أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2018
469
التاريخ: 25-1-2018
477
التاريخ: 25-1-2018
406
التاريخ: 25-1-2018
427
|
هدم دار السلطنة ببغداد وانقراض ملوك السلجوقية:
قد ذكرنا فيما تقدم ملك أرسلان شاه بن طغرل ربيب إلدكز و استيلاء إلدكز عليه و حروبه مع ابنايخ صاحب الري ثم قتله سنة أربع و ستين و استولى على الري ثم توفي إلدكز الأتابك بهمذان سنة ثمان و ستين و قام مكانه ابنه محمد البهلوان و بقي أخوه السلطان أرسلان بن طغرل في كفالته ثم مات سنة ثلاث و ستين و نصب البهلوان مكانه ابنه طغرل ثم توفي البهلوان سنة اثنتين و ثمانين و في مملكته همذان و الري و أصبهان و أذربيجان و أرانيه و غيرها و في كفالته السلطان طغرل بن أرسلان و لما مات البهلوان قام مكانه أخوه كزل أرسلان و يسمى عثمان فاستبد طغرل و خرج عن الكفالة و لحق به جماعة من الأمراء و الجند و استولى على بعض البلاد و وقعت بينه و بين كزل حروب ثم قوي أمر طغرل و كثر جمعه و بعث كزل إلى الناصر يحذره من طغرل و يستنجده و يبذل الطاعة على ما يختاره المستضيء رسوله فأمر بعمارة دار السلطنة ليسكنها و كانت ولايتهم ببغداد و العراق قد انقطعت منذ أيام المقتفي فأكرم رسول كزل و وعده بالنجدة و انصرف رسول طغرل بغير حراب و أمر الناصر بهدم دار السلطنة ببغداد فمحى أثرها ثم بعث الناصر وزيره جلال الدين أبا المظفر عبيد الله بن يونس في العساكر لإنجاد كزل و مدافعة طغرل عن البلاد فسار لذلك في صفر لسنة أربع و ثمانين و اعترضهم طغرل على همذان قبل اجتماعهم بكزل واقتتلوا ثامن ربيع و انهزمت عساكر بغداد و أسروا الوزير ثم استولى كزل على طغرل و حبسه ببعض القلاع و دانت له البلاد و خطب لنفسه بالسلطنة و ضرب النوب الخمس ثم قتل على فراشه سنة سبع و ثمانين و لم يعلم قاتله.
استيلاء الناصر على النواحي:
توفي الأمير عيسى صاحب تكريت سنة خمس وثمانين قتله إخوته فبعث الناصر العساكر فحصروها حتى فتحوها على الأمان وجاؤا بإخوة عيسى إلى بغداد فسكنوها وأقطع لهم السلطان ثم بعث سنة خمس وثمانين عساكره إلى مدينة غانة فحاصروها مدة وقاتلوها طويلا ثم جهدهم الحصار فنزلوا عنها على الأمان وإقطاع عيونها ووفى لهم الناصر بذلك.
نهب العرب البصرة:
كانت البصرة في ولاية طغرل مملوك الناصر كان مقطعها واستناب بها محمد بن إسمعيل واجتمع بنو عامر بن صعصعة سنة ثمان وثمانين وأميرهم عميرة وقصدوا البصرة للنهب والعبث وخرج إليهم محمد بن إسمعيل في صفر فقاتلهم سائر يومه ثم ثلموا في الليل ثلما في السور ودخلوا البلد وعاثوا فيها قتلا ونهبا ثم بلغ بني عامر أن خفاجة و المشفق ساروا لقتالهم فرحلوا إليهم و قاتلوهم فهزموهم و غنموا أموالهم و عادوا إلى البصرة و قد جمع الأمير أهل السواد فلم يقوموا للعرب و انهزموا و دخل العرب البصرة فنهبوها و رحلوا عنها
استيلاء الناصر على خوزستان ثم أصبهان والري وهمذان:
كان الناصر قد استناب في الوزارة بعد أسر ابن يونس مؤيد الدين أبا عبد الله محمد بن علي المعروف بابن القصاب و كان قد ولي الأعمال في خوزستان و غيرها و له فيها الأصحاب و لما توفي صاحبها شملة و اختلف أولاده راسله بعضهم في ذلك فطلب من الناصر أن يرسل معه العساكر ليملكها فأجابه و خرج في العساكر سنة إحدى و تسعين و حارب أهل خوزستان فملك أولا مدينة تستر ثم ملك سائر الحصون و القلاع و أخذ بني شملة ملوكها فبعث بهم إلى بغداد و ولى الناصر على خوزستان طاش تكين مجير الدين أمير الحاج ثم سار الوزير إلى جهات الري سنة إحدى و تسعين و جاءه قطلغ ابنايخ بن البهلوان و قد غلبه خوارزم شاه و هزمه عند زنجان و ملك الري من يده و جاء قطلغ إلى الوزير مؤيد و رحل معه إلى همذان و بها ابن خوارزم شاه في العساكر فأجفل عنها إلى الري و ملك الوزير همذان و رحل في اتباعهم و ملك كل بلد مروا بها إلى الري و أجفل عسكر خوارزم إلى دامغان و بسطام و جرجان و رجع الوزير إلى الري فأقام بها ثم انتقض قطلغ بن البهلوان و طمع في الملك فامتنع بالري و حاصره الوزير فخرج عنها إلى مدينة آوه فمنعهم الوزير منها و رحل الوزير في أثرهم من الري إلى همذان و بلغه أن قطلغ قصد مدينة الكرج فسار إليه و قاتله و هزمه و