دعماً للقطاع الصحي في العراق عموماً، ومحافظة كربلاء المقدسة خصوصاً، وبسبب النقص الحاصل في عدد الأسرة والذي وصل إلى سد 30% فقط من حاجة هذه المحافظة، واستكمالاً لمشاريعها الصحية السابقة، ولمساعدة الحكومة المحلية والتي تنفذ حالياً العديد من المشاريع الصحية، ومساهمة من عتبات كربلاء المقدسة في سد جزءٍ من النقص المذكور في المجال الصحي، فقد وضعت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة حجر الأساس لمستشفى تخصصي في الجراحة العامة في مدينة كربلاء المقدسة. هذا ما صرح به لموقع الكفيل الأستاذ علي الصفار وأضاف سيُقام المستشفى على أرضٍ مساحتها 5 دوانم (الدونم الواحد يساوي تقريباً 2500م2)، ومساحة أرض البناء هي (4000)م2، وبثلاثة طوابق، فتكون المساحة الكلية للبناء (12000)م2. وحول المساحة المتبقية من البناء بيّن الصفار ستُستغل تلك المساحة لإنشاء الحدائق والبُنى التحتية والشوارع والساحات والمداخل وغيرها مما يخص المستشفى . وبالنسبة للجهة المنفذة للمشروع فقد أوضح الصفار إنهما شركتي أرخميدس الهندسية من جمهورية الهند ومجموعة شركات البلداوي العراقية التي تقوم بالتنسيق والعمل مع الشركة الهندية لتنفيذ هذا المشروع. وبخصوص تمويل المشروع أوضح الصفار قائلاً فاتحت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ديوان الوقف الشيعي الموقر لرصد المبلغ التخميني لإنشاء المستشفى والبالغ (13) مليار دينار واحتساب هذا المبلغ من موازنة مشاريع العتبة المقدسة لعام 2011 وبين الصفار عن مدة إنجاز المشروع تبلغ المدة لإنشاء المستشفى 24شهراً من تاريخ وضع الحجر الأساس لها وقد أُقيم حفل وضع حجر الأساس يوم الجمعة 21 من شوال المعظم 1431هـ الموافق 1تشرين الأول 2010م، وعلى أرض قاعة في جامع وحسينية أم البنين عليها السلام في حي الإصلاح في المدينة، وقد حضره العديد من مسؤولي الحكومة المحلية وممثلي الحكومة المركزية فضلاً عن وسائل الإعلام العراقية والمحلية التي غطت الحدث.وقد ابتدأ الحفل في العاشرة صباحاً بتلاوة آيي من الذكر الحكيم تلاها المنتسب السيد بدري ماميثة، بعد أن تم الترحيب بالضيوف الكرام وتقديم فقرات الحفل من قبل الأستاذ علي الصفار مبيناً تحت رعاية الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة نجتمع في هذا المكان المبارك محتفلين بوضع حجر الأساس للمستشفى الجراحي التخصصي التابع للعتبة العباسية المقدسة، فباسمها نرحب بالسادة الحضور، من المشايخ الأفاضل، والسادة أعضاء الحكومة المحلية وممثلي الحكومة المركزية، والسادة الأطباء الكرام والضيوف جميعاً، داعين الله تبارك وتعالى أن يسدد خطى الجميع ويأخذ بأيدي القائمين على هذا المشروع وعلى رأسهم الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي - دام عزه -، خدمة للمؤمنين في بلد الأنبياء والأئمة والأوصياء.. العراق. ثم تلا ذلك كلمة السيد الأمين العام بيّن فيها علينا على لا نتكئ على الماضي ونتحجج به، بسبب ما أثقلنا به ذلك اللانظام من هلاك وتدمير للبلاد والعباد، وجعل بعض الموارد تصل إلى مستوى يقترب من تحت الصفر في كثير من بنى البلد التحتية والفوقية، وبعض الأشياء الأساسية التي يمكن للإنسان إن يتحدث عنها هو الجانب الصحي، وفي الحقيقة قد لا يكون من محض اختصاصنا ذلك الجانب، لكن لا يعني ذلك أنه خارج عن اهتمامنا بالجانب الصحي والتأمين الصحي والغذائي والأمن الدوائي، وقد أصبحت هذه المسائل من الأمور المهمة والأساسية التي تتنافس الدول لتوفيرها إلى شعبها بأفضل ما يكون، وبحمد الله تعالى فقد فرج سبحانه عنا، وبدأت تطفو على السطح المشاكل المخفية سابقاً وهي كبيرة وكثيرة وهي غير خافية على حضراتكم.
