أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2017
2239
التاريخ: 25-3-2018
1480
التاريخ: 25-9-2017
1285
التاريخ: 16-11-2017
1490
|
كان في بلاد الهند رجلان : اعمى ومقعد ، اصطحبا في طريق ، فعبرا ببستان فمالا اليه ، فرآهما صاحب البستان ، ورأى فقرهما وعجزهما فأراد مساعدتهما فقال : يا هؤلاء ما تقولون في ان ادخلكما بستاني فتأويا فيه وتنالا منه ما يكفيكما ، ولكن بشرط ان لا تقطفا شيئا من الثمر فتفسدا الشجر وتؤذياه.
فقال احدهما : وكيف نؤذيك على بستانك ونحن على ما ترى من الزمانة (1) وسوء الحال ، احدنا مقعد والاخر اعمى.
واي حيلة لنا في تناول شيء من الثمار وهي في رؤوس الاشجار؟!.
فدخلا البستان ، واوصى بهما الناطور الموكل بالبستان ، ومضى صاحب البستان لسبيله.
فأقاما على ذلك مدة ، والناطور يؤمن لهما كل ما يحتاجان من الثمر والطعام.
وأينع الثمر وكبر وطاب ، فقال المقعد للأعمى : ان في الاشجار ثمارا لا يحمل الناطور الينا منها شيئاً ، فما حيلتنا في الحصول على شيء منها ، من غير ان يعلم الناطور ؟ وتشوق الاعمى الى ما ذكره له المقعد ، وأخذا يجيلان الفكر في الطريقة التي توصلهم الى مطلوبهم. الى ان قال المقعد للأعمى : ما رايك ان تحملني على كتفيك لأطوف في البستان ، فاقطف لك من كل ثمرة اطيبها؟!.
فلما كان الغد ذهب الناطور في بعض حوائجه واغلق باب البستان ، فحينئذ صار الظرف مناسبا لتنفيذ الخطة ، فركب المقعد على ظهر الاعمى ، وطاف به في البستان ، فقطعا ما اشتهيا ، وأفسدا ما قدرا عليه ، ثم رجعا الى مكانهما فرقدا.
فلما جاء الناطور ودار في البستان لم يخف عليه ما حدث من الفساد ، اذ وجد بعض الاثار ، فأتى اليهما وسألهما ، فقالا : لا علم لنا بشيء من ذلك. فصدقهما.
ثم كرر العملية ثانية ، وتنصلا من الامر ، وقالا : لا علم لنا بذلك.
فلما كان الغد أوهم الناطور انه قد خرج كعادته ، وكمن في بعض زوايا البستان ، فظن المقعد والاعمى انه قد خرج ، فقاما الى ما قد تعودوا عليه من الفساد وارتكاب الممنوع ، وفي اثناء ذلك دخل عليهما وامسكهما بالجرم المشهود.
وقال لهما : هل هذا جزاء الذي احسن اليكما ان تعصيا امره وتفسدا بستانه؟!.
واتفق دخول صاحب البستان في ذلك اليوم ، فأعلمه الناطور بما حصل . فقال صاحب البستان : لقد استحقا العذاب بما فعلاه.
ثم أمر عبيده أن يعاقبوهما اشد عقوبة ، ثم اخرجوهما من البستان والقوهما في البيداء ، حتى تأكلهما الوحوش والسباع.
العبرة من هذه القصة
تمثل هذه القصة الحياة الدنيا كما صورها حكماء الهند :
فشبهوا النفس ، بالمقعد الذي يبصر ولكنه لا يستطيع انجاز اي عمل بدون مساعدة الجسد.
وشبهوا الجسد ، بالأعمى ، الذي ينقاد حيث تقوده النفس ويأتمر بأمرها.
وشبهوا البستان بدار الدنيا ، والثمار بطيبات الدنيا وشهواتها .
وصاحب البستان ، هو الله تعالى مالك الدنيا والاخرة.
واما الناطور ، فهو العقل الذي يدل على المنافع والمضار ، وهو ينصح النفس ويدلها على ما فيه الصلاح والفلاح.
فإذا اتفقت النفس مع الجسد ، وخالفا أمر العقل استحقا العذاب والعقاب ، وخسرا الدنيا والاخرة ، وذلك هو الخسران المبين (2).
___________________________
(1) الزمانة : هي ما يصيب الاطراف من عاهة فيعطلها عن العمل.
(2) آداب النفس : للعيناثي ، ج 2، ص217، بتصرفٍ واختصار.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|