المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06



أهمية البلوغ  
  
4644   03:32 مساءً   التاريخ: 29-1-2018
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص198-201
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

البلوغ مرحلة هامة وحساسة في حياة كل إنسان، ويعد إيذانا بالدخول الى عالم الرجال أو النساء. ويعتبر الحيض الأول بالنسبة للفتيات، بحسب علماء النفس، دليلا قاطعا على البلوغ والنضوج الجنسي، الذي يرافقه تغيرات نفسية وفسيولوجية واسعة.

فبخلاف بعض التصورات التشاؤمية، التي تصف هذه المرحلة بالآفة الخطيرة، نعتقد أن البلوغ نعمة الهية كبيرة تستوجب الشكر وتدعو الى السرور لأن أبنائنا يكونون بذلك قد بلغوا درجة من النضج تؤهلهم للعب دور هام وفعال في الحياة الاجتماعية. وإذا كان هناك بعض القلق الذي يساور الأمهات في هذا المجال، فمبعث ذلك هو خشيتهن من احتمالات تعرض الأبناء للجنوح والانحراف بسبب إيحاءات والقاءات رفاق السوء والأشرار .

ـ أهم مراحل الحياة :

 لقد وصف علماء النفس، وعلماء التربية بوجه خاص، مرحلة البلوغ بأنها أهم مرحلة في حياة الفتاة وذهبوا الى أن أغلب الفتيات الحساسات يبلغن خلال هذه الفترة أقصى درجات الانفعال العاطفي. وقد اعتبرها بعض علماء النفس، كـ (اوريس دولوم)، بأنها نقطة عطف في حياة الشخصية.

تدخل الفتيات، بدخولهن سن البلوغ، مرحلة جديدة في حياتهن تترك ايجابياتها أو سلبياتها آثارا كبيرة على مستقبلهن في المدى البعيد والمتوسط. ففي بعض المجتمعات البدائية تنضم المراهقات، مع دخولهن سن البلوغ، الى مجتمع الكبار البالغين خلال مراسيم خاصة تقام لهذا الغرض .

ويعتبر البلوغ من وجهة النظر الإسلامية، إيذانا بدخول الفتاة مرحلة جديدة في الحياة، ونسعى في مجتمعاتنا الإسلامية خلال ذلك الى إفهام الفتاة أصول وضوابط الحياة الفردية والاجتماعية الجديدة. ونثقفها على ما ينتظرها من واجبات ومسؤوليات مستقبلية كأنسانة ناضجة ينبغي عليها أن تكون مستعدة للعب دور الزوجة والأم في الحياة من الآن فصاعدا.

ـ ولادة جديدة :

لقد عبر بعض علماء النفس، كـ (أستانلي هال) عن البلوغ باعتباره ولادة جديدة أو مرحلة انتقالية في حياة الشخص ينتقل خلالها الى نمط جديد من الحياة تبرز فيه اكمل وأنضج الخصائص الإنسانية، ويصل خلاله الانفعال العاطفي والغريزي الى أوجه.

فقد وصفت حالة البلوغ بالمرحلة الانتقالية لكون الشخص ينتقل خلالها من مرحلة الطفولة الى مرحلة حياة الكبار حيث اهتمامات البالغين وميولهم ونظرتهم الى جماليات الحياة الفردية والاجتماعية الناضجة وكيفية تعاملهم مع شؤونها.

وكذلك فقد وصف هذه المرحلة علماء آخرون باعتبارها حالة وسطية أو برزخية بين سن المراهقة والنضوج الجنسي الذي ما أن تبلغه الفتاة حتى تنتظم ميولها وعواطفها الغريزية وتستقر على إيقاع معين، وتشعر الفتاة على أثره بأنها قد أصبحت امرأة كاملة ومؤهلة للعب دور الزوجة والأم في الحياة الاجتماعية كأي امرأة ناضجة.

ـ صعوبة التطابق :

من المشكلات التي تواجه الفتيات في هذه السن صعوبة تطابقهن مع الوضع الجديد. فاللاتي لم يكن قد استعدن مسبقا للدخول في هذه المرحلة، يجعلن كيف ينبغي عليهن أن يتصرفن بحيث لا يحسب سلوكهن بحساب تصرفات الأطفال، ومن هنا نجدهن، في بعض الحالات، يحاولن تقليد الكبار في سلوكهن دون جدوى.

إن مرحلة البلوغ، بحسب موريس دبس، هي فترة الانفعال والتوتر العاطفي الحاد، وهذه المسالة بذاتها تساهم الى حدود كبيرة في عجز الفتاة عن التطابق مع الأوضاع ونادراً ما تتمكن الفتيات من الانسجام والتطابق مع الأسرة والمجتمع بسهولة خلال هذه السن لوحدهن ودون رعاية ومساعدة أولياء الأمور والمربين .

هو من العوامل الأخرى لاستصحاب الكثير من الفتيات التطابق والتكيف مع الحالة الجديدة، خلال هذه المرحلة، يمكن الإشارة الى مختلف أنواع القلق والاضطرابات التي يتعرضن لها على أثر بدء نشاط وفعالية الميول والغرائز الجنسية لديهن ورؤية نزول دم الحيض عليهن بشكل مفاجئ.

لكنه ومع ذلك ، فإن أعضاء هذه الفئة يتمكن من التكيف مع الحالة الجديدة بمرور الزمن ويلائمن أنفسهن مع ظروفها باعتبارها حالة طبيعية وإن كان بعضهن قد يواجهن مشكلات وصعوبات قليلة وكثيرة في بداياتها وأثنائها.

تستجد لدى الفتاة ، مع وفودها الى مرحلة البلوغ الجنسي ، ميول واندفاعات جديدة تأخذ طابع الأزمة في غالب الأحيان. وتتوقف سلبية أو إيجابية استجابة الفتاة لحالة النضوج الجنسي للوهلة الأولى على طبيعة نموها وعلى نوع الفهم الذي تحمله في ذهنها مسبقا عن البلوغ والحياة النسوية .

وبطبيعة الحال ، فإن الانفعالات العاطفية العاصفة خلال هذه الفترة ، تؤدي في بعض الحالات الى اضطراب الفتاة وتشويش ذهنها وبتالي إبعادها عن النظر الى الأشياء بواقعية ومن ثم الوقوع فريسة لمختلف الأوهام والهواجس النفسية، ولا شك في تأثير عملية التثقيف والتربية الصحيحة في الحد من السلبيات التي تنطوي عليها هذه المرحلة من العمر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.