داعياً نسأل الله تعالى أن تنتهي تلك المشاكل والتي بدأ غيرها يكبل البلد ولعل أهمها مسألة الإرهاب، وقد يبدو أن تسمية الإرهاب للوهلة الأولى هي تصفيةٌ للأجساد، وإعاقة بعض الأمور، لكن المسألة أعمق من ذلك، حيث أن هناك ترصد حقيقي للكفاءة العراقية والطاقة العراقية المعطاءة والمتميزة، وفي مفاصل متعددة من مناحي الحياة، ولعل الأمر الظاهر على سطح شيء، والأمر الواقعي شيئاً آخر قطعاً، فهناك استهداف كبير لطاقات البلد ولتعطيل الكثير من البنى التحتية فيه، لكن همة الإخوة الأعزاء المخلصين من أبناء هذا البلد قادرة أن شاء الله تعالى على إحباط جميع المؤامرات التي تقف عائقاً أمام طموحات العراقيين المشروعة في الحياة الحرة الكريمة التي يستحقونها، ونحن نعتقد أن الجانب الخدماتي عموماً لابد أن تكون له الأولوية في التطوير وسد نقوصاته، وهذا من حق المواطن العراقي في أي بقعة من أرض العراق بأن يتوفر له على الأقل مستلزمات الصحة والخدمات الأولية التي يجب أن تتوفر لكل إنسان. مبيناً نحن نرى أن كثيراً من المشاريع، ممكن أن تُنجز، لكن تحتاج إلى عدة عوامل للنجاح، ولعل أهمها وجود فريق يخلص للقضية بعيداً عن كل الثلمات التي يمكن أن تحدث في هذا المشروع، فكثير من المشاريع قد تبدأ بنية صادقة، وبفكرة جيدة، لكن بعد أن يرى النور مشروعٌ ما، تتبدل النيات!! وبالنتيجة لا يُكتب للمشروع النجاح لأنه لازال في بداياته، وهذا الأمر يحصل في الكثير من المشاريع الكبيرة. مضيفاً وبالنسبة لمشروع هذا المستشفى، فنحن نعتقد إنه من المشاريع الأساسية للمدينة، وقد جاء تلبية لحاجة حقيقية، فهناك أموال هائلة وطائلة عراقية تصرف على المرضى العراقيين، وعلى مسائل قد تبدو قبل سنوات سهلة ورخيصة هنا، ولكن لسوء الوضع الصحي أصبح من الضروري للأسف إجرائها خارج العراق وبأموال كبيرة!!!، ويفد المرضى العراقيون على دول خارج العراق عددٌ أكثر من إي دولة أخرى!!! وهناك إحصائيات واضحة تدل على ذلك، والإخوة الأطباء أعلم بهذه الأمور، وبسبب ظروف العراق التي لم يمر بها بلد مثله، أبتـُلي العراقيون بمجموعة من الإمراض وأصبحت نسبة منهم يعانون من المشاكل الصحية، علماً أن كثيراً منها يمكن حلها في العراق وبالتالي مساعدة المريض وعدم إرهاقه بدفع مبالغ غير قادر عليها، لكن البعض وصل إلى مرحلة يقول فيها أن تلك المشاكل لا يمكن أن تُحل بسبب الجو العام المساعد على ذلك!! وأعتقد أن ذلك وهم، ونحن نقول العكس، كل مشكلةٍ يمكن حلها بالإصرار والعزيمة والإرادة وبوجود كادر