ضمن سلسلة المشاريع الزراعيّة التخصّصية التي تبنّتها سابقاً، وكنقطة انطلاقٍ لمشاريع مستقبليّة تهدف الى المساهمة في النهوض بالواقع الزراعيّ في البلد وتحويله من مستهلِكٍ الى منتِجٍ، أنشأت العتبةُ العبّاسية المقدّسة مزرعةً نموذجيّة للسدر على مساحةٍ تُقدّر بـ(70) دونماً بأصنافٍ نادرة وذات قيمة غذائيّة وإنتاجيّة، مستثمرةً بذلك المساحات الصحراويّة الشاسعة وتحويلها الى مساحاتٍ خضراء تطبيقاً للحديث الشريف: (الأرضُ لمَنْ أحياها).
المزرعةُ نفّذتها على أرض الواقع وبمواصفاتٍ وتقنيّات زراعيّة حديثة الملاكاتُ المختصّة من العاملين في مجموعة مشاتل الكفيل التابعة لقسم الشؤون الخدميّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، التي أصبحت تمتلك من الخبرات والكفاءات ما يؤهّلها لخوض غمار هذه التجربة وما سيعقبها.
شبكةُ الكفيل العالميّة التقت برئيس قسم الشؤون الخدميّة والمشرف العامّ على هذا المشروع الحاج خليل هنون الذي تحدّث قائلاً: "مزرعةُ السدر النموذجيّة جاءت بعد النجاح الذي تحقّق بمزرعة النخيل النموذجيّة، وهي جزءٌ من أفكارٍ ومقترحات طرحتها الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة عملنا على بلورتها ومناقشتها وتبنّي مخرجاتها على أرض الواقع، فكانت النتيجة هي إنشاء مزرعةٍ تُقام لأوّل مرّة في العراق وتضمّ نوعيّات نادرة من السدر، وعلى مساحةٍ تمّ استملاكها من قبل العتبة المقدّسة تقع على طريق (النجف - كربلاء)، وما نأمله هو المساهمة في سدّ الحاجة المحلّية للبلد من هذا المنتج الذي يُستخدم للمجال الغذائيّ والطبّي، كذلك سيسهم المشروع في زيادة المساحات الخضراء في محافظة كربلاء واستثمار صحاريها، ويُعدّ المشروع تجربةً لتنفيذ مشاريع مشابهة له، حيث في النيّة تبنّي مزارع نموذجيّة لفواكه أخرى كالرمّان والتين".
المهندس الزراعي مؤيّد هاتف مسؤولُ مجموعة مشاتل الكفيل أضاف من جانبه بالقول: "مزرعةُ السدر هي واحدةٌ من بين مزارع نموذجيّة سنقوم بإقامتها مستقبلاً، وهي تُقام على مساحةٍ تقدّر بـ(70) دونماً تمّ تقسيمها الى خمسة مقاطع كلّ مقطع (15دونماً) تقريباً، وقد سبقت أعمال الزراعة أعمالٌ تمهيديّة أهمّها:
- دراسة التربة وعمل تحليلٍ طبيعيّ للتربة والمياه، لتحديد نسبة الأملاح الكلسيّة وأنواعها وتحديد الأسلوب الأمثل للاستصلاح والزراعة، وذلك من خلال مختبرات تابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة.
- عمل تصميم للمزرعة وتحديد أماكن زراعة أشجار السدر.
- القيام بأعمال تسوية الأرض حسب كلّ مقطع وتبعاً للمخطّطات المعدّة مسبقاً.
- تحديد أماكن زراعة الأشجار.
- نصب شبكة ريّ حديثة ومتطوّرة لسقاية الأشجار بالاعتماد على المياه الجوفيّة.
- رشّ الأرض بمبيداتٍ وأسمدة تسهم في تحلية التربة وتساعد على سرعة إنبات الأشجار".
وأضاف هاتف: "كمرحلةٍ أولى قمنا بزراعة أكثر من (1900) شجرة تمّ جلبها من داخل وخارج العراق، وهي من أصناف جيّدة كالتفّاحي والزيتوني والعرموطي وغيرها، مع عمل مصدٍّ طبيعيّ للرياح يُحيط بالمزرعة أيضاً من أشجار السدر الصحراويّة والكالبتوز".
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قد تبنّت مشاريع زراعيّة عديدة وأولت اهتماماً خاصّاً لهذا القطّاع الحيويّ والمهمّ، فهو واحدٌ من الشرايين الاقتصاديّة للبلد، وقد سخّرت لهذا الغرض الإمكانيّات البشريّة واللوجستيّة.