ولفت الشيخ صلاح إلى أن سماحة المتولّي الشرعيّ السيد أحمد الصافي يحثّنا للتعرّف على النبيّ الأكرم(صلى الله عليه واله)، من خلال التعمّق فيما جاء في القرآن الكريم، وقد أولى سماحته أهمّيةً كبيرة لإقامة المؤتمرات العلميّة التي من شأنها التعريف والبحث بشخصيّة النبيّ. وقد أشرفت على إقامة المهرجان الخاصّ بتكريم الأيتام مؤسّسة نور الحسن(عليه السلام) الخيريّة، بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد حمل شعار (تفوّق الطلبة الأيتام.. أثرٌ يبقى وأجرٌ يرقى).