مخلص، فالدول التي سبقتنا في بعض الأمور بدأت بدايةً متواضعة أقل من هذه البداية، لكن سرعان ما تهيأت الأمور لهم، إذ لا يوجد شيء يحصل فجأةً، فالأمور دائماً تدخل التنفيذ بالتدريج، وبحمد لله فالعراق فيه كفاءات كبيرة وطاقات كبيرة وغالبيتها لا تحتاج سوى إلى إدارة تنظم كفاءات البلد، وبالشكل الذي يخدم الواقع. مستدركاً بقية الدول فيها كفاءات وقد تكون قليلة نسبةً إلينا، لكن إدارات الكفاءات كانت جيدة، فأضحى الوضع أفضل عندهم مما نحن فيه بكثير، ومعلوم لكل الإخوة في خارج العراق وداخله أن مفاصل تلك الدول أغلبها ممسوكة بيد عراقية، أو من أصل عراقي، وكلامنا هذا لا نريد منه إنكار كفاءات الآخرين، لكننا نقول إن ما يلزمنا أقل مما لزمهم للتطور، لأن لدينا أهم شيء، وهي الطاقات البشرية المبدعة، فعلينا أن لا يقل مستوى طاقاتنا عما موجود عندهم، ونحن ندعو إلى اتخاذ خطوات عملية في ذلك. موضحاً بالنسبة لهذا المشروع الجديد، نحن أمام أمرين بالنسبة للحاجة للخدمات الصحية، إما تقصير فيها، وعندها يجب أن نُحاسب عليه، أو قصور بسبب الوصول إلى أقصى إمكانياتنا في حل مشكلة ما، وعندها لا نُحاسب عليه، وبصورة عامة ففي الكثير من الأمور القصور هو الأكثر وجوداً لا التقصير، فلا يعاتب زيد أو عمر على مشاكل يريد إن يحلها لكن يواجه مشاكل كثيرة وكبيرة تُعرقل حلوله، ووظيفتنا مع المريض عموماً تتعدى جانب الاختصاص، إذ تدخل في صميم الواجب الديني أو الإنساني أو الأخلاقي أو كلها معاً، لذلك يتصدى العلماء الإعلام إلى فتح أبواب كثيرة لمساعدة المريض، ويأذن الحاكم الشرعي في صرف الحقوق الشرعية من أجل التخفيف عن كاهل المريض، هذا كله يدل على إن المسألة ليست مسألة عابرة أو مؤقتة، وإنما هي من صميم اهتماماتنا، وقد لا تكون من صميم الاختصاص، لكن هي من صميم الاهتمام، هذه هي الحقيقة، ومشروعنا هذا هو خطوة أولى على الطريق، أن كتب الله تعالى لها التوفيق، فله المَنُ وله الحمد، وأن كانت الأخرى فعزائنا أننا شخصنا المشكلة، وحاولنا إن نحلها، فإذا لم نتوفق لها، فقطعاً هناك من هو أكثر كفاءة منا وأكثر أخلاصاً ودراية يمكن له أن يكمل المشروع، وقد يجعله أنجح.
مؤكداً نحتاج إلى أمل وتفانٍ عندما نبدأ، ونحتاج إلى تحمل أحدنا خطأ الآخر غير المقصود من أجل أن يقلل هذه الأخطاء في المستقبل ليتكامل قدر الإمكان في النهاية، فعندما نريد إن نبدأ ببداية ما، فإن الخطأ أمرٌ طبيعي، فالذي لا يعمل لا يخطأ، ويكتفي بالجلوس في مكانه، ولا يمكنه النقد ، بعكس الذي يعمل.
