أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2022
2204
التاريخ: 14-11-2016
2615
التاريخ: 2024-02-29
866
التاريخ: 19-4-2022
2221
|
البلوغ مرحلة هامة وحساسة في حياة كل إنسان، ويعد إيذانا بالدخول الى عالم الرجال أو النساء. ويعتبر الحيض الأول بالنسبة للفتيات، بحسب علماء النفس، دليلا قاطعا على البلوغ والنضوج الجنسي، الذي يرافقه تغيرات نفسية وفسيولوجية واسعة.
فبخلاف بعض التصورات التشاؤمية، التي تصف هذه المرحلة بالآفة الخطيرة، نعتقد أن البلوغ نعمة الهية كبيرة تستوجب الشكر وتدعو الى السرور لأن أبنائنا يكونون بذلك قد بلغوا درجة من النضج تؤهلهم للعب دور هام وفعال في الحياة الاجتماعية. وإذا كان هناك بعض القلق الذي يساور الأمهات في هذا المجال، فمبعث ذلك هو خشيتهن من احتمالات تعرض الأبناء للجنوح والانحراف بسبب إيحاءات والقاءات رفاق السوء والأشرار .
ـ أهم مراحل الحياة :
لقد وصف علماء النفس، وعلماء التربية بوجه خاص، مرحلة البلوغ بأنها أهم مرحلة في حياة الفتاة وذهبوا الى أن أغلب الفتيات الحساسات يبلغن خلال هذه الفترة أقصى درجات الانفعال العاطفي. وقد اعتبرها بعض علماء النفس، كـ (اوريس دولوم)، بأنها نقطة عطف في حياة الشخصية.
تدخل الفتيات، بدخولهن سن البلوغ، مرحلة جديدة في حياتهن تترك ايجابياتها أو سلبياتها آثارا كبيرة على مستقبلهن في المدى البعيد والمتوسط. ففي بعض المجتمعات البدائية تنضم المراهقات، مع دخولهن سن البلوغ، الى مجتمع الكبار البالغين خلال مراسيم خاصة تقام لهذا الغرض .
ويعتبر البلوغ من وجهة النظر الإسلامية، إيذانا بدخول الفتاة مرحلة جديدة في الحياة، ونسعى في مجتمعاتنا الإسلامية خلال ذلك الى إفهام الفتاة أصول وضوابط الحياة الفردية والاجتماعية الجديدة. ونثقفها على ما ينتظرها من واجبات ومسؤوليات مستقبلية كأنسانة ناضجة ينبغي عليها أن تكون مستعدة للعب دور الزوجة والأم في الحياة من الآن فصاعدا.
ـ ولادة جديدة :
لقد عبر بعض علماء النفس، كـ (أستانلي هال) عن البلوغ باعتباره ولادة جديدة أو مرحلة انتقالية في حياة الشخص ينتقل خلالها الى نمط جديد من الحياة تبرز فيه اكمل وأنضج الخصائص الإنسانية، ويصل خلاله الانفعال العاطفي والغريزي الى أوجه.
فقد وصفت حالة البلوغ بالمرحلة الانتقالية لكون الشخص ينتقل خلالها من مرحلة الطفولة الى مرحلة حياة الكبار حيث اهتمامات البالغين وميولهم ونظرتهم الى جماليات الحياة الفردية والاجتماعية الناضجة وكيفية تعاملهم مع شؤونها.
وكذلك فقد وصف هذه المرحلة علماء آخرون باعتبارها حالة وسطية أو برزخية بين سن المراهقة والنضوج الجنسي الذي ما أن تبلغه الفتاة حتى تنتظم ميولها وعواطفها الغريزية وتستقر على إيقاع معين، وتشعر الفتاة على أثره بأنها قد أصبحت امرأة كاملة ومؤهلة للعب دور الزوجة والأم في الحياة الاجتماعية كأي امرأة ناضجة.
ـ صعوبة التطابق :
من المشكلات التي تواجه الفتيات في هذه السن صعوبة تطابقهن مع الوضع الجديد. فاللاتي لم يكن قد استعدن مسبقا للدخول في هذه المرحلة، يجعلن كيف ينبغي عليهن أن يتصرفن بحيث لا يحسب سلوكهن بحساب تصرفات الأطفال، ومن هنا نجدهن، في بعض الحالات، يحاولن تقليد الكبار في سلوكهن دون جدوى.
إن مرحلة البلوغ، بحسب موريس دبس، هي فترة الانفعال والتوتر العاطفي الحاد، وهذه المسالة بذاتها تساهم الى حدود كبيرة في عجز الفتاة عن التطابق مع الأوضاع ونادراً ما تتمكن الفتيات من الانسجام والتطابق مع الأسرة والمجتمع بسهولة خلال هذه السن لوحدهن ودون رعاية ومساعدة أولياء الأمور والمربين .
هو من العوامل الأخرى لاستصحاب الكثير من الفتيات التطابق والتكيف مع الحالة الجديدة، خلال هذه المرحلة، يمكن الإشارة الى مختلف أنواع القلق والاضطرابات التي يتعرضن لها على أثر بدء نشاط وفعالية الميول والغرائز الجنسية لديهن ورؤية نزول دم الحيض عليهن بشكل مفاجئ.
لكنه ومع ذلك ، فإن أعضاء هذه الفئة يتمكن من التكيف مع الحالة الجديدة بمرور الزمن ويلائمن أنفسهن مع ظروفها باعتبارها حالة طبيعية وإن كان بعضهن قد يواجهن مشكلات وصعوبات قليلة وكثيرة في بداياتها وأثنائها.
تستجد لدى الفتاة ، مع وفودها الى مرحلة البلوغ الجنسي ، ميول واندفاعات جديدة تأخذ طابع الأزمة في غالب الأحيان. وتتوقف سلبية أو إيجابية استجابة الفتاة لحالة النضوج الجنسي للوهلة الأولى على طبيعة نموها وعلى نوع الفهم الذي تحمله في ذهنها مسبقا عن البلوغ والحياة النسوية .
وبطبيعة الحال ، فإن الانفعالات العاطفية العاصفة خلال هذه الفترة ، تؤدي في بعض الحالات الى اضطراب الفتاة وتشويش ذهنها وبتالي إبعادها عن النظر الى الأشياء بواقعية ومن ثم الوقوع فريسة لمختلف الأوهام والهواجس النفسية، ولا شك في تأثير عملية التثقيف والتربية الصحيحة في الحد من السلبيات التي تنطوي عليها هذه المرحلة من العمر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|