المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التغييرات الجسدية  
  
2109   01:05 مساءً   التاريخ: 27-11-2017
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص250-252
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2023 1389
التاريخ: 2024-09-17 103
التاريخ: 15-4-2016 1817
التاريخ: 22-1-2018 3145

ان التغيير في فسلجة البدن مهما كان طفيفا وبسيطا يترك بصمات واضحة وتطورات واسعة وكبيرة في النشاطات الفسلجية والنفسية للإنسان , وبشكل عام فغير البدين مثلا شديد الحساسية تجاه الامور , نشط , صلب العود , شديد المقاومة , وهذه الحالات والصفات تصدق على النوابغ ايضا ... خصوصا ان الشكل الظاهري والحركات والهيأة تكون معرفة صفاتنا البدنية ومرآة لأحاسيسنا ومشاعرنا , كما ان النشاطات النفسية ترتبط بالنشاطات والفعاليات الفسلجية للبدن , وهناك خمسة امور مهمة ذكرها العلماء المختصين في هذا المجال :

اولا : ذكر الاخصائيون: إن التكامل لدى الفتيات اسرع منه لدى الفتيان , بمعنى ان اشتداد العظم لدى الفتيان وبروز الأسنان وتكامل الغدد التناسلية يكون لدى الاناث اسرع منه لدى الذكور , فتتقدم الفتيات على الفتيان في العمر بلحاظ المعدل المتوسط – بما يقرب من السنة أو السنتين , ويكون ذلك ثابتا في جميع مراحل الطفولة والبلوغ .

ثانيا : لا ريب في أن القدرة البدنية , لدى الكائنات الحية , تكون اقوى لدى الجنس الذكري منها لدى الانثى , لما للذكور من قدرة على تحمل الشدائد والصعاب تفوق قدرة الاناث , إذ إن القدرة التي يتمتع بها الجنس المذكور والتي تمكنه من دخول حلبة الصراع في الحياة , تكون اشد خطورة وصلابة : فالذكور , وبلحاظ سعتهم الوجودية خصوصا بلحاظ القوة العضلية اكثر قوة ونشاطا من الاناث في جميع مراحل الحياة ... باستثناء ما بين مرحلة الحادية عشرة الى الرابعة عشرة من العمر لدى الفتيات : حيث يشاهد فيها لديهن تطور وتقدم بسيط , ولكن مع ذلك يبقى النشاط لدى الذكور اكثر منه لدى الاناث في جميع مراحل الحياة .

ثالثا : يختلف وضع الغدد التناسلية لدى الرجل عن وضعها لدى المرأة اختلافا ملحوظا , حيث تختلف الغدد في كل منهما بنحو خاص , فان الغدد تتحمل مسؤولية البناء والحفاظ على النسل وبقائه , كما انه يوجد اختلاف كثير ايضا بلحاظ الزمان بين النشاطات التي يقوم بها كل من الذكر والأنثى , والاختلاف المتقدم ثابت في أمور جانبية أخرى كالتأثيرات الجينية والسلوك والطبائع الوراثية الكثيرة والمليئة بالأسرار والعجائب , والموضوع الاكثر اهمية من ذلك كله هو ان هذا الامر لا ينتهي الى هذا الحد بل يترك اثارا واسعة وكثيرة في البينة والهيكل الوجودي العام (جسديا ونفسيا) , بالنسبة للمرأة والرجل , والفوارق والتمايزات بين افراد النوع البشري تؤكد هذا التمايز بين هذين الموجودين تماما , كما تترك الفوارق المذكورة اثرا على البعد العاطفي لدى الجنسين , وكذا على البعد النفسي , كما يتأثر الذهن والفطنة والذكاء بهذه الفوارق ايضا , بل هي تؤثر ايضا تأثيرا كبيرا على الأذواق والطباع والمشاعر الفنية المرهفة للإنسان , وهي تترك اخيرا , اثرا على شخصية كل من المرأة والرجل فتصنع منهما شخصيتين متمايزتين ومختلفتين...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.