وشدد أعتقد إننا سنصل إلى حالة من الاكتفاء الذاتي في الجانب الطبي وجوانب كثيرة أخرى، لكننا نحتاج إلى مشاركة الجميع، فالإنسان قطعاً لا يستطيع العمل وحده، وأنا واقعاً أزعجتني اللافتة التي أمامي، وقد استأت عندما قرأتها، بسبب ذكري دون البقية، واعتقد أن الإخوة بفعلهم هذا قد جاملوا كثيراً، وأنا لا يعجبني هذا، فالإنسان إذا لم يكن له فريق يعمل معه، فمن المستحيل عليه أن ينجح، أمير المؤمنين عليه السلام، على ما هو عليه، إذ لا يشك أحدٌ في قدرته القتالية والبلاغية والفكرية وغيرها، ومع ذلك نراه يقول بسبب جملة مما مر به من ظروف لقد أفسدتم علي أمري بالعصيان ، إذ أن الرأي إذا لم ينزل إلى الواقع، ولا يوجد من يطيع الرأي؛ فلا فائدة منه، ثم إننا عندها لن نستطيع تمييز الرأي الصائب من الخاطئ، وربما أشار عليه السلام إلى هذا بقوله (حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لاعلم له بالحرب، لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراسا، وأقدم فيها مقاما مني ؟ لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا ذاقد ذرفت على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يطاع). مطالباً نحتاج إلى فريق عام نشجعه على الخطوات الايجابية للنهوض بالبلد، فهو يحتاج إلى جهد كبير، نحن نحتاج إلى وزارة الصحة ومديرية الصحة ودائرة الماء والبلدية وكل هذه الدوائروغيرها، نحن نحتاجها بشرط أن تكون الهمة منصبة على الخدمة، فنحن نسعى قدر الإمكان إلى أن نخدم ونضع لبنات في مجالات الخدمة المختلفة، وربما الآن بعض المشاريع لا يظهر نتاجها بشكل سريع، لكن في المستقبل القريب قد يظهر جلياً، خاصة إذا كانت البنى التحتية للبلد عميقة وجيدة وخطواتنا في إيجادها راسخة، ولأن الإنسان لا يستطيع إن يحقق كل ما يريد في هذه الدنيا قطعاً فعليه أن يحقق ولو بعض ما يريد مما يبقى أثره في هذه الحياة، طالما أن ساعات الدنيا قليلة، والأجل يحث الخطى إلينا، ولا يستطيع أحد الفرار منه. وفي نهاية كلمته أبدى شكره للقائمين على المشروع من قائلاً شكري الكثير والكبير للأخوة الذين وقفوا معنوياً وساندونا في هذا المشروع، وكذلك لفريق العمل في العتبة المقدسة جزاهم الله خيراً، وطبعاً هذا المشروع بدأ بأكثر من أطروحة، وبحمد لله وقع الاختيار على الشركة التي بينها الإخوة، ولعل لهم كلمة في التعريف عن أنفسهم، ونحن نحتاج لزج كوادرنا المهمة معهم ليستفيدوا من الخبرات الموجودة لديهم لغرض التعجيل في مشاريعنا القادمة قدر الإمكان، وتتلاقح الخبرات، وعسى الله أن يوفقنا وإياكم لوضع لبنة في بناء هذا البلد الذي يستأهل منا كل خير، وفي الختام أشكر الإخوة الذين لبوا الدعوة ونعتذر منهم ثانيةً على تجشمهم عناء الحضور، وأن شاء الله تعالى لنا عودة بعد أن تكتمل المستشفى، لنجتمع بإذنه تعالى تحت سقفها. بعدها قال عريف الحفل تتقدم الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بالشكر