بقلوبٍ حرّى وعيونٍ عبرى أحيت جموعُ الزائرين ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام) عند مرقده الطاهر في مدينة سامراء، التي توافدت على تلك البقعة الطاهرة منذ أكثر من ثلاثة أيّام لتصل ذروتها ليلة البارحة وظهر اليوم، مستذكرةً مصاب إمامها المسموم المقتول مقدّمةً المواساة للمعزّى صاحب العصر والزمان(عجّل الله فرجه الشريف) بهذه الفاجعة العظيمة، التي بعثت الحزن والأسى والشجون في نفوس أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ومحبّيهم في مثل هذا اليوم الثامن من ربيع الأوّل من سنة (260) للهجرة، إثر سمٍّ دُسّ له من قِبل السلطة العبّاسية الحاكمة آنذاك، على يد المُعتمد العبّاسيّ.

العتبةُ العسكريّة المقدّسة والجهات الساندة لها استنفرت جميع الطاقات، من أجل تقديم أفضل الخدمات للزائرين ومواكب العزاء، التي وفدت إلى هذه البقعة الطاهرة لأجل تقديم العزاء واستذكار هذه الرزيّة، وتمكينهم من أداء مراسيم الزيارة على أكمل وجهٍ وبكلّ سهولةٍ ويُسْر، وقد رافق هذا الاستنفار انتشارٌ كثيفٌ لمواكب الخدمة الحسينيّة، حيث هرع أصحابها لتقديم كلّ ما يحتاجه الزائر من مأكلٍ ومشرب، فضلاً عن الخدمات الطبّية وغيرها من الأمور التي تصبّ في خدمته.