أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
7068
التاريخ: 20-4-2017
14213
التاريخ: 31-12-2017
2146
التاريخ: 24-4-2022
1588
|
من جملة القضايا التي طرحت نفسها بقوة في عالم الحقائق، قضية التربية لأنها وسيلة هامة جدا لإيصال الروح إلى ارفع درجات الكمال والجمال وعامل مهم لتحقيق سعادة الفرد والمجتمع وفي ظلها يستطيع الانسان ان يكون انسانا حقيقياً لان الكثير من التحولات النافعة والاصلاحيات المهمة قد تحصل لديه وفي الوقت ذاته تزول منه صفات اخرى غير مرغوب فيها.
والتربية هي اساس متين لشخصية الفرد المثالية لأنها تحرر طاقاته وتوجهها الوجهة الفعالة والمثمرة في الحياة وتنمي ابعاد تلك الشخصية وتجعلها في المسار التكاملي والارتقائي، كما انها تشيّد الارضية الباطنية في الانسان وتحثه على التفاعل مع الحياة، والايجابية في السلوك والتغيير، وركوب السبيل المطلوب الذي يجعل الجسم قوياً، والفكر سليماً والاخلاق اكثر دماثة وكمالاً.
والتربية هي الممهد الواقعي والموضوعي لعامة طرق التعقل والتعلم والتدبر والمهيء لموجبات القطع واليقين والاخذ بيد الانسان إلى الحجة والدليل والبرهان والمغل الاقوى للأفراد للمساهمة في دوران عجلة الحياة نحو الأكمل والارقى والافضل.
ومما لاشك فيه ان التربية مسالة لا تهم الطفل او الانسان وحدة وانما هي تهم الشعوب والمجتمعات والامم بأسرها لان السلوك الفردي والاجتماعي يؤثر في بعضه البعض سلباً او ايجابا فالذكاء الفردي له بالغ التأثير في الحياة والمصير الاجتماعي، وقد دلت التجارب الاجتماعية والنزاعات الاقليمية، والدولية على الكم الهائل والخسائر الفادحة، والحقوق المهضومة والفظائع التي يندى لها الجبين وقد اهدرتها التربية الفاسدة والتوجيه الخاطئ للفرد والمجتمع. لذا فان تربية الطفل او الانسان بصورة عامة يعني العمل بصورة جدية في تغيير الوضع الخاص والعام للفرد والمجتمع وبالتالي فان التربية هي الوسيلة الفضلى، والاداة الفعالة القادرة على اكتشاف الجوهر الباطني للفرد وتعزيز قواه الفاعلة وبلورة ذهنه واذكاء عملية التفكير والتفكر فهي، وبنائه بناء صالحا ومبتكرا ومبدعا ومنتجا يحث على الخطى على طريق الخير والصلاح والبناء والحرية والسلام.
وعليه ، فان التربية السليمة هي الطريق الصحيح في حصول التغيير المرجو والملائم الذي يتناسب مع كل المراحل والمقتضيات للفرد والامة وهي المنطلق الحقيقي للوصول إلى تحقيق الاهداف المرسومة والغايات المنشودة والحياة الكريمة والحرة السعيدة لذا وردت عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) مقولته الشريفة البالغة:(ما نحل والدٌ ولده أفضل من أدب حسن)(1)
وهنا ملاحظة ينبغي الالتفات اليها والاهتمام بها ، وهي :
لما كانت التربية هي السبب الرئيسي في تكامل الانسان ورقيه الاجتماعي، وحل معضلاته وازماته العالقة وتحقيق سعادته واهدافه، اذن يجب ان تكون التربية على اساس متين من التخطيط الصحيح، والدراسة المنظمة، والخطط المعلومة النابعة من ثوابت الشريعة المقدسة، ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وقيمة الرفيعة ومقتضيات ورغبات المجتمع ، وعاداته الحسنة وتقاليده المرموقة وان لا تكون الخطط التربوية مستوردة من الخارج، او قائمة على اساس غريب مغاير لما نحن فيه من واقع، وثقافة، ومعتقد، وتأريخ. وكما هو معلوم ان الامم تختلف في الرؤى والمعتقدات، والتقاليد والعادات، وان الذي يصلح لهذه الامة قد لا يناسب غيرها وربما يسيء لها ويؤلمها...
ومما لا يختلف فيه اثنان ان الاسرة والمربي والمدرسة والوراثة والبيئة هي من الاسس الهامة والمحاور الرئيسية التي تؤثر تأثيراً بالغا ومباشراً في تحقيق انسانية الانسان ومسيره التصاعدي نحو التكامل والارتقاء، والبناء ان توفرت شروط التربية الصحيحة فيها والا فلا.
لذلك اهتمت شرائع السماء بهذه المحاور الهامة، واولتها جل اهتمامها، وعملت جاهدة لجعلها محاور صحيحة للتربية الانسانية السليمة لكي تنتج انساناً سويّاً صالحاً ، وكما قيل: إذا صلح الإنسان صلح المجتمع وبصلاح المجتمع يتحقق التقدم، وتتكامل الحياة وينعم الجميع بالسعادة والحرية والكرامة .
____________
1- المستدرك ج2، ص615
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|