أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2019
5870
التاريخ: 24-1-2018
8081
التاريخ: 19-1-2019
1805
التاريخ: 21-2-2018
8110
|
أهمية اختراع النقود وتطوير المجتمع :
ليس هناك أدنى مبالغة عندما يشير البعض إلى أن اختراع النقود كان أعظم ما توصلت إليه البشرية ، يساوي
في ذلك اختراع حروف الكتابة أو اكتشاف الإنسان كيفية إشعال النار عندما يريد ذلك . وقد ترتب على ذلك أن
أصبحت النقود هامة لكل أفراد المجتمع المستهلك وللمنظمات على حد سواء :
أ- فهي من جهة تسمح للمستهلك بأن يعبئ قوته الشرائية ويحتفظ بدخله في صورة قوة شرائية عامة ، وإلا كان
دخله عينياً ، ذلك فأن الدخل لا يكون عاماً إلا إذا اتخذ صورة نقدية ، ولا ريب أن كل فرد يفضل أن يكون دخله
نقداً لكى يتصرف فيه كيفما يشاء . واعتماد الاقتصاد الحديث على النقود يسمح في الواقع بتحديد رغبات
المستهلكين وتحديد المقادير التي يرغبون فيها
ب- كما أن النقود من وجهة أخرى تمكن المنظم من تقرير أى المنتجات أولى بالإنتاج وأي الكميات التي يحسن أن
تنتج منها .
ويشير التاريخ على أن الانتقال من مرحلة الدفع بالسلع إلى مرحلة الدفع بالنقود كان ملازماً للتخصص في العمل ،
ومن هنا كانت الصلة وثيقة بين استخدام النقود وبين تقسيم العمل . وتتأكد هذه الحقيقة بصفة خاصة في ظل نظام
الإنتاج الرأسمالي حيث يوجد عمال عديدون على استعداد للعمل تحت أمرة رأسمالي يحث على منتجاتهم ويقرر لكل
منهم نصيبه من الإنتاج ويتصرف في الباقي بالاستهلاك والادخار ، ففي ظل هذا النظام تبدو الحاجة الماسة إلى
تداول النقود ، فحساب النفقات وأثمان البيع والتكهن بالأرباح لا يتم إلا بواسطة النقود .
ونحن لا ندعى أن النقود مسئولة مباشرة وكلية عن الكفاية الإنتاجية الضخمة وعن مستوى المعيشة الذى تحياه
البشرية اليوم ، ذلك أن الكثير من تقدم المجتمع يدين أيضاً إلى موارد هذا المجتمع الطبيعية وإلى نوعية وتركيبة السكان
وكذلك إلى مدى توفر المنظمين ورجال الإدارة العليا داخل الاقتصاد القومي . ولكن على الأقل ، فإن اكتشاف النقود هو
الذى سهل من مزج عوامل الإنتاج ومن تنظيم الأسواق التي يتم فيها تبادل السلع واستهلاكها . فالنقود هي المسئولة عن
تشكيل طبيعة الحياة التي نعيشها وبدونها لاختلف شكل هذه الحياة اختلافاً كثيراً .
يجب أن نفرق بين النقود والثروة والنقود ليست هي الثروة ، فلا يطلب الناس النقود لذاتها وإنما وسيلتهم هذه النقود
، ولهذا قال " فيكسل " أنها لا تعتبر مخزناً للقيمة إلا في نظر الفرد ، أما الجماعة فلا ترى القيمة إلا في الأشياء النافعة
الصالحة لإشباع الحاجات مباشرة كالخدمات والسلع . حيث يقرر الكتاب أن النقود تخفى حقيقة العمليات والظواهر
الاقتصادية ، فلا نرى منها إلا مظهرها النقدي وهو الجانب الكمي فيها
فعمليات القرض والادخار مثلاً تختفى عادة وراء قناع نقدى ، وفى حالات التضخم تكثر الصناعات الإنشائية
ويزداد الطلب على العمل فترتفع الأجور ، ولكن هل يعنى عندئذ ارتفاع مستوى المعيشة ؟ الواقع أنه لا يفيد حصول
العمال بواسطة أجورهم المرتفعة على ضرورات الحياة التي كانوا فيما مضى قادرين على شرائها ، ومن هنا عمد الكتاب
إلى التمييز بين الأجر الحقيقي والأجر النقدي باعتبار أن الأول هو مقدار ما يشتريه الأجر النقدي فعلاً من سلع وخدمات
النقود وسيلة وليست غاية ، حيث يظن الكثير من الناس أن غاية الفرد في الحصول على النقد أو المال تلبيه
لاحتياجاته واحتياجات أسرته ، غير أن هذا خاطئ من أساسه ، لأن الفرد يعمل ويبذل الجهد من أجل الحصول على
سلع وخدمات تم إنتاجها بعمل ومجهودات أفراد آخرين ، ويكون من طبيعة النقود في هذه الحالة أن تسهل من عمليات
تبادل الجهد الإنساني للفرد مع غيره من الأفراد . ولكن بالنسبة إلى المجتمع ككل، فإنه في كثير من الأحيان تسبب
كثرة النقود فيه أضراراً تضخمية بالغة ، وبذلك لا يكون هدف المجتمع هو الحصول على أكبر قدر ممكن من النقود .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|