الجزيل إلى الأستاذ ظافر عمار البلداوي مدير عام مجموعة شركات البلداوي، هذا الرجل الذي بذل جهوداً في التنسيق والعمل مع الشركة الهندية ( شركة أرخميدس) لإنجاح هذا المشروع . ثم ارتقى مدير عام صحة كربلاء المقدسة الدكتور علاء حمودي بدير ليُلقي كلمة وزير الصحة الأستاذ الدكتور صالح ألحسناوي حيث قال في البداية انقل تحيات معالي وزير الصحة الدكتور صالح مهدي الحسناوي وتأييده ودعمه لهذا المشروع الخيري، واعتذاره الشديد لعدم حضوره، سائلاً المولى القدير لهذا المشروع التوفيق والنجاح.وأضاف سادتي الحضور.. أود في البداية أن أبين الواقع الصحي في محافظتنا المقدسة والتي عانت من إهمال وظلم إللانظام المقبور، فعدد المستشفيات وأسرّتها محدودين كما هو معلوم، وأهمها هي (مستشفى الحسيني التعليمي) والتي يقارب عمرها الأربعين سنة، إضافة إلى بناية كانت عبارة عن نادي للعمال وبناية بعيدة عن مستشفى الحسيني، كانت الأولى هي مستشفى النسائية والتوليد، والثانية هي مستشفىً للأطفال، وعدد الأسرّة الإجمالية في دائرة صحة كربلاء المقدسة ما يقارب الـ (1000) سرير، مقابل عدد نفوس محافظة كربلاء المقدسة الذي يزيد عن مليون نسمة، وبحسب النسبة العالمية، فعلينا توفير (3) أسرة لكل ألف نسمة، أي نحن بحاجة إلى (3000سرير). موضحاً المشاريع التي تقوم وستقوم بها وزارة الصحة في محافظة كربلاء المقدسة، تتلخص في البدء ببناء المستشفى التركي والذي يقارب الـ(490) سريراً، وهناك مشروع في الطريق، وهو مستشفى ذو (200) سرير في حي الرسالة، وبالنسبة إلى قضاء الهندية فهناك مشروع بـ (200) سرير، وفي القريب العاجل سيكتمل إن شاء الله، وهناك مشروع الـ(50) سريراً في ناحية الحسينية، وبالتالي يكون الإجمالي هو ما يقارب الـ (1000) سرير في السنوات الثلاثة أو الخمسة المقبلة، ويصبح المجموع لدينا (2000) سرير، وهو لا يواكب الزيادة السكانية في محافظة كربلاء فضلاً عن الزيارات المليونية أو حتى الاسبوعية أو اليومية، وطبعاً فإننا سنحتاج للمزيد، علماً أن الحكومة المحلية مشكورة قد أولت اهتماما خاصاً بدائرة صحة كربلاء المقدسة، وخصصت المبالغ لإنشاء المراكز الصحية والمنشآت الساندة لها، والتي تهدف لرفع المستوى الخدمي الخاص بالرعاية الصحية الأولية، وهي من أولويات وزارة الصحة، ولكننا نرى أن هناك حاجة ملحة للمستشفيات العامة والتخصصية التي تواكب هذه الخدمات، لذا بادر الخيرون من محبي أهل البيت عليهم السلام لإنشاء المستشفيات الخيرية كمستشفى الأمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) برعاية سماحة السيد مرتضى القزويني، وكذلك مستشفى الإمام زين العابدين عليه السلام برعاية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والذي قام أول أمس بالتوقيع على إنشاء مركز سفير الحسين عليه السلام الجراحي والذي يتكون من صالتي عمليات لم يتم نصب مثيلها في العراق مجاورة للصحن