نظّم مركزُ الدّراسات والمراجعة العلميّة التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ندوةً تثقيفيّة إرشاديّة لمجموعةٍ من الفتية اليافعين بمناسبة بلوغهم سنّ التكليف، وذلك من خلال استضافتهم في العتبة المقدّسة.

الندوةُ التي احتضنتها قاعةُ القاسم(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة، قدّمها محاضِرُ المركز الشيخ أحمد الشويلي، وقد اتّخذ من سيرة الإمام محمّد الجواد(عليه السلام) محوراً لها.

هذا وقد تضمّنت الندوةُ عدداً من النقاط، منها:
 
الاستعشار لأهمّية ولادة الإمام الجواد(عليه السلام) تنطلق من إدراكنا لمراحل حياته، وكيف أثّر في الأمّة ووصل إلى قلوب المُخلِصين، وكيف أوصَلَ رسالة السماء وحافظ على نهج الوصاية والإمامة. عمر الفتوّة يُعتبر أهمّ المراحل في حياة الإنسان، وقد تقلّد الإمامُ الجواد(عليه السلام) الإمامةَ وهو في السابعة من عمره، واحتجّ اللهُ سبحانه وتعالى به على خلقه آنذاك. دور الإنسان في هذه الحياة لا ينتهي عند سنٍّ معيّن. تكليف الإنسان ينطلق من سنّ الرشد الذي أقرّته الشريعة ليُدرك بناء شخصيّته، ولا يصحّ أن نفهم أنّ هذا العمر يُقضى باللّهو واللعب، فإنّ تكليف عباد الله الصالحين بهذا العمر يُنبئ عن أنّ هذا العمر ليس مرحلةً بسيطةً لا قيمة لها في حياة الإنسان.
هذا وقد خلص المُحاضِر إلى أنّ الإنسان في هذه الحياة مسؤولٌ عن سلوكه وبلوغ مقاصده وأهدافه، كي يكتب اسمَه في سجلّ الناجِحين والمؤثِّرين، وإلّا كان إنساناً بسيطاً لا يُحسن أيَّ شيء، إذ أنّ أهل البيت(عليهم السلام) زوّدونا بمنهجيّةٍ أخلاقيّة وتربويّة وتوعويّة تكفينا أيَّ منهجيّةٍ أخرى، وتسمو بنا حيث يريد خالقُنا وتزيدُنا بصيرةً وهدىً، وهي كفيلة بإنقاذ الإنسان من مهالك الفوضى التي يعجّ بها العالم اليوم.

يُذكر أنّ مركز الدّراسات والمراجعة العلميّة يقدّم العديد من الندوات والورش والمحاضرات، التي تساهم في معالجة الإشكاليّات المعرفيّة والأخلاقيّة بالإضافة إلى زيادة الوعي وبناء الذات.