أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-08-2015
1408
التاريخ: 19-4-2018
982
التاريخ: 11-10-2017
1330
التاريخ: 3-08-2015
938
|
يجب أن يكون الواسطة بين اللّه تعالى وبين خلقه نبيا كان او إماما معصوما وخالفنا في ذلك بعض المسلمين فلم يوجبوا العصمة في الأنبياء فضلا عن الائمة الاثنا عشر صلوات اللّه عليهم اجمعين.
ما معنى العصمة :
العصمة : عبارة عن قوة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي كلها كجائز الخطاء وليس معنى العصمة إن اللّه يجبره على ترك المعصية بل يفعل به الطافا يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها كقوة العقل وكمال الفطانة والذكاء ونهاية صفاء النفس وكمال الاعتناء بطاعة اللّه تعالى ولو لم يكن قادرا على المعاصي بل كان مجبورا على الطاعات لكان منافيا للتكليف ولا إكراه في الدين والنبي اوّل من كلف حيث قال فأنا أول العابدين وأنا أول المسلمين وقال تعالى : {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99] ولأنه لو لم يكن قادرا على المعصية لكان أدنى من صلحاء المؤمنين القادرين على المعاصي التاركين لها.
و قال بعض المسلمين بتجويز المعاصي على الأنبياء بل بعضهم جوز الكفر عليهم قبل النبوة وبعدها وجوزوا عليهم السهو والغلط ونسبوا الى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) السهو في القراءة مما يوجب الكفر فقالوا ورووا أنه (صلى الله عليه واله) صلى يوما صلاة الصبح وقرأ في سورة النجم عند قوله تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19، 20] تلك الغرانيق العلى- منها الشفاعة ترتجى.
نعوذ باللّه من هذه الاعتقادات الفاسدة والمقالات الكاسدة فكيف كان فالذي عليه الامامية الاثنا عشرية أنه يجب في الحجة أن يكون معصوما من الكبائر والصغائر منزها عن المعاصي قبل النبوة وبعدها على سبيل العمد والنسيان وعن كل رذيلة ومنقصة وعما يدل على الخسة والضعة ويكون سببا لتنفر الناس عنه والدليل على وجوب العصمة مضافا الى النقل المتواتر واجماع الفرقة المحقة والطائفة الحقة أمور:
الأول : أنه لو انتفت العصمة لم يحصل الوثوق بالشرائع والاعتماد عليها فان المبلغ اذا جوزنا عليه الكذب وسائر المعاصي جاز أن يكذب عمدا او نسيانا أو يترك شيئا مما أوحى إليه أو يأمر من عنده فكيف يبقى اعتماد على اقواله.
الثاني : أنه ان فعل المعصية فاما أن يجب علينا اتباعه فيها فيكون قد وجب علينا فعل ما وجب تركه واجتمع الضدان وإن لم يجب انتفت فائدة البعثة.
الثالث : أنه لو جاز أن يعصي لوجب ايذاؤه والتبري منه لأنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن اللّه تعالى نص على تحريم ايذاء النبي (صلى الله عليه واله) فقال {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [الأحزاب: 57].
الرابع : أنه يلزم بعصيانه سقوط محله ورتبته عند العوام فلا ينقادون الى طاعته فتنتفى فائدة البعثة.
الخامس : أنه يلزم أن يكون أدون حالا من آحاد الامة لأن درجة الأنبياء في غاية الشرف وكل من كان كذلك كان صدور الذنب عنه فحش كما قال تعالى { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [الأحزاب: 30] والمحصن يرجم وغيره يحد وحد العبد نصف حد الحرّ والاصل فيه أن علمهم باللّه اكثر واتم وهم مهبط وحيه ومنازل ملائكته ومن المعلوم أن كمال العلم يستلزم معرفته والخضوع والخشوع له فينا في صدور الذنب لكن الاجماع دل على أن النبي (صلى الله عليه واله) لا يجوز أن يكون اقل حالا من آحاد الأمة.
السادس : انه يلزم أن يكون مردود الشهادة لقوله تعالى {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] فكيف يقبل عموم شهادته في الوحي واحكام اللّه تعالى ويلزم أن يكون أدنى حالا من عدول الامة وهو باطل بالإجماع .
السابع : أنه لو صدر عنه الذنب لوجب الاقتداء به لقوله تعالى : {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] ، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] والتالي باطل لأنه لو لم يكن معصوما لكان محل انكار ومورد عتاب كما في قوله تعالى أ تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وقوله تعالى { لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [الصف: 2، 3] فيجب أن يكون مؤتمرا بما يأمر به منتهيا عما ينهى.
الثامن : أنه لو لم يكن معصوما لانتفى الوثوق بقوله ووعده ووعيده فلا يطاع في اقواله وافعاله فيكون إرساله عبثا.
التاسع : أنه يقبح من الحكيم أن يكلف الناس باتباع من يجوز عليه الخطاء فيجب كونه معصوما لأنه يجب صدقه إذ لو كذب والحال إن اللّه أمرنا بإطاعته لسقط محله عن القلوب فتنتفى فائدة بعثته وقد استقصي الكلام في عصمة الأنبياء في تنزيه الأنبياء لعلم الهدى ومصابيح الأنوار لشبر.
والعمدة في ثبوت العصمة الأخبار المتظافرة عن أهل البيت من أن الأنبياء معصومون وتنزيههم عن ذلك واجماع الفرقة المحقة .
وما ورد في ظاهر الكتاب والسنة من نسبة الذنوب والمعاصي الى الأنبياء والأئمة فله محامل صحيحة عديدة وتأويلات سديدة مذكورة في مظانها.
منها : أن الأنبياء لما كانوا مستغرقين في طاعة اللّه عز وجل ومراضيه ويعلمون انهم بمرأى من اللّه ومسمع ومطلع على ظواهرهم وبواطنهم وسرائرهم وعلانيتهم فاذا اشتغلوا احيانا عن ذكر ربهم لبعض المباحات زيادة على القدر الضروري عدوا ذلك ذنبا ومعصية في حقهم واستغفروا منه فان حسنات الابرار سيئات المقربين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|