الحسيني الشريف في البناية التي أنشأتها العتبة المقدسة، ونرى الآن هذا المشروع الخيري المبارك برعاية سماحة السيد أحمد الصافي دام عزه، لتكون كل تلك المؤسسات ساندة لما تقدمهُ مؤسساتنا الحكومية والتي ستستقطب أطبائنا المهاجرين والأطباء الذين يتحينون الفرص لخدمة هذا البلد، سائلين الله عز وجل ببركة الإمام الحسين عليه السلام الذي جعل من كربلاء مهوى الأفئدة، وأسأل الله أن يبارك هذا المشروع وهذه الجهود الخيرة ببركة الصلاة على محمد وآل محمد. ثم ألقى الأستاذ علي الصفار شعراً من نظمه قال فيه:
عباس يا صيحة دوّت مجلجلةً من هولها عسكر الطاغين قد فتقاأخرست حاتم يوم الطف إذ نطقت يمناك والماء من شريانها غدقاوصرت في الكون للإيثار مدرسة والجود يوم رميت الماء قد نطقاونبع عينك يروي كل صاديةٍ يفيض موجاً ويطوي السهم والعدقىبعدها ألقى مدير شركة أرخميدس السيد (شاري كوري شاسيدار) كلمة الشركة المنفذة: شكراً لمنحي هذا الشرف بالمثول أمامكم ووجودي في هذا المكان الطاهر المقدس، حقيقةً دعوني أخبركم أني كنت أعتقد أنني لم أفكر بأن أنتمي إلى هذا المكان، وإنما أنتمي إلى مكان أخر، وهو المكان الذي عشت فيه، ولكن عند حضوري إلى مدينة كربلاء المقدسة بدأت أعيد التفكير في هذا الموضوع، فأنا شاكر جداً لله بوجودي في هذا المكان، وأعتقد أن بركة الله تعالى قد حلت علي بسبب هذا المكان، فقد كنت أحاول القدوم إلى العراق عدة مرات وخلال الخمس سنوات الماضية وكنت ابحث بلا جدوى عن شريك أو شخص يمكنني من خلاله الدخول إلى هذا المكان المقدس والعراق بصورة عامة، وبعد سنوات من البحث توفقنا بالبحث، وعثرنا على مجموعة شركات البلداوي الذين منحوني شرف الدخول إلى هذا المكان، والتواجد فيه حالياً، وأنا شاكر لمجموعة البلداوي بسبب منحهم لي هذا الشرف، ولشركتنا ( شركة أرخميدس الهندية للاستشارات والتصاميم المتخصصة لبناء المستشفيات)، حيث أنها متخصصة بإنشاء مشاريع البنى التحتية لقطاع الرعاية الصحية، فنحن متخصصون فيه، ولدينا عدة مشاريع منفذة في منطقة آسيا خصوصاً وفي العالم عموماً، فالشركة تمتلك خبرة 18 سنة في تصميم وإدارة المشاريع الطبية في الهند والتي هي بلد المليار ومائتي مليون نسمة، والناتج الإجمالي لشركتنا من المجموع الإجمالي للهند في بناء المستشفيات هو 8% والتي تمثل 2000 سرير سنوياً، ونحن سعداء جداً في تواجدنا في العراق، وأن نكون جزءً من منظومة الرعاية الصحية فيه، ونحن سعداء جداً وشاكرين فضلكم لمنحنا هذا الفرصة للتواجد بينكم وتنفيذ هذه المستشفى، والذي سيكون فاتحة خير سعيدة، ويبدو أن ذلك سيحل علينا البركة.مضيفاً هذا المستشفى يتكون من( 135)سريراً ويشمل كافة الاختصاصات (وهي تقريباً خمسة وعشرين اختصاص) حيث تحتوي هذه المستشفى على 10 صالات عمليات، مع مختبرات وأجهزة متطورة، كذلك نتقدم بالشكر الجزيل للذين ساهموا في هذا المشروع المبارك، ونشكر الحضور أيضاً على إصغائهم.
