المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

كيفية الحفاظ على قطيع الدجاج بصحة جيدة
25-4-2016
بعض آثار من عهد الملك منتو حتب الثاني.
2024-01-29
Phylum Chordata
4-11-2015
تفسير الأية (1-8) من سورة الكهف
25-8-2020
Multilocus Sequence Typing (MLST)
15-11-2020
تحتمس الرابع في طفولته.
2024-05-12


اختيار الزوجة  
  
2613   09:15 صباحاً   التاريخ: 31-12-2017
المؤلف : السيد سعيد كاظم العذاري
الكتاب أو المصدر : آداب الاسرة في الاسلام
الجزء والصفحة : ص17-21
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2017 2222
التاريخ: 4-5-2021 2375
التاريخ: 10-4-2022 2115
التاريخ: 14-1-2016 2340

العلاقة الزوجية ليست علاقة طارئة أو صداقة مرحلية ، وإنّما هي علاقة دائمة وشركة متواصلة للقيام بأعباء الحياة المادية والروحية ، وهي أساس تكوين الاُسرة التي ترفد المجتمع بجيل المستقبل ، وهي مفترق الطرق لتحقيق السعادة أو التعاسة للزوج وللزوجة وللأبناء وللمجتمع ، لذا فينبغي على الرجل أن يختار من يضمن له سعادته في الدنيا والآخرة.

عن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): إنّ صاحبتي هلكت رحمها اللّه ، وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج ، فقال لي : (اُنظر أين تضع نفسك ، ومن تشركه في مالك ، وتطلعه على دينك وسرّك ، فإن كنت فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وحسن الخلق ، واعلم: 

ألا إنّ النساء خلـقن شـتى            فمنهنَّ الغنيمة والغرام

ومـنهنَّ الـهـلال إذا تجلّى            لصاحبه ومنهنَّ الظلام

فمن يظفر بصالحهنَّ يسعد          ومن يعثر فليس له انتقام (1)

وراعى الإسلام في تعاليمه لاختيار الزوجة ، الجانب الوراثي ، والجانب الاجتماعي الذي عاشته ومدى انعكاسه على سلوكها وسيرتها.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): (اختاروا لنطفكم ، فإنّ الخال أحد الضجيعين)(2).

وقال (صلى الله عليه واله): (تخيروا لنطفكم ، فإنّ العرق دسّاس) (3).

وروي أنّه جاء إليه رجل يستأمره في النكاح ، فقال (صلى الله عليه واله): (نعم انكح ، وعليك بذوات الدين تربت يداك) (4).

وقال (صلى الله عليه واله): (من سعادة المرء الزوجة الصالحة) (5).

فيستحب اختيار المرأة المتدينة ، ذات الأصل الكريم ، والجو الاُسري السليم (6).

وبالإضافة إلى هذه الاُسس فقد دعا الإسلام إلى اختيار المرأة التي تتحلى بصفات ذاتية من كونها ودوداً ولوداً، طيبة الرائحة ، وطيبة الكلام، موافقة ، عاملة بالمعروف إنفاذاً وإمساكاً(7).

وفضّل تقديم الولود على سائر الصفات الجمالية ، قال (صلى الله عليه واله): (تزوجوا بكراً ولوداً ، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً ، فاني أُباهي بكم الاُمم يوم القيامة) (8).

ولم يلغِ ملاحظة بعض صفات الجمال لإشباع حاجة الرجل في حبه للجمال ، قال (صلى الله عليه واله): (إذا أراد أحدكم أن يتزوج ، فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فان الشعر أحد الجمالين) (9).

وقال (صلى الله عليه واله): (تزوجوا الأبكار ، فإنهن أطيب شيء أفواهاً) (10).

وقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): (أفضل نساء أمتي أصبحهنَّ وجها ، وأقلهنَّ مهراً)(11).

ويستحب أن تكون النية في الاختيار منصبّة على ذات الدين ، فيكون اختيارها لدينها مقدّماً على اختيارها لمالها أو جمالها ، لأنَّ الدين هو العون الحقيقي للإنسان في حياته المادية والروحية ، قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام): (إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك، فإنّ تزوجها لدينها رزقه اللّه عزَّ وجلَّ جمالها ومالها) (12).

ويكره اختيار المرأة الحسناء المترعرعة في محيط أُسري سيء ، والسيئة الخلق ، والعقيم ،

وغير السديدة الرأي ، وغير العفيفة ، وغير العاقلة ، والمجنونة (13) ، لأنّها تجعل الرجل في عناء مستمر تسلبه الهناء والراحة ، وتخلق الأجواء الممهّدة لانحراف الاطفال عن طريق انتقال الصفات السيئة إليهم ، ولقصورها عن التربية الصالحة.

عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: (قام النبي (صلى الله عليه واله) خطيبا ، فقال : أيُّها الناس إياكم وخضراء الدمن. قيل : يا رسول اللّه ، وما خضراء الدمن؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء) (14).

وحذّر الإسلام من تزوج المرأة المشهورة بالزنا ، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا (15)، وذلك لأنّها تخلق في أبنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح، إضافة إلى فقدان الثقة في العلاقات بينها وبين زوجها المتدين ، إضافة إلى انعكاسات انظار المجتمع السلبية اتجاه مثل هذه الاُسرة.

وكما نصح بتجنّب الزواج من الحمقاء لإمكانية انتقال هذه الصفة إلى الاطفال ، ولعدم قدرتها على التربية ، وعلى الانسجام مع الزوج وبناء الاُسرة الهادئة والسعيدة ، قال الامام علي (عليه السلام) : (إيّاكم وتزويج الحمقاء ، فإنّ صحبتها بلاء ، وولدها ضياع) (16).

وكذا الحال في الزواج من المجنونة ، فحينما سُئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن ذلك أجاب : (لا ، ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس أن يطأها ، ولا يطلب ولدها) (17).

______________

1- من لا يحضره الفقيه 3 : 386 ، وتهذيب الاحكام 7 : 401.

2- تهذيب الاحكام 7 : 402.

3- المحجة البيضاء ، الفيض الكاشاني 3 : 93 ، ط3 ، دار التعارف ، 1401 هـ.

4- تهذيب الاحكام 7 : 401.

5- الكافي 5 : 327.

6- اُنظر : الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 290. والسرائر 2 : 559. وجامع المقاصد 12 : 11.

7- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 290. ونحوه في : جواهر الكلام 29 : 36 وما بعدها.

8- الكافي 5 : 333.

9- من لا يحضره الفقيه 3 : 388.

10- الكافي 5 : 334.

11- تهذيب الاحكام 7 : 404.

12- من لا يحضره الفقيه 3 : 393.

13- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 290.

14- تهذيب الأحكام 7 : 403. وجواهر الكلام 29 : 37.

15- مكارم الأخلاق ، الطبرسي : 305 ، منشورات الشريف الرضي ، قم 1410 هـ.

16- الكافي 5 : 354.

17- وسائل الشيعة 20 : 85.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.