رجع إلى همذان فجاءه رسول خوارزم شاه محمد تكش بالنكير على الوزير في أخذ البلاد و يطلب إعادتها فلم يجبه الوزير إلى ذلك فسار خوارزم شاه إلى همذان و قد توفي الوزير ابن القصاب خلال ذلك في شعبان سنة اثنتين و تسعين فقاتل العساكر التي كانت معه بهمذان و هزمهم و ملك همذان و ترك ولده بأصبهان و كانوا يبغضون الخوارزمية فبعث صدر الدين الخجندي رئيس الشافعية إلى الديوان ببغداد يستدعي العساكر لملكها فجهز الناصر العساكر مع سيف الدين طغرل يقطع بلد اللحف من العراق و سار فوصل أصبهان و نزل ظاهر البلد و فارقها عسكر الخوارزمية فملكها طغرل و أقام فيها الناصر و كان من مماليك البهلوان و لما رجع خوارزم شاه إلى خراسان و اجتمعوا و استولوا على الري و قدموا عليهم كركجه من أعيانهم و ساروا إلى أصبهان فوجدوا بها عسكر الناصر و قد فارقها عسكر الخوارزمية فملكوا أصبهان و بعث كركجه إلى بغداد بالطاعة و أن يكون له الري و ساوة و قم و قاشان و يكون للناصر أصبهان و همذان و زنجان و قزوين فكتب له بما طلب و قوي أمره ثم وصل إلى بغداد أبو الهيجاء السمين من أكابر أمراء بني أيوب و كان في إقطاعه بيت المقدس و أعماله فلما ملك العزيز و العادل مدينة دمشق من الأفضل بن صلاح الدين عزلوا أبا الهيجاء عن القدس فسار إلى بغداد فأكرمه الناصر و بعثه بالعساكر إلى همذان سنة ثلاث و تسعين فلقي بها أزبك بن البهلوان و أمير علم و ابنه قطلمش و قد كاتبوا الناصر بالطاعة فداخل أمير علم و قبض على أزبك و ابن قطلمش بموافقته و أنكر الناصر ذلك على أبي الهيجاء و أمره بإطلاقهم و بعث إليهم بالخلع فلم يأمنوا و فارقوا أبا الهيجاء فخشي من الناصر و دخل إلى إربل لأنه كان من أكرادها و مات قبل وصوله إليها و أقام كركجه ببلاد الجبل و اصطنع رفيقه إيدغمش و استخلصه و وثق به فاصطنع إيدغمش المماليك و انتقض عليه آخر المائة السادسة و حاربه فقتله و استولى على البلاد و نصب أزبك بن البهلوان للملك و كفله ثم توفي طاش تكين أمير خوزستان سنة اثنتين و ستمائة و ولى الناصر مكانه صهره سنجر و هو من مواليه و سار سنجر سنة ثلاث و ستمائة إلى جبال تركستان جبال منيعة بين فارس و عمان و أصبهان و خوزستان و كان صاحب هذه الجبال يعرف بأبي طاهر و كان للناصر مولى اسمه قشتمر من أكابر مواليه ساءه وزير الدولة ببعض الأحوال فلحق بأبي طاهر صاحب تركستان فأكرمه و زوجه بابنته ثم مات أبو طاهر فأطاع أهل تلك الولاية قشتمر و ملك عليهم و بعث الناصر إلى سنجر صاحب خوزستان يعضده في العساكر فسار إليه و بذل له الطاعة على البعد فلم يقبل منه فلقيه و قاتله فانهزم سنجر و قوي قشتمر على أمره و أرسل إلى ابن دكلا صاحب فارس و إلى إيدغمش صاحب الجبل فاتفق معهما على الامتناع على الناصر و استمر حاله....
ظهور التتر:
ظهرت هذه الأمة من أجناس الترك سنة ست عشرة و ستمائة و كانت جبال طمغاج من أرض الصين بينها و بين بلاد تركستان ما يزيد على ستة أشهر و كان ملكهم يسمى جنكيز خان من قبيلة يعرفون نوحى فسار إلى بلاد تركستان و ما وراء النهر و ملكها من أيدي الخطا ثم حارب خوارزم شاه إلى أن غلبه على ما في يده من خراسان و بلاد الجبل ثم تخطى أرانيه فملكها ثم ساروا إلى بلاد شروان و بلد اللان و اللكز فاستولوا على الأمم المختلفة بتلك الأصقاع ثم ملكوا بلاد قفجاق و سارت طائفة أخرى إلى غزنة و ما يجاورها من بلاد الهند و سجستان و كرمان فملكوا ذلك كله في سنة أو نحوها و فعلوا من العيث و القتل و النهب ما لم يسمع بمثله في غابر الأزمان و هزموا خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش فلحق بجزيرة في بحر طبرستان فامتنع بها إلى أن مات سنة سبع عشر و ستمائة لإحدى إحدى و عشرين سنة من ملكه ثم هزموا ابنه جلال الدين بغزنة و اتبعه جنكيز خان إلى نهر السند فعبر إلى بلاد الهند و خلص منهم و أقام هنالك مدة ثم رجع سنة اثنتين و عشرين إلى خوزستان و العراق ثم ملك أذربيجان و أرمينية إلى أن قتله المظفر حسبما نذكر ذلك كله مقسما بين دولتهم و دولة بني خوارزم شاه أو مكررا فيهما فهناك تفصيل هذا المحل من أخبارهم و الله الموفق بمنه و كرمه.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|