ثم ألقى مدير شركات البلداوي الأستاذ ظافر عمار البلداوي كلمة في الحفل قال فيها نتشرف نحن مجموعة البلداوي للمقاولات والوكالات الهندسية وشركائنا شركة أرخميدس الهندسية والمتخصصة في تنفيذ وتصميم المستشفيات، بأن نقوم بتنفيذ المشروع التابع للعتبة العباسية المقدسة وفق المواصفات العالمية، حيث أن هذا المشروع يخدم محافظة كربلاء المقدسة والمحافظات المجاورة لها، سادتي الحضور.. لدى شركتنا الإمكانية لتنفيذ هذه المشاريع الضخمة، حيث أننا نملك كوادر وخبرات متميزة تساعد على النهوض ببلدنا والارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة تكنولوجيا في المجال الصحي والسكني والبنى التحتية، علماً إن حاجة العراق إلى مثل هذه المشاريع التي تخدم المواطن العراقي وخاصةً في كربلاء، سادتي الأفاضل... ختاماً نتشرف بحضورنا في هذا المكان المقدس للعمل في خدمة العتبة العباسية المقدسة، ولكم منا كل الاحترام والتقدير .ثم ارتقى المنصة عضو مجلس إدارة العتبة المقدسة السيد عدنان الموسوي ليلقي أبياتاً بالمناسبة تحت عنوان (همة تفيض)، قال فيها:
زهواً ولا كبراً ولا إذلالا هي همة قد بارت الأجبالامدت لصرح الممكنات أكفها عملاً فلم يبقى المحال محالاما دام ينبض في الشرايين الهدى فالفعل فيها يخبط الأهوالابعد الحفل توجه الزائرين والحضور إلى موقع المستشفى لوضع حجر الأساس ثم العودة إلى هذه المكان لأداء صلاة الظهرين والتبرك بتناول غداء أعده قسم مضيف أبى الفضل العباس عليه السلام في العتبة المقدسة.يذكر أن الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة قد بدأت منذ عامٍ تقريباً في إدخال الشركات الأجنبية لتنفيذ بعض مشاريعها بشكل جزئي من المشروع وتكميل الجزء الآخر بكوادر العتبة في قسميها الهندسيين بشعبهما المختلفة المتخصصة أو من خلال شركة عراقية باشراف تلك الكوادر (كما في مشروع توسعة حرم أبي الفضل العباس عليه السلام بتسقيف صحنه الشريف ومشروع السقاء 2)، بعد أن توسعت وأصبح من الضروري إيجاد تلاقح في الخبرات بين كفاءات أقسامها وبين تلك الشركات. جدير بالذكر أن العديد من أقسام العتبة العباسية المقدسة قد نفذت العشرات من المشاريع الكبيرة والمئات من المشاريع المتوسطة والصغيرة، في شتى المجالات منذ تأسيس جميع أقسام العتبة المقدسة بعد سقوط اللانظام البائد في 9/4/2003م، ومنها قسم الشؤون الخدمية فيها فقد نفذ العديد من المشاريع الخدمية طوال السنوات السبع الماضية، وقسم الشؤون الفكرية والثقافية الذي نفذ العشرات من المشاريع في المجالات العلمية والثقافية والإعلامية والتبليغية، وقسم المشاريع الهندسية وقسم الصيانة الهندسية والفنية (الشؤون الهندسية والفنية سابقاً)، وشعبة الصياغة في قسم الهدايا والنذور والموقوفات في العتبة المقدسة، اللذين نفذوا العشرات من المشاريع الكبيرة، وغير ذلك من الأقسام، وقد تم تنفيذ معظم مشاريع تلك الأقسام بكوادرها (وهي عراقية فقط) وأشرف كلاً منها حسب اختصاصه على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذته عمالة أجنبية(ومنها هذا المشروع).وكانت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على لسان الأمين العام العلامة السيد أحمد الصافي قد أدلى بتصريح رسمي لموقع الكفيل في وقت سابق مفاده إن الأعمال المختلفة من المشاريع وشراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، يتم بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 80% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 20% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب.