يلةُ عرفة: وهي ليلةٌ مباركة وتُسمّى بليلة مناجاة قاضي الحاجات، والتوبة فيها مقبولة والدعاء فيها مُستجاب، وللعامل فيها بطاعة الله أجر سبعين ومائة سنة، وفيها عدّة أعمال:
الأوّل: أن يدعوَ في ليلة عرفة بدعاء: (اَللّـهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّة...) الذي رُوي أنّ من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفر الله له. راجع أعمال ليلة عرفة/ مفاتيح الجنان.
الثّاني: أن يسبّح في ليلة عرفة ألف مرّة بالتّسبيحات العشر الّتي رواها السّيد ابن طاووس: (سُبْحانَ اللهَ قَبْلَ كُلِّ أَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَد...) راجع أعمال اليوم التاسع من ذي الحجّة/ مفاتيح الجنان.
الثّالث: أن يدعو في ليلة عرفة بدعاء: (اَللّـهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ...) المسنون قراءته في يوم عرفة وليلة الجمعة ونهارها. راجع أعمال ليلة الجمعة/ مفاتيح الجنان.
الرّابع: أن يزور الإمام الحسين(عليه السلام) وأرض كربلاء، وأن يقيم في أرض كربلاء حتّى يعيّد، ليقيَه الله شرّ سَنَتِه.
يوم عرفة: عيدٌ من الأعياد العظيمة، وإن لم يعرَفْ بأنّه يوم عيد، فقد ظهر أنّه يوم فرح وسرور، حيث دعا الله فيه عباده إلى طاعته وعبادته، وفتح لهم أبواب سماواته، ليتلذّذ المؤمنون فيه بلذيذ مناجاته، وكفى بذلك مورداً لسرور المؤمنين وفرحهم بالقرب من الجليل، قال الله تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) سورة البقرة: آية 198، وكذلك بسط لهم موائد إحسانه وجوده، ووعدهم فيه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب، وأذِن للمُقبل عليه والمُعرض عنه في الطلب منه، والشيطان فيه ذليلٌ حقير طريد غضبان أكثر من أيّ وقت سواه، ولهذا اليوم عدّة أعمال:
الأوّل: الغُسل.
الثاني: الصوم لمن لا يضعف عن أداء أعمال هذا اليوم المبارك.
الثالث: زيارة الإمام الحسين(صلوات الله عليه) فإنّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والأحاديث في كثرة فضل زيارته (عليه السلام) في هذا اليوم متواترة، ومن وُفّق فيه لزيارته (عليه السلام) والحضور تحت قبّته المقدّسة فهو لا يقلّ أجرَاً عمَّن حضر عرفات بل يفوقه، قال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات، ويقضي حوائجهم، ويغفر ذنوبهم، ويشفّعهم في مسائلهم، ثم يثنّي بأهل عرفة فيفعل بهم ذلك).
الرابع: أن يصلّي بعد فريضة العصر -قبل أن يبدأ في دعوات عرفة- ركعتين تحت السّماء ويقرّ لله تعالى بذنوبه، ليفوز بثواب عرفات ويغفر ذنُوبه، ويستحبّ قراءة (الحمد) و(التوحيد) في الأولى، و(الحمد) و(قل يا أيّها الكافرون) في الثانية، ثمّ يشرع في أعمال عرفة ودعواته المأثورة عن الحجج الطّاهرة(صلوات الله عليهم)، وهي أكثر من أن تُذكر في هذه الوجيزة ونحن نقتصر بالإشارة إلى بعضها.
الخامس: أن يُصلّي بعد ذلك أربع ركعات بتسليمين، يقرأ في كلّ ركعةٍ (الحمد) مرّة و(التوحيد) خمسين مرّة، وهي صلاة أمير المؤمنين(عليه السلام).
السادس: أن يدعوَ بما ذكره السيد ابن طاووس في كتاب الإقبال مرويّاً عن النّبيّ(صلّى الله عليه وآله) وهو: (سُبْحانَ الَّذي فِي السَّماءِ عَرْشُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِي الأَرْضِ حُكْمُهُ...) راجع أعمال اليوم التاسع من ذي الحجّة/ مفاتيح الجنان.
السابع: أن يدعوَ بهذه الصّلوات التي رُويت عن الإمام الصادق(عليه السلام): أنّ من أراد أن يسرّ محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليهم فليقل في صلاته عليهم: (اَللّـهُمَّ يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطى، وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِي الأَوَّلينَ...). راجع أعمال اليوم التاسع من ذي الحجّة/ مفاتيح الجنان.
الثامن: أن يدعوَ بدعاء أُمّ داوُد المذكور في أعمال شهر رجب، ثمّ يسبّح بهذا التّسبيح وثوابه لا يُحصى كثرةً، تركناه اختصاراً وهو: (سُبْحانَ اللهَ قَبْلَ كُلِّ أَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَد...). راجع أعمال اليوم التاسع من ذي الحجّة/ مفاتيح الجنان.
التاسع: قراءة دعاء الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عرفة.
وعلى أيّ حال فقد وردت أدعيةٌ وأعمالٌ كثيرة في هذا اليوم لمن وُفِّق فيه لحضور عرفات، وأفضل أعمال هذا اليوم الشريف الدعاء، وهو يومٌ قد امتاز بالدّعاء امتيازاً، وينبغي الإكثار فيه من الدعاء للإخوان المؤمنين أحياءً وأمواتاً.